قتل 14 مدنيا في قصف استهدف حيي باب لكش والمشاهدة في المدينة القديمة في الجزء الغربي من مدينة الموصل، بينما أعلن التحالف الدولي أن “أقل من ألف عنصر من تنظيم الدولة
الإسلامية لا يزالون في الموصل.
وقالت إن أربعة مدنيين قتلوا وجرح ثلاثة آخرون بعد سقوط عدد من قذائف الهاون على حي باب لكش الذي يشهد منذ عدة أيام مواجهات مسلحة تحاول فيها القوات العراقية استعادته من تنظيم الدولة.
وقبل ذلك قتل عشرة مدنيين في غارة على حي المشاهدة الذي يعد أحد مناطق الموصل القديمة ولا يزال تنظيم الدولة يسيطر عليه.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن حالة من الخوف تخيم على المكان، وأن العديد من العائلات التي لا تزال تتواجد في العديد من أحياء منطقة الموصل القديمة في حالة ذعر شديد بسبب استمرار عمليات القصف المدفعي بلا انقطاع منذ عدة أيام.
تغييرات الخطط
يأتي ذلك في وقت نقل فيه مراسل الجزيرة عن جهات عسكرية عراقية من داخل الموصل أن تغييرات عسكرية حصلت خلال اليومين الماضيين في العملية العسكرية لاقتحام المدينة القديمة والمستمرة منذ ثلاثة أسابيع بعد تغيير محاور قتال لبعض القوات المشتركة في المعركة.
وأضافت المصادر أن التغييرات التي حصلت كانت بسحب قوات الرد السريع من المحور الجنوبي للمدينة وتحركها باتجاه المحور الغربي للمدينة حيث توجد قوات مكافحة الإرهاب.
وقالت إن القتال قد توقف من جهة المحور الجنوبي للمدينة حيث لا تزال توجد قوات الشرطة الاتحادية، بينما تحاول قوات مكافحة الإرهاب والرد السريع التقدم باتجاه المدينة من جهة حي الموصل الجديدة الذي يقع غربي المنطقة.
في هذا السياق قالت قيادات عسكرية ميدانية في المدينة إن عمليات التقدم في محور قتال مكافحة الإرهاب بالجزء الغربي من المدينة توقفت اليوم بسبب “ضعف الإسناد الجوي المقدم من التحالف الدولي”.
تنظيم الدولة
في سياق متصل قدر التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن أن أقل من ألف عنصر من تنظيم الدولة لا يزالون في الموصل.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد جو سكروكا الخميس إن عدد مسلحي التنظيم كان “يناهز ألفين” لدى بدء الهجوم على الشطر الغربي للموصل منتصف فبراير/شباط، و”نعتقد أنهم أقل من ألف حاليا”.
وأوضح المتحدث الأميركي أن “تنظيم الدولة يتعمد دفع التحالف إلى ارتكاب أخطاء عبر جمع المدنيين في مبان ثم محاولة تعريضها لغارات جوية للاستفادة من “استياء الرأي العام ومن مناخ الرعب”.
وأقر القائد العسكري للتحالف الجنرال ستيفن تاونسند هذا الأسبوع بأن ضربة للتحالف في 17 مارس/آذار تسببت “على الأرجح” بمقتل عشرات المدنيين.
لكن القادة العسكريين الأميركيين يؤكدون أن الذخائر التي استخدمت في اليوم المذكور لا تكفي لإحداث هذا الكم من الدمار والخسائر البشرية. وهم يشتبهون بأن المبنى فخخ أو أن انفجار شاحنة مفخخة أحدث قدرا أكبر من الأضرار.
في السياق نفسه أعلن المتحدث باسم هيئة الأركان الفرنسية العقيد باتريك شتايغر الخميس أن طائرات فرنسية شنت غارات على مدينة الموصل في اليوم نفسه، ولكنها لم تستهدف المنطقة التي قتل فيها عدد كبير من المدنيين.
وأورد شتايغر أن هناك احتمالين قيد الدرس لتفسير ما حصل، إما انفجار قنبلة أو تفجير متعمد من تنظيم الدولة في مكان مجاور.
اغتيالات
وفي الجزء الشرقي للموصل الذي كانت القوات العراقية قد استعادته بالكامل قبل نحو شهرين، قالت مصادر للجزيرة إن ظاهرة الاغتيالات ارتفعت وتيرتها بشكل ملحوظ مؤخرا بعد العثور على خمس جثث لشباب مغدورين في مناطق متفرقة من شرقي المدينة.
وأضافت المصادر أن هذه الجثث تعود لشباب من الموصل متهمين بالتعاون مع تنظيم الدولة في الفترة الماضية، وأن هناك جماعات مسلحة قسم منها وفد إلى مناطق شرقي الموصل، تقوم بتصفية هؤلاء لاعتقادها أن القبض عليهم وتسليمهم إلى الجهات المختصة لن يجدي نفعا في التخلص منهم.
وعبرت الأطراف عن قلقها من تفاقم هذه الظاهرة في وقت تقف فيه السلطات “غير مكترثة لما يحصل”.
الجزيرة + وكالات