دخل وقف إطلاق النار الهش في سوريا الذي ترعاه الأمم المتحدة شهره الثاني مترافقا مع خروقات واسعة أوقعت حتى مساء أمس الأحد 33 شهيداً بنيران قوات النظام في مناطق متفرقة من البلاد. وتحدث ناشطون عن استمرار عمليات الجيش في ريف دمشق ودرعا وحمص وقصفه مدنا وبلدات، مما أوقع قتلى وجرحى. وفي تطور متصل انسحب المراقبون الدوليون من مدينة القصير في حمص، بعد تعرض سيارتهم لإطلاق نار من حاجز أمني حكومي.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها أمس سقوط 33 شهيداً في مدن مختلفة, معظمهم في حماة وحمص، بينهم ست نساء إحداهن مسنة، وطفلان, بالإضافة إلى ملازم أول ورقيب أول منشقين ومجند.
وقال نشطاء إن قوات سورية تدعمها الدبابات قتلت بالرصاص تسعة مدنيين عندما داهمت قرية التمانعة غربي مدينة حماة الأحد، في إطار حملة على معقل الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا.
وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن أكثر من 27 شخصا أصيبوا أيضا في القرية التي قالت إنها “تعرضت لعقاب جماعي، حيث أضرمت النار في أكثر من نصف منازلها وقتل بعض الأشخاص لدى اعتقالهم”، وأضافت أن الباقين “قتلوا جراء القصف”، وأن من بين القتلى أربع نساء.
وذكر نشطاء معارضون أن القرية هي واحدة من عشرات القرى التي أحرقت منذ أن سيطرت قوات الرئيس بشار الأسد على مدينتيْ حمص وحماة، وكانت مركزا لاندلاع مستمر للمظاهرات ضد الأسد.
وأضافوا أن تحدي هذه القرية أغضب سكان قرية العزيزية المجاورة التي يقول النشطاء إنه يجري فيها تجنيد الشبيحة الموالين للأسد، والذين شاركوا في هجوم منفصل على التمانعة يوم الجمعة الماضي. وقال نشطاء محليون إن التوتر بين القريتين تزايد بعد أن قتل شبيحة من العزيزية شابين في التمانعة يوم الجمعة الماضي بعد أن فتحوا النار على مظاهرة مناهضة للأسد هناك.
وتحدث ناشطون عن استمرار عمليات الجيش السوري في مدن وبلدات بريف دمشق ودرعا وحمص مما أدى لسقوط قتلى وجرحى. كما ينفذ الجيش النظامي منذ ساعات الليل عمليات قصف على مدينة الرستن التابعة لمحافظة حمص وتشير أنباء أولية إلى وقوع إصابات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 25 مدنيا وسبعة من القوات النظامية وجنديا منشقا استشهدوا أمس الأحد، مشيرا إلى أن بين الشهداء طفلا قتل مساء أمس بمدينة الرستن إثر سقوط قذيفة على منزله خلال القصف الذي تعرضت له المدينة، كما أصيب أكثر من 40 مواطنا بجراح نتيجة هذا القصف.
وتواصل الليلة الماضية إطلاق نار كثيف بالرشاشات الثقيلة من حواجز جيش النظام على قرية تيرمعلة جنوبي مدينة تلبيسة، وعلى قرية الفرحانية شمالي مدينة تلبيسة، بالتزامن مع قصف مدينة الرستن بمحافظة حمص.
وأفادت لجان التنسيق المحلية من جهتها بأن الجيش النظامي قصف دوما بالدبابات وترافق القصف مع انفجارات تهز المدينة مع أصوت إطلاق النار من أسلحة ثقيلة. كما هزت انفجارات بلدتي جسرين وجديدة عرطوز بريف دمشق وفق نشطاء.