رؤية مختلفة للأحداث !

جداريات فنية بغزة تقاوم الاحتلال

0

thumbs b c b9ca015862456cd31f0b629d260461ae

ليس بالبندقية فقط يكون النضال والمقاومة لمن اُحتل وطنه، وليس بمنصات المحافل الدولية يُعَبَر عن معاناة شعب. هم الفلسطينيون الذين أيقنوا أن هناك أسلحة يمكن لها أن تكون مؤثرة،

وذلك برسم لوحات وجداريات تحاكي صمت العالم عما يحدث في هذه البقاع.

فعلى جدران إحدى المدارس في قطاع غزة، رسم فنانون فلسطينيون جداريات ثنائية وثلاثية الأبعاد، تجسد المعاناة التي يعيشها هذا الشعب تحت الاحتلال الإسرائيلي.

تلك الجدارية التي يصل عرضها 7 أمتار وارتفاعها 3 أمتار، تتوسطها رسمة لقبة الصخرة، والمسجد الأقصى، ومآذن، رُسمت بأبعاد ثنائية، يستطيع المشاهد أن يلمسها بيديه، ومكتوب فوقها كلمات الآذان، ومحاطة تلك العناصر بأحجار إسمنتية تشبه فن العمارة العربية القديمة.

وتحتوي الجدارية أيضًا على أدوات بعضها ثلاثي الأبعاد، من التراث الفلسطيني، كان يستخدمها الفلسطينيون في القدم، مثل الزير والمحراث والطاحونة اليدوية، والبكرج (الإبريق)، وساق شجرة العنب وأغصانها.

وتحمل اللوحة اسم “لن يصمت الآذان”، احتجاجًا على مشروع قانون إسرائيلي يقيد رفع الآذان، صادق عليه الكنيست (البرلمان) مؤخرًا، بالقراءة التمهيدية، ويتوجب التصويت على مشروع القانون بالقراءتين الثانية والثالثة قبل أن يصبح ناجزاً.

هذا النوع من الفن يطلق عليه اسم “رليف” (الرسومات الغائرة والبارزة)، ولا ينتشر بشكل كبير في قطاع غزة، بل يبدو محدودًا جدا، كما يقول الفنان التشكيلي إبراهيم أبو فول، أحد رسّامي الجدارية الملونة.

وقال أبو فول، (32 عامًا) للأناضول، إنه بدأ “بممارسة فن النحت الجداري باستخدام الإسمنت منذ نحو 6 سنوات، وتدرب عليه بكثافة حتى أصبح يتقنه”.

وأضاف مدرس الفنون والحرف، في إحدى مدارس القطاع، في حديثه للأناضول “تختلف الأبعاد في هذا النوع من الفن، منها البارز قليلا ومنها الثنائي والثلاثي الأبعاد”.

ويستخدم النّحاتون في رسم جدارياتهم موادًا أخرى، منها الخشب والحديد، وفق أبو فول.

وبعد أن أنهى الفنان إسماعيل كلوب، مدرس الفنون والحرف في إحدى مدارس القطاع، تلوين أوراق الأشجار، في الجدارية، لفت إلى أن هذه اللوحة استغرقت وقتًا أطول من المفترض.

وتابع في حديثه للأناضول:”بسبب شح الإسمنت جراء الحصار الإسرائيلي، استغرق العمل معنا مدة شهرين متتاليين، وكان من المتوقع أن ننتهي بعد مرور شهر واحد فقط على البدء”.

وأشار الأب لستة أبناء، إلى أنه وزميليه، كانوا يبحثون عن القليل من الإسمنت من العائلات التي تعكف على بناء منازلها.

مستطرداً:” كنا نسأل طلبة المدرسة التي نرسم فيها اللوحة، إن كان آباؤهم يشيدون منازلهم، ليحضروا لنا بعض الإسمنت”.

ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في مواد البناء، التي تقيّد إسرائيل إدخالها منذ 8 سنوات، إذ تسمح بإدخال كميات محدودة من “الإسمنت” عبر معبر كرم أبو سالم (المنفذ التجاري الوحيد للقطاع)، ولا تكفي لإعمار ما خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة من دمار عام 2014، واحتياجات قرابة مليوني مواطن.

ويختلف الرسم بالإسمنت عن الرسم بالألوان، فالأول أكثر مقاومة لعوامل الزمن، ويكون أكثر قوة ومتانة، وفق العضو الثالث في الفريق، الفنان التشكيلي هاني المدهون (40 عامًا).

ويتمنى المدهون في حديثه للأناضول، أن يتمكن هو وزملائه من السفر خارج قطاع غزة عبر معبر رفح، لعرض مواهبهم والمشاركات في أعمال فنية عربية ودولية.

وكالات

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق