جدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله دفاعه عن موقف الحزب من التدخل في سوريا، وقال إن الحزب كان آخر المتدخلين في الشأن السوري وإنه مستعد لتحمل كل تبعات هذا القرار، محذرا من تحويل الصراع
إلى مذهبي. وأكد نصر الله في كلمة ألقاها اليوم الجمعة بمناسبة يوم الجريح المقاوم أن حزب الله تدخل في سوريا لمواجهة “المشروع الكوني” الذي يستهدف سوريا ويهدد المنطقة بأسرها، وأشار إلى أن المعركة في سوريا لم تعد بين الشعب والنظام، وقال إن حزبه يصطف إلى جانب جزء كبير من السوريين الذين يساندون النظام.
ورفض الأمين العام لحزب الله الانتقادات الواسعة التي طالت حزبه لقراره بالتدخل في سوريا قائلا إن حزبه آخر الأطراف التي تدخلت هناك وإن خطواته هناك مدروسة وتم اتخاذها بعد الوصول إلى قناعة بأن هذا التدخل سيكون مجديا. وكرر نصر الله مرارا القول بأن الحزب يواجه في سوريا مشروعا “أميركيا صهيونيا تكفيريا” يستهدف المنطقة بأسرها، وأكد أن الوقوف أمام هذا المشروع يجر على الحزب كل أنواع الهجوم وهو ما تم الاستعداد له، وفق تعبيره. وفي هذا السياق قلل نصر الله من الخطوات التي اتخذها مجلس التعاون الخليجي مؤخرا وبالعقوبات الدولية التي تمس حزب الله، وأكد أن استهداف الحزب بسبب مواقفه من سوريا سيزيده قناعة بتلك المواقف.
الصراع المذهبي:
وحذر نصر الله من تحويل الصراع في سوريا إلى صراع مذهبي، واستدل على ذلك بوجود سنة وشيعة في طرفي النزاع، واعتبر أن اللجوء للخطاب المذهبي ضعف، ودعا لبذل كل الجهود من أجل تجنب الدخول في هذا الصراع.ووصف حادثة رفع راية “يا حسين” فوق مسجد عمر بن الخطاب بالكاذبة، وتعهد بنشر صور تبرز أن الراية رفعت فوق مسجد الحسن المجتبى التابع للطائفة الشيعية بالقصير.
واستغل نصر المناسبة ليذكر بأن المقاومة هي التي حررت لبنان “ولولاها لكانت حكومتنا تابعة لإسرائيل”. واعتبر أن المعركة الحالية استمرار للصراع الذي شهدته المنطقة، وأكد أن استهداف حزبه استهداف لكل الإنجازات والتضحيات في الماضي القريب. وبشأن الوضع الداخلي، قال نصر الله إن حزبه ينتظر كباقي اللبنانيين حكم المحكمة الدستورية بشأن التمديد لمجلس النواب الحالي أو الذهاب لانتخابات، وندد بتدخل السفارة الأميركية في الوضع الداخلي، ودعا لأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي شكل من التوتر والصدام في ظل الأجواء الحالية المتأثرة بالأحداث في سوريا.