قال ناشطون إن الهدوء ساد في سوريا بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة السادسة صباحا بتوقيت مكة المكرمة وذلك بموجب المهلة التي حددتها خطة الموفد الأممي العربي المشترك كوفي عنان لوضع حد لأعمال العنف المستمرة في البلاد منذ أكثر من عام.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه بعد ساعة على انتهاء المهلة هناك هدوء كامل في كل المناطق، ولم نتلق معلومات عن وقوع أي حادث على جميع الجبهات في أنحاء سوريا، مشيرا إلى سماع انفجارات في منطقة الزبداني بريف دمشق فجر اليوم دون إعطاء تفاصيل إضافية.
وتابع المرصد أنه لم تتم ملاحظة أي انسحاب لدبابات.
وكان يفترض أن تنهي السلطات السورية الثلاثاء سحب آلياتها العسكرية من المدن بموجب المرحلة الأولى من خطة أنان، إلا أن ذلك لم يحصل. ولم يرد تعليق رسمي من جانب السلطات السورية حتى الآن.
وقال مقيم في الزبداني لرويترز إن البلدة تعرضت لقصف مدفعي خلال الليل لكنه لم يسمع شيئا بعد الموعد المقرر لسريان وقف إطلاق النار، وقال نشطاء آخرون في مدن حماة وحمص ودمشق إن الوضع هادئ.
ولم يقل أحد من النشطاء إنه شاهد أي علامات على انسحاب الدبابات من المدن والبلدات وهو أحد البنود التي وافقت عليها سوريا بمقتضى وقف إطلاق النار.
وفي السياق أكد عضو تنسيقيات الثورة بحمص محمد أبو الفداء الهدوء في البلدات السورية وتوقف إطلاق النار، لكنه أشار في حديث للجزيرة إلى أن حمص غدت مخزنا كبيرا لعشرات الدبابات والآليات المدرعة التي تحاصر أحياء المدينة، لافتا إلى أن محافظة حمص شهدت أعنف قصف منذ اندلاع الثورة في الساعتين اللتين سبقتا وقف إطلاق النار.
التزام وتأهب:
وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالة إلى أنان إن الحكومة قررت وقف جميع أعمال القتال العسكري في الأراضي السورية كافة اعتبارا من الساعة السادسة صباح اليوم، مع “الاحتفاظ بحق الرد بشكل مناسب على أي هجمات تشنها الجماعات الإرهابية المسلحة ضد المدنيين أو القوات الحكومية أو المنشآت العامة والخاصة”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول بوزارة الدفاع قوله إنه بعدما نفذت القوات المسلحة مهامها الناجحة في “مكافحة الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية المسلحة وبسط سلطة الدولة”، تقرر وقف هذه المهام اعتباراً من صباح الخميس.
وأضاف أن القوات ستبقى متأهبة للرد على “أي اعتداء”، دون أن يشير النبأ إلى المهلة التي تنتهي في الوقت نفسه وفق خطة أنان.
بدوره أعرب قائد الجيش السوري الحر المعارض العقيد رياض الأسعد عن التزامه بمبادرة أنان بوقف إطلاق النار بدءا من صباح اليوم. وشككت دول غربية عدة في نوايا نظام بشار الأسد كما طالبته الولايات المتحدة أمس “بأفعال لا بأقوال”.
100 شهيد الأربعاء:
وعشية وقف إطلاق النار، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عدد الشهداء ارتفع الأربعاء إلى 100 معظمهم سقطوا في “مجزرة” جديدة بحي دير بعلبة في حمص.
وقد بث ناشطون سوريون على مواقع الإنترنت صوراً تظهر مقتل وجرح العشرات في مدينة الرستن بمحافظة حمص وسط البلاد.
ويقول الناشطون إن صور الجرحى تبدو أنها نتيجة لاستخدام أسلحة غير عادية من جانب الجيش النظامي الذي كانت وحداته متمركزة في كلية الهندسة بالمدينة.
وتظهر الصور مصابين بينهم أطفال وعليهم آثار حروق. ونقل ناشطون عن أطباء عجزهم عن معرفة نوع الحروق التي أصيب بها الضحايا جراء القصف.
وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى سقوط 75 شهيداً في حمص وتسعة في وادي بردى بريف دمشق وسبعة في درعا وأربعة في حماة واثنين في حلب ومثلهما في اللاذقية ودير الزور، إضافة إلى مقتل خمسة من الجنود المنشقين في درعا كانوا فقدوا في وقت سابق وتأكد مقتلهم الأربعاء.
في المقابل قتل شخص وأصيب أربعة بجروح في انفجار سيارة في منطقة جرمانا جنوب دمشق فجر اليوم الخميس، وذلك قبل ساعات من سريان وقف النار.
وقال شهود ليونايتد برس إن سيارة مفخخة كانت تقف في شارع الروضة قرب ساحة السيوف بجرمانا انفجرت فقتل شخص وأصيب أربعة آخرون بجروح، وأفاد الشهود بالعثور على عدد من البنادق داخل السيارة.
وقال مصدر سوري ليونايتد إن قوات الأمن فرقت أمس الأربعاء، مجموعة من الناشطين تجمّعوا داخل مجمع تجاري (شام سيتي سنتر) في منطقة كفرسوسة في دمشق.
وأضاف أن قوات الأمن السورية تدّخلت على الفور بعد أن حاول الناشطون “إثارة الشغب والبلبلة داخل المجمع”، وفرّقت تجمعهم، مشيراً إلى أنه تم اعتقال أربعة ناشطين بينهم ثلاث سيدات ناشطات، فيما غادر الآخرون مكان التجمّع.
ولفت المصدر إلى أنه بعد وقت قصير على الاعتقال، أفرجت السلطات السورية عن الناشطين الأربعة.
وكان عدد من الناشطين نفّذوا الثلاثاء، اعتصامين أمام القصر العدلي ومبنى البرلمان في دمشق.