الهندسة المعمارية أحد فروع الهندسة التي تهتم بفنون إنشاء وتشييد المباني والتصميم، كما أن الهندسة المعمارية لها دور كبير في خلود كثير من الحضارات عبر التاريخ فهذا الفن ساعد على ترك مباني عديدة حول العالم تُعد من أفضل المزارات السياحية يذهب إليها الناس إلى يومنا هذا للاستمتاع بمناظرها الرائعة والتقاط الصور والتعرف على قصص إنشائها ومن المعماريون الذين ساهموا في بناء هذه المباني الضحمة، وفى هذا المقال سنأخذك في جولة إلى أشهر المباني حول العالم التي تبرز جمال فن الهندسة المعمارية للتعرف على قصتها وتاريخ إنشاءها.
1-الهندسة المعمارية في المكسيك
تٌعد مدينة تشتيشن إيتزا من أكبر المدن الأثرية التي تحتوي على عدد كبير من الاثار والأماكن التي تتميز بجمال الهندسة المعمارية والابداع والدقة في التصميم بالإضافة الى القصص المثيرة المتعلقة بإنشاء هذه الأماكن.
ومن أشهر الأماكن في تلك المدينة هو هرم تشتيتشن إيتزا الذى يوجد في شبه جزيرة يوكاتان حيث يعتبر هذا الهرم من أكثر المباني التي توضح تميز الهندسة المعمارية لتاريخ حضارة المايا ويصل ارتفاع هذا الهرم إلى 54 متر وكان مغطى بالنباتات قديما. وكان يعتبره أهل المدينة قديما معبد للتقرب إلى الاله وساحه للقتال وتٌعد قصة هذا المعبد من أكثر القصص المثيرة التي تحكيها الهندسة المعمارية الخاصة بالمكان.
كان الاعتقاد السائد أن نقص الامطار دليل على غضب الاله عليهم ويجب تقديم قربان له عن طريق قطع رأس أحد تقطيع جسد أحد العبيد وقطع رأسه في ساحة القتال، وكان يستخدمه المكسيكيون أيضا كمرصد فلكى قديما نظرا لارتفاعه، تم بناء هذا المعبد بطرق الهندسة المعمارية الكلاسيكية في الفترة ما بين التاسع إلى الثاني عشر ميلادي على يد قبائل توليك.
والجميل ان هذا المكان يعتبر أحد عجائب الدنيا السبع ويستقبل هذا المكان أكثر من مليون سائح كل سنة.
2-الهندسة المعمارية في إيطاليا
مما لا شك فيه تٌعتبر إيطاليا من البلاد الحافلة بالأماكن التي تتميز بجمال ورعة الهندسة المعمارية فبمجرد التجول في مدن إيطاليا كمدينة روما يمكنك التمتع بمنظر وجمال المباني والمقاهي والمطاعم الفخمة ذات الطراز الخاص من تصاميم الهندسة المعمارية بالإضافة إلى وجود اشهر الأماكن السياحية التي تجذب عدد كبير جدا من السياح كل عام إلى إيطاليا مثل مدرج الكوليسيوم الذى يعتبر أكبر عمل معماري تم إنشاءه بواسطة الإمبراطورية الإيطالية.
وأعظم دليل على عبقرية الهندسة المعمارية في إيطاليا التي تظهر في المبنى والتصميم وطريقة التحكم في جمع الناس للعروض ورغم حصول أضرار بالغة بمدرج الكلوليسيوم بسبب حدوث زلزال الا ان هذا المبنى يظل موجود كرمز للهندسة المعمارية في ايطاليا، تم تشييد هذا المدرج بين عاميي عشرين و اثنين وسبعين بعد الميلاد وتم بناءه بواسطة الخرسانة والحجارة وكان ساحة كبيرة للقتال بين المصارعين وإقامة المسابقات وتمثيل المعارك في الاساطير الكلاسيكية.
يقف المبنى على منطقة عالية من الحجر الجيري ويتكون المبنى من عدة طوابق، الطابق الأول مشيد بواسطة أعمدة دورية وتعتبر أبسط شكل من أشكال الاعمدة في الهندسة المعمارية الاغريقية، والطابق الثاني يحتوى على أعمدة أيونية وهى شائعة في الهندسة المعمارية اليونانية، أما الطابق الثالث به أعمدة كورنثية وبها نقوش على شكل أوراق الشجر ويحتوى على ثمانين مدخل، ويأتي الجزء الداخلي مكون من ثلاث أجزاء وهم: المسرح المدور، ساحة القتال مكان التنافس، وجزء عبارة عن منصة عالية بها مقاعد للمشاهدين.
