قال باحث أميركي إن الرئيس السوري بشار الأسد يقف حجر عثرة أمام نهوض بلاده من مستنقع الحرب الذي أدخلها فيه، مشيرا إلى أن روسيا تدرك ذلك تماما. ويرى الباحث فريدريك هوف
، وهو مدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، أن ثمن المحافظة سياسيا على رجل واحد وعائلة واحدة وحاشية واحدة جعل الأمور أكثر إرباكا في سوريا وخارجها.
وأضاف في مقال بمجلة نيوزويك أن نظام الأسد فاق الجميع في وحشيته، “فقد أفرغ سجونه من المتطرفين الإسلاميين العنيفين من أجل تدنيس المعارضة، بينما تبنى استراتيجية سياسية للبقاء تقوم على القتل الجماعي”.
إن بعض السوريين ممن يعارضون الأسد لم يعودوا يتوقعون أو يطالبون بخروجه الفوري من سوريا، إذ إنهم يدركون تماما أن روسيا وإيران -لأسباب مختلفة ومتسقة- هما من أنقذا نظامه عسكريا وكفلا له الأمان دبلوماسيا، على حد تعبير الكاتب.
ومضى هوف إلى القول إن النتيجة التي خلص إليها بعض هؤلاء السوريين هي أنه لا بد من إيجاد طرق لكي “نتغدى بمدمر سوريا الأول للحيلولة دون أن يتعشى بكل شيء ويقتل من تناول الغداء معه”.
“طهران ترى في بشار الأسد أكثر من مجرد نموذج للحفاظ على دولة سوريا، فهو شريان حياة لحزب الله اللبناني. وإيران -كما روسيا- لا تساورها أوهام بشأن فريق الأسد وفساده وعدم كفاءته ووحشيته المعروفة للجميع”
وشخصيات المعارضة من هذا المعسكر يتفاوضون مع روسيا، لكن ليس لديهم فكرة حول الطريقة التي ستتعامل بها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الأزمة السورية.
وهؤلاء ظلوا ينظرون في حيرة بينما إدارة الرئيس السابق باراك أوباما منهمكة في استعراض للقوة والمهارة الدبلوماسية المدمرة للذات التي جعلت السوريين غير محميين، ومكنت لأطراف سيئين وهمشت الولايات المتحدة.
وكما فعلت تركيا، توصلت تلك الشخصيات المعارضة إلى نتيجتين، مفادهما أن وجود روسيا في سوريا أشبه ما يكون بعلة يمكن علاجها، ووجود إيران في سوريا هو بمنزلة موت محقق. وكلاهما -المعارضة وتركيا- اختارتا العمل مع روسيا لمعرفة ما إذا كان بالإمكان إنقاذ المريض.
أما الأسد فقد أدى غرضا سياسيا مهما داخليا، إذ كان وجها لدولة نجحت موسكو في “إنقاذها” من مساعي أوباما المزعومة لتغييرها. وقد كانت موسكو تعلم علم اليقين مقدار الفجوة العريضة بين أقوال الإدارة الأميركية السابقة وأفعالها التي جعلتها تتدخل عسكريا دون خشية من العواقب السلبية لذلك.
وطهران ترى في بشار الأسد أكثر من مجرد نموذج للحفاظ على دولة سوريا، فهو شريان حياة لحزب الله اللبناني. وإيران -كما روسيا- لا تساورها أوهام بشأن فريق الأسد وفساده وعدم كفاءته ووحشيته المعروفة للجميع. ولأنها تدرك أن “عميلها” لن يعيش إلى الأبد، فإن إيران تعكف على إقامة مليشيات شبيهة بحزب الله من أجل أن تهيمن على ما تبقى من سوريا.
ولهذا السبب يتحدى المقاتلون الأجانب الذين تقودهم إيران والقادمون من دول بعيدة كأفغانستان، كل محاولات التوصل لوقف شامل لإطلاق النار. وختم الكاتب مقاله بالقول إن بشار الأسد هو العقبة الرئيسية أمام نهوض سوريا مجددا، وإن روسيا تدرك ذلك.
نيوزويك