أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم وجود “وصفة سحرية” لإنهاء النزاع في سوريا، لكنه تعهد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بتشديد الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد، الذي أعلنت فرنسا أن مصلحة روسيا تكمن في رحيله، مستبقة بذلك مباحثات الأمين العام للأمم المتحدة في روسيا حول المؤتمر الدولي بشأن سوريا.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي مع ضيفه التركي رجب طيب أردوغان “ليست هناك وصفة سحرية في مواجهة وضع بالغ العنف والتعقيد كما هو الحال في سوريا، ولو كان الأمر كذلك أعتقد أنني ورئيس الوزراء أردوغان كنا اتخذنا تدابير، ولكان الموضوع انتهى”.
وأضاف “سنواصل تشديد الضغط على نظام الأسد، والتعاون مع المعارضة السورية” معتبرا أن أردوغان كان في طليعة جهود المجتمع الدولي لضمان حصول عملية انتقالية نحو سوريا ديمقراطية “من دون بشار الأسد”.
وفي إشارة إلى تنظيم مؤتمر دولي حول الأزمة، قال أوباما “تركيا ستؤدي دورا مهما في وقت سنجمع ممثلين للنظام والمعارضة في الأسابيع المقبلة”.
من جهته، اتفق أردوغان مع أوباما على ضرورة زيادة الضغط الدولي على النظام السوري، مشيرا إلى أنهما بحثا الأوضاع الحالية في سوريا وما يمكن عمله في المستقبل.
وأضاف أردوغان أنه سيتم خلال اجتماعاته القادمة مع أوباما بحث الاستعدادات لمؤتمر جنيف، الذي قد يلتقي فيه طرفا النزاع في سوريا، مشيرا إلى أنه من المهم أن تكون روسيا والصين من الدول المشاركة في المؤتمر
رحيل الأسد:
وفي باريس، شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس على ضرورة إقناع روسيا -التي تدعم النظام السوري- بأن “مصلحتها تكمن في تنحي بشار الأسد”، مؤكدا أن بلاده تشارك في الجهود الدبلوماسية الدولية للتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري.
واعتبر أن حل النزاع السوري “لا يمكن أن يقوم به بلدان فقط، ينبغي أن يتم ذلك مع المجتمع الدولي برمته”.
وفي باريس أيضا، التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مساء أمس الموفد الدولي والعربي الخاص بالأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي. وقال مصدر دبلوماسي إنهما اتفقا على ضرورة إيجاد اتفاق “مقبول بما فيه الكفاية” لدى جميع الأطراف، للتمكن من تطبيقه على الأرض.
ولكن روسيا -التي طلبت الخميس دعوة إيران والسعودية إلى هذا المؤتمر الدولي على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف- والنظام السوري لا يوافقان على استبعاد بشار الأسد من العملية الانتقالية، الأمر الذي يشكل شرطا مسبقا يطرحه المعارضون.
وعلى خلفية تلك المواقف، يجري الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم في موسكو مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث تطورات الملف السوري، بينما تتسارع وتيرة الاتصالات الدبلوماسية الدولية بشأن المؤتمر الدولي المقترح حول سوريا، ومشاركة إيران فيه.
وأوضح بان في مقابلة مع صحيفة “كومرسانت” الروسية أمس أن محادثاته مع القادة الروس ستتناول قضايا تثير “قلقا مشتركا، بما في ذلك الوضع في سوريا”. وسيلتقي بان الجمعة أيضا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما ذكر بيان نشرته الخارجية الروسية مطلع الأسبوع الجاري.
وفي وقت سابق، أعرب وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة عن تفاؤلهما بشأن المؤتمر الدولي المزمع عقده في يونيو/حزيران المقبل بشأن الأزمة السورية.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد لقائه بنظيره الروسي لافرف في كيرونا بالسويد “كلانا مفعم بالأمل بأنه في فترة قصيرة ستتهيأ الظروف حتى يكون لدينا- في ما هو مأمول- بديل للعنف والدمار الذي تشهده سوريا في الوقت الحالي”.