منذ الجمعة الماضي أغلقت إدارة تويتر حساب “أون ذي غراوند نيوز”، المتخصص في نشر مقاطع فيديو ومقالات توثق لما يحدث في سوريا، قبل أن تقرر اليوم إعادة تفعيله، الأمر الذي
أثار تساؤلات عن معايير تويتر في إغلاق أو تجميد الحسابات.
وأوضحت شبكة “أون ذي غراوند نيوز”، التي يعمل بها الصحفي بلال عبد الكريم صاحب أشهر مقاطع مرئية من حلب شمالي سوريا، في منشور على صفحتها بفيسبوك أن الإغلاق جاء في الوقت الذي بدأ فيه الحساب بنشر ما تقول إنها تفاصيل غارة جوية أميركية بطائرة من دون طيار مساء الخميس على مسجد في ريف حلب الغربي أسفرت عن مقتل 56 شخصا.
ونشر الحساب -بنسختيه على تويتر وفيسبوك- “جولة تفصيلية كاملة عن المجزرة الأميركية..”، وهو يؤكد أن إغلاق الحساب OgnNews@ على تويتر كان بهدف منع نشر تلك التفاصيل.
ورغم أن عدد متابعي الحساب على تويتر لا يزيد حاليا عن 9144 شخصا، فإن خبر إغلاقه وجد صدى واسعا لديهم ودفع الكثيرين منهم إلى المطالبة بإعادة تفعيله، الأمر الذي يبدو أن إدارة تويتر استجابت له صباح اليوم الثلاثاء، أي بعد أربعة أيام من إغلاقه.
وكانت “أون ذي غراوند نيوز” والصحفي بلال عبد الكريم نشرا مناشدات على صفحتيهما في فيسبوك تطالب المتابعين بالمساعدة على إعادة تفعيل الحساب من خلال إرسال تغريدات إلى حساب الدعم في تويتر support@ واستخدام وسم “UnsuspendOgnNews#” للمطالبة بفك التجميد.
وعبد الكريم هو صحفي أميركي مسلم انتقل من نيويورك إلى سوريا لتغطية الأحداث هناك، وكان الإعلامي الغربي الوحيد الذي بقي في أحياء حلب المحاصرة ينقل للعالم بالصوت والصورة ما يحدث من جرائم بحق المدنيين.
وبعد نجاح الحملة كتب عبد الكريم على صفحة “أون ذي غراوند نيوز” في تويتر صباح اليوم خبر استعادة الحساب قائلا “حساب أو جي إن على تويتر قد عاد، وكانت تغريدات الآلاف التي دعمتنا على تويتر هي العامل الرئيسي، نعجز عن شكركم”.
من جهتها لم تعلق تويتر على سبب تجميد الحساب أو إعادة تفعيله مرة أخرى، مع العلم أن صفحة الشبكة على فيسبوك لم تتأثر، بل إنها استُخدمت لنشر مناشدات للمساعدة في إعادة تفعيل الحساب على تويتر، الأمر الذي يظهر بوضوح أن سياسة الشركتين تختلف في موجبات إغلاق الحسابات.
معايير مزدوجة
يذكر أن شركتي تويتر وفيسبوك قد صعدتا من سياساتهما نحو إغلاق الحسابات التي تريان أنها “تروج للإرهاب” أو تنشر إساءات عنصرية، وقد أعلنت إدارة تويتر في أغسطس/آب الماضي أنها أغلقت 250 ألف حساب “مؤيد للإرهاب”. لكن تعريف “الإرهاب” و”العنصرية” لديهما منحاز في كثير من الأحيان.
ففي حين تنتشر على تويتر وفيسبوك العديد من الحسابات الإسرائيلية أو الغربية التي تروج لأفكار يمكن وصفها بـ”الإرهابية” أو “العنصرية”، إلا أنهما بالمقابل تغلقان حسابات أخرى لمجرد إحيائها ذكرى النكبة مثلا أو كشفها الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
ففي يوليو/تموز2016 أغلقت تويتر حساب المفكر العربي ياسر الزعاترة (ناشطون)، وفي مايو/أيار 2013 أغلقت إدارة فيسبوك حسابات نشطاء من فلسطينيي 48 بسبب إحياء ذكرى النكبة، كما أغلقت أيضا في ذلك العام عددا من الحسابات المقربة من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي 2015 أغلقت فيسبوك صفحة وكالة أنباء “شهاب” الإخبارية الفلسطينية.
كما قد تغلق شركات التواصل الاجتماعي مئات الحسابات بناء على طلب حكومات أو جهات رسمية، وقد كشفت فيسبوك نهاية العام الماضي في تقرير الشفافية السنوي الذي تصدره أن معدل الطلبات الحكومية لبيانات المستخدمين وإغلاق الحسابات ارتفع بنسبة 27% في النصف الأول من العام 2016 مقارنة بالنصف الأخير من العام 2015، كما أقرت إدارة تويتر بعجزها عن حماية مستخدميها إزاء مساعي الحكومات والدول للوصول لمعلومات ومعطيات تخصهم وتخص نشاطاتهم على شبكتها.
الجزيرة