مصطفى عسكر / الساعة 25
واصلت السلطات السعودية حملتها ضد رجال الدين المخالفين للمملكة في الرأي، حيث أقدمت علي اعتقال الشيخ علي بن سعيد الحجاج الغامدي -المدرّس بالمسجد النبوي سابقاً- الذي يمر بوضع صحي حرج، حيث يعيش الرجل الذي تجاوز الـ70 من عمره بنصف رئة.
وقال حساب يحمل إسم “معتقلي الرأي” على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، والذي يهتم بشؤون المعتقلين والحريات في السعودية، إلى اعتقال الغامدي برفقة أخيه ومحاميه بالإضافة إلى خمسة من المشايخ وطلاب العلم كانوا موجودين في منزل الشيخ أثناء مداهمته الجمعة الماضية.
وأضاف الجساب أن السلطات أقدمت “علي جريمة أخلاقية تمثلت في منعها جهاز الأوكسجين الخاص بالشيخ لا سيما أنه يعيش بنصف رئة وتخطى السبعين من عمره”.
وللشيخ الغامدي عدة مواقف مع النظام السعودي ودأبت السلطات الأمنية دأب علي مضايقة الشيخ، حيث أوقفته سابقاً السلطات بأمر ملكي من التدريس في المسجد النبوي بلا سبب، ثم فصلته من الجامعة بعد ذلك بسنة.
جدير بالذكر أن السلطات السعودية اعتقلت منذ أيام الشيخ سفر الحوالي وشقيقه ومجموعة من أبنائه، بسبب اعتراضه علي السياسة الحكومية، على خلفية كتابه “المسلمون والحضارة الغربية” ، الذي انتقد فيه سياسة بلاده الداخلية والخارجية وإغداقها المال على الولايات المتحدة وبداية تطبيعها مع الكيان الصهيوني مع توجيه نصح لآل سعود الأسرة الحاكمة وإلى العلماء والدعاة.
وعبرت أوساط في المملكة عن استياءها من تصرفات بن سلمان حيث جاءت تغريدة معبرة بالقول : ” مجدداً تثبت السلطات السعودية أن لا أحد في بلادنا بمأمن من الاعتقالات التعسفية، لكن ما فعلته ضد الشيخين علي بن سعيد الحجاج الغامدي و سفر الحوالي يفوق مسمّى “الجرائم الحقوقية” وتعجز اللغة عن وصف حجم القمع والانتهاكات فيه!!”.
والشيخ الغامدي من مواليد 1948، بدأت مسيرته العلمية عند افتتاح أول معهد علمي بمدينة بلجرشي، والذي التحق به سريعاً، ودرس في صفوفه مدة 5 سنوات ، ثم التحق بكلية الشريعة وحصل على تقدير ممتاز في جميع سنوات دراسته الجامعية.
ثم عُين مدرّساً بمعهد الباحة، ولم يلبث سوى 15 يوماً حتى اختير معيداً في كلية الشريعة، وبقي هناك يشارك مشايخه وزملاءه في التدريس، ويؤدّي بعض الأنشطة والأعمال الإدارية.
وابتُعث الشيخ الغامدي لإكمال الدراسات العليا في كلية الشريعة والقانون بمصر، وهناك تلقّى علم القانون على أستاذين متميّزين، وحصل على درجة الماجستير بتقدير ممتاز، عام 1975.
سجّل الشيخ موضوع أطروحته في مرحلة الدكتوراه، وعاد إلى أرض السعودية، وعُيّن محاضراً في إحدة جامعات المملكة، ثم حصل على الدكتوراه في الفقه المقارن مع مرتبة الشرف الأولى، عام 1981.
على أثر ذلك عُيّن أستاذاً مساعداً بكلية الشريعة بالرياض، ودرّس مادة الفقه، وشارك في أنشطة الكلية، وترأس قسم الفقه هناك، وشغل رئاسة قسم الدعوة ثلاث فترات.
وشارك في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، فكتب مقالات متنوّعة في صحيفة المدينة وصحيفة عكاظ ومجلة البيان، وأعدّ مجموعة من البرامج الإذاعية في إذاعة القرآن الكريم، وشارك في عدة حلقات تلفازية بالرياض والمدينة.