رؤية مختلفة للأحداث !

غابي خوري: فرنسا ستحتفل بيوسف شاهين العام المقبل

0
ffkdfjdsdasهو أحد ورثة تاريخ «الأستاذ» يوسف شاهين وإبداعه مع شقيقته المنتجة ماريان خوري. وتبدو جينات السينما كأنها انتقلت بالوراثة إلى غابي خوري، ذلك المهندس الشاب العائد

لتوه من الكويت، في عام 1990 ليبدأ عمله الهندسي في القاهرة، لكن كان للقدر تصاريف أخرى حين اضطره إلى المـــكوث لفــترة في مكتـــب شــاهــين، حيث مقــر «شركة مصر للأفلام العالمية»، إلى حين تجهيز مكتبه في البناية ذاتها. وهناك انفرد به خاله المخرج الكبير طالباً منه العمل معه في السينما.
وعلى رغم أن والد غابي خوري واحد من كبار المنتجين والموزعين السينمائيين بين لبنان ومصر، في الخمسينات إلا أن الابن الشاب لم يكن يفقه شيئاً في المجال، فتعهد شاهين أن يعرفه بهذا العالم تساعده في ذلك ماريان خوري. حينذاك لم يستغرق الشاب وقتاً لإعلان موافقته، على رغم أنه كان يراهم طوال الوقت يعانون من العثرات المالية، بينما هو مستقر مادياً ومهنياً، لكن «ندّاهة» السينما كانت أكثر إغراءً في ما يبدو. وكان أن جالسه شاهين على مدار ساعات يومياً يحدثه عن الإنتاج والــتوزيع، وتدريجاً بدأ الوافد الجديد استيعاب هذا العالم. وصار وشقيقته من حملة لواء «شركة أفلام مــصر العالمية» بعد رحيل شاهين.
وكان هذا الحوار معه:
 ألم تكن مغامرة أن تتحول من مهندس مستقر مادياً ومهنياً إلى السينما؟
– لم يساورني القلق، لأنني كنت أشعر بأنني أتحرك تحت مظلة يوسف شاهين الذي دلفت معه من الباب الرحيب إلى السينما، فلم أبدأ من الصفر، إضافة إلى أن تاريخ والدي وخلفيته في الإنتاج والتوزيع كانا ماثلين أمامي، فجاءت بدايتي على أرضية صلبة.
 
لقاءات عابرة
 ما شكل علاقتك مع «الأستاذ»؟
– في البداية، لم يكن كلانا يعرف الآخر جيداً على رغم القرابة الوثيقة، كانت لقاءاتنا عابرة خلال المناسبات والأعياد، تعارفنا بعد العمل سوياً، وسادت علاقتنا الثقة المتبادلة والمصارحة، واستفدت منه للغاية لكونه صاحب خبرة كبيرة في كل مجالات صناعة السينما.
> ما أسباب الانقطاع عن إنتاج الأفلام منذ 2009 حتى 2016؟
– أنتجنا العام الفائت فيلم «حرام الجسد». أما التوقف فجاء عقب وفاة يوسف شاهين الذي اعتمدنا على وجوده وعلاقاته الإنتاجية والسينمائية، لذا أردت تثبيت موارد الشركة عبر مصادر مالية لا تحمل أوجه المخاطرة، فركزت على إنشاء دور العرض والمجمعات السينمائية، إضافة إلى زيادة مكتبة الأفلام الخاصة بنا التي نقوم ببيعها من وقت لآخر، وستشهد المرحلة المقبلة العودة عبر فيلم سينمائي.
> ما الفيلم؟
– «على ما تفرج» والمقرر تصويره في أيلول (سبتمبر) المقبل، من تأليف وإخراج أسد فولادكار والتحضير جارٍ وكذلك اختيار أبطاله، ويدور في إطار رومانسي كوميدي وهي المرة الأولى التي نقوم فيها بإنتاح فيلم على هذه الشاكلة.
> لماذا تحولت إلى إنتاج المسلسلات في فترة من الفترات؟
– جاءت الفرصة عندما قررت شبكة الـ «بي بي سي» صناعة أعمال تلفزيونية تتعلق بالمسؤولية الاجتماعية وقدمنا – آنذاك – مسلسلين فقط – «دوران شبرا» و «ذات». والحقيقة أنني قررت خوض تلك التجربة الجديدة على أمل الاستفادة والعمل مع تلك المؤسسة التي دعمت المسلسلين من الناحية الفنية والتقنية، لكني لن أكرر هذه التجربة فلم أكن سعيداً بها، لأنني لا أحبذ طريقة صناعة المسلسلات، لا سيما من الناحية التجارية والاقتصادية.
> ما وجه الاختلاف عن الإنتاج السينمائي؟
– في السينما، يتحمل صناع العمل المسؤولية الكاملة، لكنّ في المسلسلات ثمة حاجزاً تضعه المحطات التلفزيونية أو شركات الإعلان، فلا تكون علاقتك مباشرة مع الجمهور إلا بعد العرض الأول للمسلسل، كما أن الأعمال التلفزيونية تخضع للعملية التجارية والعلاقات والمصالح أكثر من قيمة العمل.
> في رأيك… ما العقبات التي تواجه الإنتاج السينمائي في مصر؟
– أهمها عدم اهتمام الدولة بالسينما، فعلى رغم الحديث المتواصل حول مشكلات السينما، والاجتماعات بين صناع السينما والوزراء والمسؤولين إلا أنه لم يحدث أي تقدم في هذا الصدد، والدولة عليها دور مهم، لكنها لا تعير الأمر اهتماماً، وفي الوقت ذاته تعطل القطاع الخاص عبر القوانين والقرارات التي تعوقه عن العمل.
 ما أشكال التعطيل؟
– كثيرة وبينها دور المركز القومي للسينما الذي يفترض به تشجيع الأفلام المختلفة واكتشاف المواهب الجديدة. ولقد سبق أن أشارنا كثيراً إلى ضعف موازنته التي تقدر بـ20 مليون جنيه سنوياً، أي مليون دولار فقط، ينبغي أن ترتفع إلى 50 مليوناً، فالمغرب خصصت من 7 إلى 8 ملايين دولار، ويتوجب اعتبار المركز القومي للسينما بمثابة «مختبر» لاكتشاف المواهب الجديدة. أما المشكلة الثانية فهي «القرصنة»، فثمة محطات تلفزيونية كثيرة تقوم بالسطو على الفيلم المصري، لا سيما عبر القمر الفرنسي «يوتلسات»، والدولة ترفع يدها عن توقيف ذلك على رغم أنه في إمكانها التأثير في الحكومة الفرنسية للحد من ذلك.
كما أن الدولة تمنع زيادة عدد أماكن عرض الأفلام الأجنبية إلا في 10 أماكن فقط، بينما يفترض بها تشجيع قيام مجمعات سينمائية التي تعتمد بالأساس على إيرادات تلك الأفلام بجانب الأعمال المصرية، فالدولة بذلك لا تشجع على إنشاء المجمعات السينمائية، بينما لا يوجد في مصر إلا نحو 350 إلى 400.
 
غياب الرؤية المستقبلية
 لماذا لم تستمر في عضوية مجلس إدارة غرفة السينما؟
– كنت عضواً في مجلس إدارة الغرفة ونائباً لرئيسها ولكن لم أجدد العضوية، لأنه لا تتوافر رؤية مستقبلية في حين أن جزءاً من مهماتها صوغ خطة حول شكل الصناعة السينمائية مستقبلاً، لذلك فضلت عدم الاستمرار، كما أن ثمة تضارباً في المصالح لأن مجلس الإدارة مكون من أشخاص عاملين في كل قطاعات السينما، وأحياناً تصدر قرارات ضد مصالحهم فيحولون دون تنفيذها.
 أعلنت فرنسا عن تنظيم مهرجان خاص بيوسف شاهين… ما تفاصيله؟
– بالفعل ثمة تظاهرة كبيرة جداً تقيمها «سينماتيك» في فرنسا عام 2018، وبدأ القائمون العمل عليها منذ ثلاث سنوات، فيعكفون على ترميم كل الأرشيف الورقي الخاص بشاهين ومنها السيناريوات التي كتبها بخط يده والصور والأفيشات والملاحظات التي دوّنها، وفي الوقت ذاته نعمل نحن من جهتنا على ترميم سبعة أو ثمانية من أفلام «الأستاذ»، بينما في فرنسا يعملون على ترميم تسعة من أفلامه كما سيقومـــون بعمـــل متحف افــتراضي عبر موقع إلكتروني يضم كل ما يتعلق به.
وتقوم «سينماتيك» في إيطاليا بترميم فيلم «الناصر صلاح الدين»، على رغم أن الإيطاليين لا علاقة لهم بالفيلم، إلا أنهم يهتمون بتلك الأعمال في ما نهملها، وللمناسبة لا بد من أن أذكر أنني أمضيت وقتاً أحاول أن أحصل على فيلم «الاختيار» الذي تملكه وزارة الثقافة من أجل ترميمه على نفقتي الخاصة على أن أعيده إليها بعد الترميم، لكن كل محاولاتي واتصالاتي في هذا الإطار باءت بالفشل، إذ قوبل طلبي بالرفض من جانب السلطات المعنية لأسباب لم أفهمها أبداً!
 
الحياة

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق