أعلنت روسيا نشر قوات لها بمنطقة عفرين الخاضعة لقوات كردية سورية في ريف حلب الغربي بحجة منع صدام محتمل بين حلفائها الأكراد وبين القوات التركية والجيش السوري الحر
، لكنها نفت اعتزامها إقامة قاعدة عسكرية جديدة لها في سوريا.
وأصدرت وزارة الدفاع الروسية اليوم الاثنين بيانا قالت فيه إنه “لا توجد خطط لنشر قواعد عسكرية روسية جديدة على الأراضي السورية”. وأضاف البيان أن مجموعة تابعة لمركز المصالحة ومراقبة الهدنة الروسي في قاعدة حميميم بريف اللاذقية، تمركزت في منطقة عفرين بهدف منع أي مواجهة بين وحدات حماية الشعب الكردية والقوات التركية وفصائل الجيش الحر.
وتابعت أن هذا الانتشار يأتي في إطار مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار الساري في سوريا منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي وقت سابق اليوم قالت مصادر أن قوات روسية شوهدت برفقة الوحدات الكردية (الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الدميقراطي السوري) متجهة إلى معسكر الطلائع في بلدة كفر جنة بمنطقة عفرين. وأضافت المصادر أن الوحدات الكردية ستسلم معسكر الطلائع للروس كي يقيموا فيه قاعدة عسكرية لهم.
ويناقض النفي الوارد في البيان الروسي تأكيد المتحدث باسم الوحدات الكردية ريدور خليل أن روسيا بصدد إقامة قاعدة عسكرية في عفرين بالاتفاق مع الوحدات التي تسيطر على المنطقة. ونقلت رويترز عن خليل قوله اليوم إن موسكو ستعمل على تدريب مقاتلي الوحدات في إطار مكافحة الإرهاب.
وأوضح المتحدث أنه جرى التوصل إلى الاتفاق مع روسيا أمس الأحد. وقد وصلت القوات الروسية بالفعل إلى الموقع في عفرين مع ناقلات جند وعربات مدرعة.
وأضاف خليل أن الوجود الروسي يأتي ضمن اتفاق بين وحدات حماية الشعب والقوات الروسية في سوريا ضمن إطار التعاون في مكافحة الإرهاب، والمساعدة في تدريب القوات على الحرب الحديثة، وبناء نقطة اتصال مباشرة مع القوات الروسية. كما قال المتحدث الكردي إن الوحدات تخطط لزيادة أعداد مقاتليها من ستين ألفا حاليا إلى مئة ألف منتصف العام الجاري.
وتقع منطقة عفرين ضمن مناطق نفوذ الأكراد، وقد أعلن هؤلاء من جانب واحد عام 2013 إقامة ما يسمى إدارة ذاتية مؤقتة في مقاطعات الحسكة والرقة وحلب. وتسيطر وحدات حماية الشعب على أغلب المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا.
وتحارب القوات الكردية تنظيم الدولة الإسلامية بدعم من طيران التحالف الدولي والطيران الروسي، بينما تحارب قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري- فصائل المعارضة السورية المسلحة في أكثر من نقطة، غير أن نقاط تماسها مع النظام تحظى بالهدوء التام.
وتمتلك روسيا قاعدتين عسكريتين رئيسيتين في سوريا، الأولى قاعدة طرطوس البحرية وتستوعب 11 سفينة حربية وتضم صواريخ أس 300 للدفاع الجوي، ويرى بعض المسؤولين الغربيين أنها تستخدم لعمليات التجسس في المنطقة.
والثانية قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية، وتضم طائرات سوخوي وطائرات تجسس وأنتونوف التي تحمل الدبابات والمدافع وصواريخ أس 400.
وللروس وجود عسكري أيضا في مطارات تدمر والشعيرات وحماة، ويقدر عدد الجنود الروس بنحو 4500، يضاف إليهم كتيبة شرطة عسكرية تنتشر في حلب ويقدر عدد أفرادها بقرابة 1600. كما تنتشر قوات روسية في مدينة منبج بريف حلب الغربي. وينتظر أن تنشر موسكو شرطة عسكرية في حي الوعر بمدينة حمص.