أبعدت السلطات الأردنية مساء الاثنين خمسين لاجئا سوريا إلى الحدود السورية مع الأردن والقريبة من مدينة درعا السورية الحدودية، لمشاركتهم في إضراب عن الطعام.
وكان هؤلاء المبعدون ضمن 300 لاجئ سوري بدؤوا إضرابا عن الطعام منذ يومين داخل مكان احتجازهم بغرف تابعة لأحد ملاعب مدينة إربد شمالي الأردن والقريبة من مدينة الرمثا الأردنية الحدودية مع سوريا.
وشرح الناشط السوري شادي البردان -وهو أحد المبعدين- للجزيرة نت من مدينة درعا السورية تفاصيل ما جرى معهم، وقال إن قوة كبيرة من الأمن الأردني حضرت مساء الاثنين إلى السكن وطلبت منهم التوقف عن الإضراب وإلا سيجري إبعادهم إلى سوريا.
واتهم البردان الأمن الأردني باعتقال خمسين منهم، في حين بدأ الآخرون بفك الإضراب وتناول الطعام. وقال إنهم نقلوا إلى متصرفية الرمثا قبل أن ينقلوا في الساعة الثامنة مساء للحد الفاصل بين الأردن وسوريا والقريب من درعا، حيث تركوا هناك ودخلوا الأراضي السورية “رغم أنه كان من بيننا أحداث صغار بالسن كانوا خائفين من الاعتقال لدى النظام السوري”.
وأكد البردان أن جميع اللاجئين وصلوا إلى درعا بمساعدة من قوات الجيش السوري الحر، وقال إن جميع وثائقهم وهوياتهم ما زالت لدى السلطات الأردنية.
وتطرق إلى الإضراب عن الطعام الذي بدؤوه منذ يومين، وقال إن ذلك جاء “احتجاجا على ظروف احتجازنا حيث نمنع من الدخول والخروج، ويرفض الأمن قبول كفالاتنا لنخرج ونعيش كبقية اللاجئين السوريين في الأردن”.
وبحسب البردان فإن سبب الإضراب جاء لكون اللاجئين -وغالبيتهم من النشطاء ومصابون برصاص النظام السوري أو مطلوبون لديه- هو معاناتهم من الإهمال على كل الصعد.
وتابع “كثير منا مصابون يحتاجون لاستكمال العلاج، وبعضنا يعاني من أمراض مزمنة ومنها السرطان، إضافة إلى أن السكن تكثر فيه الحشرات وقلة الغذاء الذي يقتصر على المعلبات”.
وحمل الناشط السوري على المفوضية العليا لشؤون اللاجئين واتهمها بأنها تجاهلتهم ولم تحرك ساكنا حيال قضيتهم أو حيال قرار السلطات الأردنية إبعادهم.
وحاولت الجزيرة نت الاتصال بالناطق باسم الحكومة الأردنية وزير الدولة لشؤون الإعلام سميح المعايطة لاستيضاح رأي الحكومة، لكن دون جدوى. غير أن مصدرا رسميا أردنيا نفى أن يكون ما جرى مع هؤلاء اللاجئين الذين كانوا يقيمون في سكن “غير المتزوجين” إبعادا.
وقال إن هؤلاء تقدموا بطلبات للعودة إلى سوريا وطلبوا من السلطات الأردنية “تأمين عودتهم”، وقال إن السلطات الأردنية تتلقى يوميا عشرات الطلبات من سوريين يطلبون العودة إلى بلادهم. لكن البردان نفى أن يكون هو أو أي ممن جرى إبعادهم قد تقدم بطلب للعودة إلى سوريا.
يذكر أنه يوجد في الأردن 104 آلاف لاجئ سوري يعيشون في كافة مناطق الأردن، حيث ترفض السلطات حتى الآن إقامة مخيمات لهم. وتسمح الحكومة الأردنية للاجئين بالسكن في المدن الأردنية إذا توفر كفيل لهم.