وكان هذا المبنى مهم جدا بالنسبة للحكام كمركز للسيطرة على شعبهم قديما، واليوم تستغل إيطاليا هذا الصرح ذو الهندسة المعمارية الفائقة والذى يعد أحد عجائب الدنيا السبع ايضا في جذب العديد من السياح.
3-الهندسة المعمارية في مصر
من الصعب الحديث عن الهندسة المعمارية في الدول عبر الحضرات دون أن نذكر واحدة من أكثر الدول التي أبهرت العالم بفن الهندسة المعمارية في حضارتها بشكل كبير وبدون شك نحن نتحدث عن أم الدنيا مصر صاحبة حضارة سبع الاف عام مليئة بالمعابد والاهرامات والمباني والمقابر التي تحكى تاريخ مصر القديم. وتعتبر أهرامات الجيزة الثلاثة شاهد على إعجاز التخطيط والتشييد المعماري في الماضي وعامل جذب مهم للسياح في الوقت الحاضر.
وأهرامات الجيزة هم خوفو وخفرع ومن قورع المشهور باسم منقرع وتم إنشاءها في الفترة ما بين 2480 و2550 قبل الميلاد واستغرقت حوالي 20 عام لتشييدها كمقابر للملوك وكل هرم يحمل أسم الملك الذي قام بتشييده.
هرم خوفو: هو الهرم الأكبر وتظهر براعة الهندسة المعمارية في دقة تصميم هذا الهرم فكل اتجاه من اتجاهات الهرم الأربعة موجهه إلى احد الجهات الاصلية.
هرم خفرع: هو الهرم الأوسط الذى أطلق عليه خفرع أسم الهرم العظيم ومازال يحتوى هذا الهرم على الطبقة الخارجية منه عند القمة ويحتوى على سقف من الجرانيت.
هرم منكرع: هو الهرم الأصغر يمكن أن ترى جمال الهندسة المعمارية في ضوء شعاع الشمس الذى يدخل إلى الهرم من خلال فجوة صغيرة في الهرم لا يتعدى قطرها 20 سم إلى قبر الملك منكرع في يوم واحد في السنة وهو يوم عيد ميلاد الملك.
وتعتبر الاهرامات من مظاهر تطور فن الهندسة المعمارية عند القدماء المصريين فقد كانت في بداية الامر عبارة عن حفرة ثم تم تطويرها إلى حجرة تحت الأرض وبعد ذلك وصلت إلى عدة غرف تحت الأرض وفوقها مصطبة.
4-الهندسة المعمارية في الصين
إذا سألك أحدهم عن أكثر ما يميز دولة الصين سيأتي في ذهنك على الفور سور الصين العظيم إلى جانب المأكولات الصينية الشهيرة، ولكن هنا سنتحدث عن قصة سور الصين العظيم الذي يعد أكبر جدار دفاعي في العالم حيث يبلغ طوله حوالي 2400 كيلومتر ويصل طوله إلى 7000 كيلومتر يبدأ من نهر يالوه في الشرق ويمتد إلى ممر جيا يو قوانى في الغرب وتم تشييد هذا السور من الطوب والصخور كما يتميز بوجود قناه لصرف المياه على السطح لتصريف مياه الامطار ، وهنا تأخذ الهندسة المعمارية جانب عسكري حيث أن سور الصين العظيم يعتبر مشروع دفاعي ضخم ومتكامل فيحتوى السور على أبراج مراقبة عالية وأبراج انذار بالإضافة إلى ممرات استراتيجية وأماكن للجنود وأحد عجائب الدنيا السبع الجديدة الذى يتوافد إليه السياح من جميع أنحاء العالم وينبهروا بأبداع الهندسة المعمارية في البناء العسكري.
أبدعت البشرية على مر العصور في فن الهندسة المعمارية وتقديم مباني ومنشئات بقيت لألاف السنين بين ساحات القتال التي يحتشد بها الناس والمسارح الكبيرة التي تقدم عروض أسطورية بالإضافة إلى دورها في الفن العسكري والمنشئات الدفاعية تنعكس أهمية الهندسة المعمارية في التأثير عبر الحضارات حتى في تحقيق فكر الخلود لدى القدماء المصريين بإنشاء المقابر لحفظ أجسادهم، ولا يزال العالم يقف أمام تلك الإنجازات في الهندسة المعمارية في كثير من البلاد التي تجذب كثير من السياح ليتعرفوا على القصص وراء تشييد تلك المباني العظيمة التي ما زالت صادمة إلى اليوم.
فمجال الهندسة المعمارية يفتح الباب أمام المبدعون لإظهار موهبتهم أمام العالم وخلود أعمالهم لقرون.
لمزيد من الأخبار عن العقارات قم بزيارة موقع عقارات اليوم