تصاعدت حدة المعارك بين الجيش السوري الحر وقوات النظام في كل من حلب وحمص والعاصمة دمشق وريفها. يأتي ذلك وسط توقعات باتساع القتال، مع الكشف عن استعدادات النظام لعمليات واسعة في
حلب. وقد وثقت الهيئة العامة للثورة السورية سقوط 51 شهيدا اليوم معظمهم في حمص وحلب والرقة.
وأفادت مصادر للثوار بأن الجيش الحر عزز مواقعه في ريف حلب الشمالي لصد هجوم قوات النظام، التي تخطط لاقتحام الريف الشمالي وصولا إلى بلدتي نبل والزهراء لفتح الطريق إلى مطار منغ الحربي المحاصر. في حين أفادت شبكة شام بوقوع اشتباكات في حي الإذاعة بحلب.
وذكر ناشطون أن معارك مستمرة تدور في بلدتي كفر حمرة ومعارة الأرتيق بين قوات النظام والجيش الحر. وأفادت الهيئة العامة للثورة باستشهاد خمسة من عناصر الجيش الحر في معارك معارة الأرتيق.
وقال اللواء مصطفى الشيخ أحد قادة الجيش الحر إن خطط جيش النظام هي استخدام القريتين قاعدتين أماميتين لتحقيق تقدم في حلب وريفها.
مطار منغ:
في السياق عززت قوات الثوار مواقعها داخل مطار منغ العسكري في حلب، وبث ناشطون صورا لاقتحام جيش المهاجرين والأنصار ولواء الفتح من الجيش الحر (رحبة التسليح) داخل المطار، وقال الثوار إنهم دمروا برج المراقبة داخل المطار ودبابتين، كما سيطروا على كمية من الأسلحة والذخائر داخل الرحبة، فيما تصاعدت سحب الدخان من عدة مواقع داخل المطار جراء الاشتباكات قرب مباني الضباط.
ويحاول الثوار منذ أشهر السيطرة على هذا المطار المخصص للمروحيات. ويفرضون منذ فبراير/شباط الماضي حصارا على عدد من مطارات محافظة حلب، في محاولة لتحييد سلاح الطيران الذي يعد نقطة تفوق أساسية لقوات نظام الرئيس بشار الأسد.
في غضون ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر سوري أنه من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات لاستعادة القرى والمدن التي تسيطر عليها كتائب الثوار. وقالت الوكالة نقلا عن محللين إن النظام مدفوعا بسيطرته على القصير، سيحاول استعادة مناطق أخرى خارجة عن سيطرته.
في المقابل، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن وحدات من الجيش تصدت اليوم لما وصفتها مجموعات إرهابية حاولت اقتحام مطار منغ العسكري والتسلل من الجهتين الشرقية والغربية للمطار.
يشار إلى أن حلب -وهي ثانية كبرى المدن السورية والعاصمة الاقتصادية للبلاد- تشهد معارك يومية منذ صيف العام 2012، ويسيطر الثوار على أحياء المدينة وأجزاء شاسعة من ريفها.
قتال حمص ودمشق:
في غضون ذلك صعدت قوات النظام مدعومة بعناصر حزب الله اللبناني من هجماتها في حمص وسط البلاد بعد أيام من استعادتها منطقة القصير الإستراتيجية، التي بقيت تحت سيطرة الثوار لأكثر من عام.
وأشارت الهيئة العامة للثورة إلى سقوط سبعة شهداء من الجيش الحر في الاشتباكات مع قوات النظام بمنطقة وادي السايح وحي الخالدية بحمص اليوم. في حين ذكرت شبكة شام أن أحياء حمص القديمة تعرضت لقصف عنيف براجمات الصواريخ بينما واصل الطيران الحربي قصف بلدات في ريف المدينة منها الحولة والغنطو.
وفي العاصمة دمشق تحدث مجلس قيادة الثورة عن سقوط إصابات في صفوف المدنيين جراء قصف قوات النظام حي القابون، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في مخيم اليرموك وحي التضامن جنوب العاصمة. كما واصل الطيران قصف حي جوبر.
وفي ريف دمشق أكد ناشطون استمرار الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة من حزب الله على جبهات عدة، أبرزها داريا وزملكا وحرستا وعربين ومعضمية الشام ودوما، كما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات واسعة في مدينة الكسوة.
وفي محافظة درعا تعرضت مدينتا درعا البلد وإنخل لقصف مكثف، كذلك الحال في الرقة حيث سقط شهداء وجرحى جراء القصف بالبراميل المتفجرة على المدينة، في حين شهدت دير الزور وريف إدلب قصفا واشتباكات.