رؤية مختلفة للأحداث !

ارفع رأسك فوق أنت مسلم

0

الإعلام الأوربي منشغل منذ سنوات وحتى كتابة هذه السطور بمزيد من سكب النار علي البنزين، من ادعاءات دائمة وإلصاق تهم باطلة مفادها ان ليس كل المسلمين إرهابيين، و لكن كل الإرهابيين مسلمين، هو يحاول بشكل مطلق أن يلصق هذه التهمة بالإسلام، فالمعنى الذي يتبادر لأذهاننا أن الإرهاب صناعة إسلامية بحته وضعها وغزاها الإسلام بمفاهيمه عن رفض الآخر، وإنكار الديانات الأخرى وإعلان الحرب عليهم وهو أمر يجافي الحقيقة إن لم يكن ظالماً.

يدعو ويحض علي مكارم الأخلاق وليس له علاقة من قريب او بعيد بالعمليات الإرهابية التي تجتاح العالم وتقتل من المسلمين قبل باقي الديانات. فالحقيقة التي ذكرتها كافة الإحصائيات العالمية تشير إلى أن حاصل العمليات الإرهابية التي ارتكبها متطرفين إسلاميين، بحسب وصف وسائل الإعلام العالمية، خلال الخمس سنوات الماضية لا تزيد عن ٢٪ من مجموع حوادث الإرهاب في أوروبا وأمريكا طبقاً لتقرير منظمة “Europol” العالمية. وكالة الأمن الأوروبي عبرت عن استيائها خلال تقريرها السنوي في العام ٢٠١٤ من أن معظم العمليات الإرهابية التي وقعت في أوروبا قامت بها جماعات انفصالية أوروبية بغرض الاستقلال عن بلدانهم.

كما أشار التقرير ذاته لكن في العام ٢٠١٣ حيث تبين أن العمليات الـ١٥٢ إرهابية التي وقعت في أوروبا كان منهما عمليتان فقط ذات دوافع دينية، بينما هناك ٨٤ من هذه العمليات الإرهابية تمت تحت دوافع عنصرية أو عرقية أو انشقاقية ولم تمت للإسلام بصلة إن الناظر والمتتبع لجملة الاتهامات الباطلة الجزافية التي تطلقها أوربا بين الحين والأخر ومحاولتها إلصاق الإرهاب بالإسلام يرى فيها الخلفية الصهيونية التي تحتكر وسائل الإعلام وتسيطر عليها وتسعى كل فترة إلى محاولة جعل المسلمين يتخندقون دفاعا عن أنفسهم، فبدلا من هجومهم بالآلات إعلامية التي يملكونها او الأموال الوفيرة التي بحوزتهم إلا أن الصهاينة وبتكتيك إعلامي عالي تُرتكب عملية هنا او هناك فيستغلونها ويلصقونها بالإسلام ثم تبدأ آلتهم الإعلامية بتناولها بشيء من الخرافات التي تعيد إليهم عمليات المحرقة اليهودية علي أيدي النازية وأن الدين الإسلامي هو دين فاشي يهدف لتدمير مخالفيهم في العقيدة.

فمثلا في فرنسا خلال ديسمبر ٢٠١٣، شنت جماعة FLNC الانفصالية، التي تدعو إلي انفصال جزيرة “الكورس” عن فرنسا، هجوماً ارهابياً بالصواريخ على قسمين للبوليس في مدينتين فرنسيتين. وفي إيطاليا، قامت الحركة الأناركية FAI بشن عدد من الهجمات الإرهابية وكان من ضمن الهجمات إرسال قنبلة لصحفي معارض فهل سلط الإعلام الغربي عن مثل هذه العمليات الإرهابية من قبل؟ أم ان مهمته الوحيدة تسليط الضوء علي أتفه العمليات في العالم الإسلامي خاصة فيما تتعلق بالأقليات، وماذا لو كان مرتكب هذه الهجمات الإرهابية التي وقعت في اوربا ممن ينسبون أنفسهم للإسلام؟ وهناك ما هو أخطر في تلك العمليات الإرهابية وهي المسماة بالتطهير العرقي وهو ما حدث في النرويج خلال عام ٢٠١١ ، عندما قام مواطن نرويجي إرهابي يُدعى أندريس بيرڤيك بقتل ٧٧ شخص، بدافع تطهير النرويج من المسلمين والملونين بحسب اعترافاته والتي تبنت بعدها جماعة ” أوروبا المسحيين” مسئوليتها عن الهجوم الإرهابي.

