تصاعدت لغة التوتر والانتقاد بين واشنطن وموسكو بعد الضربة الأميركية لمطار الشعيرات بحمص وسط سوريا، إذ عبر الأميركيون عن خيبة أملهم من الموقف الروسي، في حين
تحدث الروس عن غياب إستراتيجية محددة لدى واشنطن تجاه الأزمة السورية.
وتحاول واشنطن الرد على موسكو بالصاع صاعين، متهمة إياها بالتواطؤ أو على الأقل بالتستر على النظام السوري، وإنها لا تستبعد مهاجمة أهداف أخرى في سوريا إذا رأت ذلك ضروريا.
وأضاف أن واشنطن -التي سجلت مخابراتها انطلاق الطائرات التي قامت بالهجوم على خان شيخون من قاعدة الشعيرات وعودتها إليها- على قناعة بأن روسيا على اطلاع بالهجوم الذي شنه النظام السوري على خان شيخون.
وتؤكد واشنطن أنه من المستحيل أن لا يكون الروس على علم بالهجوم وطبيعة الذخائر التي حملتها الطائرات المهاجمة من مطار الشعيرات الذي كان فيه مئة جندي روسي على الأقل قبل أن تعطيهم واشنطن ساعة للخروج منه قبل ضربها له.
ويجدر الاشارة إلى أن الأمور ربما لن تتضح قبل زيارة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون الثلاثاء القادم لموسكو.
وقال المراسل إن التصعيد الآن بلغ مداه بين واشنطن وموسكو، خاصة أن الروس بالنسبة لواشنطن كانوا مؤتمنين على نزع السلاح الكيميائي السوري بعد قصف الغوطة عام 2013، وبالتالي فإنهم إما أن يكونوا متواطئين مع النظام السوري أو أنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية في سحب كل السلاح الكيميائي.
أما الروس وبعد أن عبروا عن عدم قانونية الضربة وانتهاكها سيادة دولة مستقلة فقد عادوا اليوم ليتحدثوا عن غياب إستراتيجية محددة لدى واشنطن تجاه الأزمة السورية.
وتربط موسكو القصف الأميركي لقاعدة الشعيرات بمحاولة واشنطن إثبات ذاتها في ظل الصراع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة.
فقد قالت وزارة الخارجية الروسية إن الضربات الأميركية لسوريا ليست إستراتيجية، وإنما محاولة لإثبات الذات في ظل الصراع السياسي الداخلي العنيف.
وأضافت الخارجية الروسية أن غياب إستراتيجية واضحة لدى الولايات المتحدة تجاه سوريا هو بسبب النخبة العسكرية في واشنطن. واعتبرت أن الضربات الصاروخية الأميركية تدل على صعوبة التنبؤ بنيات الولايات المتحدة.
ورأى الخبراء الروس أن الهدف لم يكن درسا بقدر ما هو إثبات للذات، خاصة أن القاعدة المضروبة عادت للعمل بعد يوم واحد، حيث أقلعت طائرة حربية من طراز سوخوي22 من مطار الشعيرات في ريف حمص اليوم السبت.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر قد قال إن الضربة الجوية التي استهدفت القاعدة الجوية في مطار الشعيرات بريف حمص (وسط سوريا) رسالة قوية لبقية العالم. ووصفها بالحازمة والمبررة والمناسبة.
وأضاف سبايسر في أول إيجاز صحفي منذ الضربة العسكرية أن الرئيس دونالد ترمب يعتقد أن الحكومة السورية يجب أن تتقيد بالتزاماتها بعدم استخدام الأسلحة الكيميائية.
وفي ردود الفعل على الغارة الأميركية، ذكرت مصادر في رئاسة الوزراء التركية أن رئيس الوزراء بن علي يلدرم أجرى اتصالا هاتفيا مع مايكل بنس نائب الرئيس الأميركي تطرق فيه إلى الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات في سوريا.
ورأى يلدرم خلال الاتصال أن الضربة الأميركية كانت ترجمة لمشاعر الرأي العام العالمي وضمير الإنسانية، كما أعرب عن رغبة تركيا في أن تزيد الولايات المتحدة -التي وصفها بالشريكة الإستراتيجية- اهتمامها بالأزمة السورية، وشدد على أهمية إنشاء مناطق آمنة في سوريا في هذه المرحلة.
الجزيرة + وكالات