رؤية مختلفة للأحداث !

القرار الوطني وسيادة البلاد.. روح الثورة

0

hiwydbd iuwrbfk 70336بقلم: عقاب يحيى
وجه البعض، بل الكثير، سهام اتهاماتهم لقيام الإئتلاف الوطني لمجرد عقده في الدوحة، وهناك من تناوله من زاوية كونه إنتاجاً أمريكياً بماركة مسجلة للسفير فورد، وكلام كثير وانتقادات.. بينما كثير أيده ووجد فيه بداية المخرج لأزمة المعارضة، وربما للانتصار الحاسم على الطغمة.

 

منذ امتشقت السياسة صغيراً وأنا أتغنى بالوطنية والشعارات الكبيرة، وعندما وعينا قليلاً صرخنا حتى البحة في الوطنية، وضد الإمبريالية والصهيونية.. والعملاء والمأجورين، والوطنية والسيادة، وحين وعينا أدركنا أن النوايا لا تكفي إن لم تنهض على قواعد راسخة تصون القرار الوطني، وتؤمن استقلال البلاد، وتوفر عوامل التعامل الندّي مع الأطراف الدولية وفقاً للغة المصالح، وبما ينسجم مع المبادئ والقضايا العادلة لشعبنا ووطننا..

ـ وحين كان قرار احتلال العراق وتدمير الدولة العراقية متخذا من سنوات.. تحقيقاً لاستراتيجية صهيوني نفذت من منافذ الأخطاء والثغرات.. وقفنا إلى جانب العراق، وأدنا قدوم المعارضة العراقية على الدبابات المحتلة، وقبولها الانضواء في ملحقات الغزو.. وكتبت الكثير من المقالات والدراسات عن خلفيات الغزو، والوطنية، والمقاومة.

* * *
مع الثورة السورية: حلم العمر والأجيال. خلاص شعبنا وبلدنا ووطننا من واحدة من أهم قلاع الاستبداد وممالك الرعب والتخريب والتطويف والسمسرة والمقايضة.. كان الطبيعي أن يكون الهدف الرئيس. الأول. المحوري: توفير كل الشروط اللازمة للانتصار، واعتبار العركة مع الطغمة هي الأساس، وغيره مؤجل للمرحلة القادمة.. لذلك كثيراً ما يمكن إغماض العين عن بعض التصريحات والعلاقات.. بينما أدنا التدخل العسكري الخارجي الذي لم ولن يحدث، وأدنا نهج التسويق والتذرع بالشعار تحقيقاً لغايات حزبوية، أو تجييراً لموقع ما مع الطغمة..

ـ حين تتهم الطغمة الثورة الثورية منذ فجرها الأول بأنها فتنة، ومؤامرة وتدفع بالاتجاهين، وتحاصر الثوار قتلاً واغتصابا وتصفيات واعتقالات وكثير من الجرائم اليومية، وحين يقف الغرب متفرجاً ـ حتى الآن ـ على المذبحة الشاملة بحق شعبنا ووطننا.. فإن الاتهامات بالعمالة، والارتباط يجب أن تتجه إلى الطغمة المحمية على مر العقود من الولايات المتحدة والصهيونية وغيرهما، وليس إلى الوطنية السورية العريقة التي لا يمكن أن تفرط بسيادة بلدها والقرار الوطني.. حتى وإن وُجدت بعض الجيوب، وبعض الرخويات، وبعض المقتنعين بواجب نسج علاقات خاصة مع أصحاب القرار في العالم..

ـ الثورة في جوهرها ثورة حرية وكرامة، وألف باء الحرية : حرية الفرد والوطن، وتحريرهما من كل قسر وفرض واحتواء واستبداد.. فكيف يمكن لثورة عملاقة تقدم التضحيات أنهراً أن ترتمي وتتخلى عن جوهرها؟

ـ نعم الثورة وحيدة، وتواجه تحديات كبيرة، وهي بحاجة ماسة لدعم الشقاء العرب، وللمجتمع الدولي وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية أولاً، وللغة وحسابات المصالح ثانياً، لكنها المصالح المتوازنة وليس الملحقة والمحتواة والتابعة..

ـ والقرار الوطني، وسيادة البلاد، وشكل العلاقات مع الآخر، وتحصين العامل الذاتي لا يمكن تجسيدهم إلا بوحدة المعارضة. وحدة الموقف والتصور. وحدة الحركة والتمحور حول الأهداف الراهنة، والقادمة، والعمل بروح الفريق مع جميع الأطراف : عربية كانت أم خارجية..

ـ هنا، وبغض النظر عن المكان ـ قطر ـ فإن ائتلاف المعارضة يعتبر إنجازاًَ كبيراً على طريق تحقيق الهدف وصيانة القرار الوطني، وسيبقى الآمر بانتظار مساهمة القوى المعارضة الفاعلة من جهة، ومأسسة هذا التحالف من جهة أخرى.

ـ ونسأل: تُرى لو كانت قطر تلك التي دعمت نظام الطغمة سنوات.. هل تكون هي قطر الحالية بنظر المشككين والمتهمين؟؟

ـ لو عقد اللقاء في إيران أو روسيا.. هل تكون النظرة ذاتها؟؟

ـ نعم لدينا تخوفات مشروعة.. من مشاريع الآخرين، ومن الألاعيب ومحاولات الاحتواء والتشويه.. لكنها الثورة السورية بداية ومنتهى والتي ستكون قادرة على تحرير البلاد وصيانة سيادة الوطن جغرافيا وسياسيا وشعبياً.. والتعامل مع الآخرين وفق المصالح المشتركة وما يخدم بلادنا.. وليس غيرها.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق