قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 75 شخصا استشهدوا أمس الثلاثاء برصاص قوات النظام، منهم 28 في خان شيخون بمحافظة إدلب وحدها، موضحة أن الجرحى والقتلى سقطوا عندما أطلق الجيش النظامي النار على مشيعين هناك بحضور المراقبين الأمميين. واتهم ناشطون الجيش بارتكاب مجزرة هناك أثناء زيارة المراقبين.
وذكرت الهيئة العامة أن من بين الشهداء الـ75 ثلاث سيدات وأربعة أطفال وشيخا مسنا. وذكر النشطاء أن الشهداء في خان شيخون سقطوا عندما أطلق الجيش السوري النار على مشيعين بحضور المراقبين الدوليين.
وقال النقيب أحمد جيد العضو اليمني في فريق المراقبين بإدلب إن الرصاص انصب على المكان الذي كان يوجد به المراقبون في خان شيخون من كل صوب، وأضاف للجزيرة أن المراقبين هم بحماية المدنيين والجيش السوري الحر.
وقالت وثيقة داخلية للأمم المتحدة حصلت عليها رويترز إن ستة مراقبين “تحت حماية” المعارضين في “بيئة صديقة”.
ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم المجلس العسكري للثوار السوريين إنهم يعملون على تأمين خروج المراقبين. وأضاف “إنهم الآن في حماية الجيش الحر. إذا غادروا فسيقضي النظام عليهم لأنهم شاهدوا إحدى جرائمه وهو لا يريدهم أن يقولوا الحقيقة”، وقال في وقت لاحق “سنخرجهم غدا”.
وأكدت وثيقة الأمم المتحدة الداخلية أن فريق الأمم المتحدة في سوريا “سيقوم بدورية لإحضار المراقبين المذكورين” اليوم الاربعاء.
من جهته قال المتحدث بإسم مكتب عمليات حفظ السلام التابع للأمم المتحدة كيرن دواير إنه من المبكر توجيه أصابع الاتهام لأي طرف في سوريا بشأن استهداف موكب بعثة المراقبين في خان شيخون. وأضاف في تصريح للجزيرة أن المكتب لا يزال يجمع المعلومات بشأن ظروف وملابسات الحادث.
تبادل اتهامات:
وقد تبادلت وسائل الإعلام الحكومية والمعارضون إلقاء اللوم على الطرف الآخر في الهجوم الذي وقع في خان شيخون.
وقال مراقب لوكالة رويترز إن إطلاق النار اندلع بينما كان فريق من سبعة مراقبين يتجول في خان شيخون، ثم وقع انفجار ألحق أضرارا بإحدى سيارات الفريق.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم الوسيط الدولي العربي كوفي أنان إن شحنة ناسفة بدائية الصنع انفجرت في القافلة. وأضاف “لحقت أضرار بثلاث من سيارات القافلة، لكن لم يصب أي من أفراد الأمم المتحدة في الانفجار.. أرسلت البعثة فريق دورية إلى المنطقة للمساعدة في إخراج المراقبين العسكريين الدوليين”.
من جهتها قالت قناة الدنيا التلفزيونية المؤيدة للحكومة السورية إن “مسلحين أطلقوا النار على المراقبين”، دون أن تشير إلى سقوط قتلى أو جرحى. وأظهرت لقطات فيديو بثت على الإنترنت سيارة بيضاء من نفس النوع الذي يستخدمه مراقبو الأمم المتحدة وقد تضررت مقدمتها.
وفي دمشق قال رئيس بعثة المراقبين روبرت مود للصحفيين إن الفريق في أمان، دون أن يدلي بتفاصيل أخرى.
بدوره اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره لندن- الجيش السوري النظامي بارتكاب “مذبحة” أصيب فيها 80 شخصا بجروح، وذلك أثناء زيارة المراقبين إلى خان شيخون والتي أصيبت فيها سيارة تابعة لهم بأضرار من نيران الأمن السوري.
شهداء بإدلب ودرعا وإصابات في قصف حمص:
وبحسب النشطاء السوريين، استشهد في محافظة إدلب وحدها 29 شخصا، وفي حمص عشرة شهداء، وستة في كل من طرطوس، ودمشق وريفها، وحماة، ودير الزور، واستشهد في درعا شخصان، وفي القنيطرة شخص واحد.
وقال ناشطون إن أربعة أشخاص استشهدوا في قصف للجيش النظامي على مخيم النازحين قرب درعا، وإن حافلة تقل جرحى تعرضت للقصف، كما قصفت درعا البلد فضلا عن أحياء في حمص.
وأظهرت صور بثها ناشطون إصابة عدد من المدنيين بجروح بالغة في مدينة الرستن بمحافظة حمص. وقال الناشطون إن عشرات من الإصابات وقعت جراء قصف عنيف للجيش استخدم فيه المدفعية والصواريخ وقذائف الهاون.
وتحدث الناشطون عن تدهور خطير للوضع الإنساني في المدينة, وبدت آثار الدمار في بعض الشوارع نتيجة القصف العنيف الذي تعرّضت له في الآونة الأخيرة، حسب هؤلاء الناشطين.
مظاهرات واقتحامات:
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى تنفيذ القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في مناطق عدة من مدينة دوما التي تعد أحد مراكز الاحتجاج في الريف الدمشقي.
وفي دير الزور، أفادت لجان التنسيق المحلية بتعرض أحياء المدينة لإطلاق رصاص كثيف من القوات النظامية وسماع دوي انفجارات، في ظل تقدم مدرعات الجيش باتجاه المدينة.
وفي درعا اقتحمت قوات الأمن -معززة بعشرات الآليات- بلدة عامر، وتم تدمير وحرق عدة منازل فيها. وبث ناشطون صورا تظهر خروج مظاهرات في أحياء جوبر والميدان وجورة الشريباتي في دمشق، وشارع برنية قرب فرع الأمن السياسي في العاصمة.
وفي ريف دمشق أيضا خرج متظاهرون في شوارع بلدات السبينة وداريا وزملكا وعقربا وجديدة عرطوز، وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالحرية وتؤكد استمرار الثورة حتى إسقاط النظام.