فالإعلام الغربي لم يُشر إلى هذا الحادث سواء بالتلميح أو التصريح او حتى بضجة إعلامية مثلما قاموا بتهييج مشاعر العالم الأوربي عندما انتفض مسلمو العالم دفاعا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم بعدما قامت جريدة تشارلي هيبدو برسومات مسيئة عن النبي. وأين الإعلام الغربي الحر المدافع عن حقوق الإنسان من جرائم البوذيين التي تُرتكب يوميا في شكل مجازر بقتلهم الآلاف المسلمين في بورما وسيريلانكا، حتى وصل التطرّف بهم إلى حرق البيوت والمتاجر والجثث.

وبالطبع لن يتوقف الإعلام الغربي، الممول من الصهاينة ، عن جرائم إسرائيل ضد العُزل الفلسطينيين الذين استباحوا الأعراض والأنفس فقاموا العام الماضي فقط بأكثر من ٣٩٩ عمليه إرهابية، ضد العزل من المسلمين بغرض الاستيطان وكانت النتيجة قتل المسلمين وحرق المنازل والمساجد والكنائس، هل تحدث أحدا أو شجب او ندد من إعلام الغرب بالطبع لا. فما قامت به إسرائيل ضد فلسطين يمثل أيضًا أبشع صور الإرهاب ضد الضحايا الذي يطردون من أوطانهم، والذي يقتل أهلم أمام أعينهم، ويخسرون أغلى ما يملكون بكل بساطة، والذين تهدم منازلهم بدون سبب، ولا يجدون المأوي ولا الطعام، ولا الشراب، ولا حتى يجدون التعليم، أو أي شيء من أساسيات الحياة.

وما قامت وتقوم به الولايات المتحدة الأمريكية منذ قرابة العشرين عاماً في دولة العراق المستقلة من تدخلات سافرة وقتلى بين صفوف العراقيين هو بحق أشنع أشكال الإرهاب الدولي، ومن أكبر صور الظلم التي تراها البشرية. فأمريكا تحت مزاعم تعقب الإرهابين، كذباً وزوراً، قامت بالقضاء على دولة ذات حضارة عريقة، وإبادة شعب دون رحمة أو رأفة، أو حتى سبب واضح، لا لشيء سوى خوفها من الإمكانيات المادية والبشرية التي تمتلكها هذه الدولة، وبعد كل جرائمها التي تشهد علي إرهابها تخرج علينا وسائل إعلامها المسمومة لتقول أن المسلمين هم الإرهابيين، وأن البلاد الإسلامية هم بلاد إرهاب، وهذه الأفعال هي التي عملت على زرع العنف والتوتر داخل أبناء الوطن وحولتهم إلى الإرهابيين.

وخلاصة القول، إن الإعلام الغربي لا يغطي أي حوادث يرتكبها غير المسلمين، فالتجارة الرابحة من وجهة نظره هو تسليط الضوء علي أقل جريمة يرتكبها الآخر الغير متحضر الإرهابي المسلم وتقديد وسائل الإعلام كلها ضده من أجل مزيدًا من الاحتقان بين شعوب العالم وتسخير أموال الصهاينة ووسائل إعلامهم لتحقيق أهدافهم المسمومة. فلن تسمعوا أبداً في إعلام الغرب عن مسمى “الإرهاب المسيحي” أو “الإرهاب الصهيوني” أو المجوسي أو الهندوسي أو حتى البوذي هذا أمر مستحيل. لكن الشيء الأكيد هو انه ليس كل الإرهابين مسلمين، فالحقيقة أن إرهاب المسلمين أقل بكثير من إرهاب المسيحين واليهود والبوذيين. ولذلك أقول: ” ارفع رأسك فوق أنت مسلم”.

 

الساعة 25

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق