أعلن الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين الثلاثاء التكامل بين بلديهما، وتوحيد المواقف تجاه التهديدات الخارجية. وعقد البشير وديسالين في العاصمة
الإثيوبية أديس أبابا جلسة مباحثات مغلقة، ثم تحولت إلى جلسة مفتوحة ضمت وفدي البلدين.
وقال البشير في مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات إن التكامل مع إثيوبيا يشمل كل المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأضاف أن أي تهديد لأمن إثيوبيا هو تهديد مباشر لأمن السودان.
وشدد البشير على أهمية الاستفادة من الموارد المائية لدول حوض النيل بصورة عادلة، وأن هناك اتفاقا بشأن سد النهضة (الإثيوبي) الذي سيمد السودان وإثيوبيا بالطاقة الكهربائية.
وأكد الرئيس السوداني أن البلدين نفذا العديد من الاتفاقيات بينما تنتظر أخرى التمويل مثل خط السكك الحديدية، مشيرا إلى أن البلدين شرعا في إنشاء منطقة التجارة الحرة، وهي الآن في مرحلة التخطيط والدراسات.
وأوضح البشير أن جهود تعزيز التكامل ستشمل إثيوبيا والسودان وكذلك جيبوتي والصومال، متوقعا انضمام إريتريا لأهمية إقامة تكتل اقتصادي لدول القرن الأفريقي حتى تصبح قاعدة نموذجية للتكتلات الاقتصادية في أفريقيا.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي بدء مرحلة جديدة من التكامل مع السودان. وقال ديسالين في ذات المؤتمر الصحفي “إننا متفقون في كافة المجالات، وسنعمل من أجل تحقيق الاستقرار وحل النزاعات في الإقليم”.
واعتبر ديسالين أن أي تهديد للسودان هو تهديد للأمن القومي الإثيوبي، مؤكدا عمل الدولتين مع بعض برؤية مشتركة، خاصة في التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي والسياسي.
وشدد على أهمية الاستفادة العادلة من مياه نهر النيل، مشيرا إلى أن السودان يحصل على ثلاثمئة ميغاوات من الكهرباء من إثيوبيا، وستتم زيادتها إلى خمسمئة ميغاوات من سد النهضة.
وأوضح المسؤول الإثيوبي أنه اتفق مع الرئيس السوداني على تعزيز التنمية في المنطقة وحل الصراعات والنزاعات، خاصة في جنوب السودان والصومال، معتبرا أن الإرهاب والنزاعات من أكبر التحديات والمهددات لدول القرن الأفريقي، خاصة حركة الشباب في الصومال التي تهدد استقراره واستقرار الإقليم.
وقد اتفق البشير وديسالين على دعم الصومال، ومساندة الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله فرماجو.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير بدأ الثلاثاء زيارة رسمية لإثيوبيا تمتد ثلاثة أيام، وهي الثانية له منذ عام 1999 تخللتها زيارات أخرى في مناسبات مختلفة لم تكن في إطار رسمي.
يذكر أن إثيوبيا تؤكد أن سد النهضة لن يضر بدولتي المصب، مصر والسودان، لكن القاهرة تخشى من احتمال تأثير السد -المقرر اكتمال بنائه في يوليو/تموز المقبل- سلبيا على حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتتهم جارها السودان بالانحياز إلى جارته إثيوبيا في هذا الملف، الأمر الذي تنفيه الخرطوم.
وتقول إثيوبيا إنها تهدف من توليد الطاقة الكهربائية من السد إلى دفع جهود التنمية، وتعزيز العلاقات مع بقية الدول ومنها مصر والسودان عبر تصدير الطاقة.
وكالات