رؤية مختلفة للأحداث !

الأسد جعلها أكثر بساطة

0

triqh kwbkx 862بقلم: طارق الحميد
حسم طاغية دمشق كل الجدال الدائر، عربيا ودوليا، وحتى بين بعض أطياف المعارضة السورية، حول إمكانية الحل الدبلوماسي في سوريا، حين أعلن في خطابه أمس أن سوريا ليست في أزمة، وأنه ماض في قتال من وصفهم بـ«الإرهابيين»، ولو كان الثمن غاليا!

كلام الأسد كان واضحا، فهو لا يرى أزمة سياسية بسوريا، وإنما أزمة إرهاب، وعدوان وتمويل خارجي.. هكذا بكل بساطة، وأنه مستعد لاستكمال مشوار القمع والقتل، أياً كانت الأسباب، حيث يقول في خطابه «قد يكون الثمن غالياً.. مهما كان الثمن لا بد أن نكون مستعدين لدفعه». بل إنه يريد من السوريين شكره على ذلك، حيث يقول: «عندما يدخل الطبيب الجراح ويقطع.. يقال له سلمت يداك لأنك أنقذت المريض»! إذن هو يتعهد بمواصلة المزيد من القتل، والقطع، لأنه يرى كل رافض لنظامه عدوا ممولا من الخارج، وإرهابيا يجب التصدي له، والأدهى من كل ذلك أن الأسد تعهد في خطابه ألا تذهب دماء المدنيين والعسكريين هباء، وأنه لن ينتقم ولكنه سيقتص، أي أن الأسد يقول للآخرين، في الداخل والخارج، إن كل من ثار ضده، أو تعاطف مع الثورة السورية، فإن عليهم الاستعداد لأنه سينتقم منهم!

هذا مجمل وأهم ما قاله الأسد في خطابه يوم أمس، أن لا أزمة سياسية، وأنه سيواصل ومهما كان الثمن غالياً، وأنه في حال هدأت الأوضاع فإنه سينتقم. رسائل واضحة، وصريحة جدا، معناها أنه على كل من يعتقد أن مهمة السيد كوفي أنان قابلة للتنفيذ فهو إما واهم، أو يريد منح الأسد الفرص. كما أن معنى خطاب الأسد، بالأمس، أن كل من يأمل بحل سياسي في سوريا، سواء على غرار المبادرة اليمنية وبجهد روسي، أو خلافه، فهو واهم أيضاً، فطاغية دمشق لا يرى أصلا أزمة سياسية، وإنما إرهابيين يجب قطع دابرهم، أي مزيداً من القتل، والمجازر، والأعمال الوحشية!

وإذا كان من أمر جيد يحسب للأسد هنا فهو إسهامه الحقيقي في تبسيط عملية اتخاذ موقف تجاه ما يحدث بسوريا، وهذا يعني أن على كل من أملوا بحل سياسي، سواء عبر نقاط أنان الست، أو عبر موسكو، أن يعيدوا النظر في ذلك، ويبدأوا التفكير الجدي في كيفية العمل الآن على إنهاء معاناة السوريين، وجلب طاغية دمشق للعدالة، وإنهاء حقبته السيئة. ومن هنا تأتي أهمية تأييد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل للمناطق الآمنة داخل سوريا، وإن كان الفيصل يقول إنه من الضروري أن تكون عبر مجلس الأمن، إلا أنه بحال استمر التعنت الروسي والصيني في مجلس الأمن، فقد بات من الواجب الآن السعي بتكوين تحالف الراغبين، عربيا ودوليا، وبإشراك الناتو، للقيام بهذه المهمة التي من شأنها توفير حماية للسوريين، وتسريع انهيار مؤسسات الطاغية العسكرية.

فبعد خطاب الأسد لا بد أن تكون هناك مواقف عملية، ومنها التدخل العسكري؛ فطاغية دمشق جعل المسألة أكثر بساطة حين أعلن أنه سيواصل القتال، وأياً كان الثمن!

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق