منعت سلطات الاحتلال مقدمة البرامج التلفزيونية والممثلة المعروفة في جنوب أفريقيا، شاشي نايدو، من دخول الضفة الغربية واراضي48 مدة عشر سنوات بعد محاولتها الوصول إلى الفلسطينيين في ما وصفتها برحلة “لتثقيف نفسها حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والأزمة الإنسانية في غزة”.
ماذا حدث بالضبط؟
وكانت نايدو قد نشرت نصاً لها على موقع التواصل الاجتماعي، انستغرام، تدعم فيه دولة الاحتلال ضد حركة حماس التي وصفتها بـ ” الإرهابية”، والاضطرابات في غزة التي وصفتها أيضا بـ “المستنقع “.
وبعد أن انهال عليها كم هائل من الشتائم والانتقادات اللاذعة، أخذت تفكر في البحث بشكل أعمق في الوضع في المنطقة. ثم اعتذرت عن كلامها السابق وعبرت عن أسفها وندمها لعدم إدراكها “مدى معاناة الفلسطينيين والأزمة الإنسانية التي يعيشونها منذ عقود” كما ورد في اعتذارها.
وانضمت إلى منظمات مناهضة ومقاطعة لإسرائيل مثل مجلس كنائس جنوب أفريقيا و يهود جنوب أفريقيا “من أجل فلسطين حرة لتأكيد نيتها في تصحيح الخطأ” على حد تعبيرها.
وفي مؤتمر صحفي لحركة BDS” لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، قالت نايدو:” قلت في قرارة نفسي دائماً ما يكون هناك طرفان في كل قصة، ولا بد لي من سماع الطرف الآخر”.
وقالت نايدو في مقابلة على التلفزيون الرسمي لجنوب أفريقيا إنها نسخت ما كتبه لها صديقها اليهودي لها لتنشره على صفحتها دون أن تكمل قراءته إلى النهاية، وإنها لم تتوقع أن يكتب لها صديقها كلاماً قاسياً إلى هذا الحد بحق الشعب الفلسطيني، وتضيف أنها بعد أن أدركت الوضع حذفت المنشور واعتذرت من الفلسطينيين في عدة مناسبات”.
المنع الإسرائيلي
وقالت في المؤتمر :” لقد ارتكبت أكبر خطأ في حياتي وأنا ذاهبة إلى الضفة الغربية من أجل تثقيف نفسي حول مشاكل الفلسطينيين والأزمة التي يعيشونها”.
وزارت نايدو مع عدد من الصحفيين مخيمات اللاجئين في عمان، وسمعت عن معاناتهم وحياتهم. لكنها منعت من دخول الضفة الغربية من قبل سلطات الاحتلال وحظرت عليها دخول الأراضي الفلسطينية لمدة عشر سنوات بسبب انضمامها إلى منظمة مناهضة لإسرائيل.
وقال وزير الأمن العام جلعاد أردن:” أنا شخصياً، أرحب بشاشي نايدو في زيارة إسرائيل، على ألا تكون هذه الزيارة جزءاً من برنامج مناهض لإسرائيل”.
وردت عليه نايدو في مقابلتها التلفزيونية:” لا يمكن لدولة ديمقراطية أن تتصرف مع المواطنين هكذا ، لقد شتموني واتهموني بالكاذبة ومنعوني من دخول البلاد، ثم ادعوا أنهم يرحبون بي، هذا أمر سخيف”.
وكان لسلطات الاحتلال موقف مختلف من نايدو في يونيو/حزيران الماضي، عندما صرحت على موقع انستغرام بدعمها علانية لدولة الاحتلال قائلةً:” ليست اسرائيل هي المسؤولة عن الأزمة الإنسانية في غزة، لقد انسحبت من الجيب الساحلي عام 2005 ، ولا تعتبر محتلة.. الفلسطينيون هم من يرفضون مقترحات السلام ومن يحكم القطاع هي حركة حماس الإرهابية”.
لكن جميع المواقف تغيرت بعد أن تراجعت نايدو عما قالته في البداية.
وجاء في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن وزير الداخلية الإسرائيلي، آرييه درعي، قد أصدر تعليمات بمنع دخولها إلى إسرائيل، مضيفا أن: “المنظمات التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، قد وصلت إلى مرحلة تهديد الناس لتحريضهم ضد إسرائيل ، وهذه قضية خطيرة جداً، لذلك مارست سلطتي لمنعها من دخول إسرائيل”.
ولكن نايدو تؤكد أنها لا تريد أن تصبح أداةً سياسية على الرغم من مخاوف دولة الاحتلال من أن تتحول نايدو إلى رمز لمناهضتها.
وقالت: ” لقد أكدت مراراً أنني لا أرغب في أن أكون أداة سياسية. وكان أملي الوحيد هو لقاء الناس، وعيش الواقع وتقديم المساعدة للمحتاجين”.