رؤية مختلفة للأحداث !

بيروت.. أرخض وأشهى ترويقة بالعالم

0

Sitin Riad Solh ph Nasser Trabulsi 37 552224 large

في بيروت وحدها من بين كل مدن العالم تجد أرخص “ترويقة” واكثرها قيمة وجودة غذائية…لا تتعجب، ففي محيط مواقف سيارات وباصات المناطق في محلّة الكولا وسواها اكثر من 10 عربات

اختصاصها بيع هذه الكعكة. بامكانك مهما كان وضعك المالي وتصنيفك الاجتماعي ان تتناول وجبة صباحية لذيذة وطيبة وصحية بدولار واحد فقط (1500 ليرة). وتحدث الكعكة الاخرين عن مدى تلذذك بها وهي تخرج من على منقل الفحم ساخنة. إنها الكعكة الطرابلسية بالجبن وفق ما يسميها البعض وكعكعة “القليطة” كما يطلق عليها البعض الاخر، لا فرق ما دام انك تشبع وتأكل بنهم كعكة طيبة المذاق “مقمرة” وجميلة المنظر محشوة بنحو 150غراماً من الجبنة العكاوية البيضاء ومنضجة على منقل فحم مشتعل ومنكهة بمطيبات ابرزها الزبدة التي تمنحها لمعاناً ورائحة جاذبة هذا من الخارج، اما من الداخل فبامكانك ان تطلب اضافة السماق بلونه الارجواني والحر الاحمر المهروس… ومعها منديل ورقي .

في مواقف الكولا تنتشر عربات اختصاصها بيع هذه الوجبة الصباحية يحضرون منذ الخامسة صباحاً ومهعم العدة ويشعلون مناقل الفحم، وقرابة السادسة يتوافد الزبائن ويتحلقون حول العربة وهم يحدقون بالمنقل ويراقبون بلذة عملية التقليب والدهن بالزبدة والانضاج التي تستغرق عادة ما لا يقل عن ثماني دقائق وبعدها يكون للاكل لذة مضاعفة.
ليس بالضرورة ان الزبائن هم من الفقراء او المسافرين الى المناطق البعيدة، فثمة موظفون وشخصيات يقصدوننا بالعشرات ليتناولوا منتجنا واحياناً يرسلون من يأخذ عشرات الكعكات ليتناولوها في مكاتبهم واماكن عملهم وفق ما يقول الشاب العشريني احمد خليل مالِك احدى العربات في الكولا واكثرها جذبا للزبائن لقدرته على التكيف مع الزبائن والاستجابة لطلباتهم.
وميزة كعكتنا يضيف محمد ليس رخص سعرها وحسب بل ان كعكة واحدة تشعرك بالشبع مهما كنت اكولاً “لانها محرزة ومحشوة بالجبن الذي ننقعه بالماء لاكثر من ساعة لكي نزيل نسبة الملح العالي منه”.
ولا يفوت احمد ان يقول وهو يرتدي الكفوف البلاستيك المعقمة التي هي نفسها كفوف الطباخين في المطاعم وحتى الاطباء والممرضين الاشارة الى ضرورة الاستجابة الى متطلبات الزبائن، “فنحن على استعداد لاضافة المزيد من شرحات الجبن اذا اراد وضافة توابل اخرى اذا شاء الزبون”.
وهل الامر يخضع لشروط ومواصفات صحية ورقابة السلطات المختصة؟ يجيب احمد :”بصراحة اغلبنا لا يملك تراخيص ولكن هناك عمليات دهم دائمة لنا من جانب مراقبي البلدية ووزارة الصحة للتأكد من جودة ما نقدمه ونظافته. والاساس اننا نحن كاصحاب عربات حرصاء كل الحرص على ان تكون المواد الغذائية المستخدمة صحية مئة في المئة وخصوصاً الجبنة العكاوية التي نبتاعها من تجار الجملة والمستوردين المشهود لهم بالجودة لاننا نعرف ان اي خطا نرتكبه او اي عارض صجي يصيب احد الزبائن بفعل تناوله كعكتنا سيعرضنا لمضايقات وسينعكس سلبا على مهنتنا”. .
وهل ان هذا السعر المخفوض للكعكة الطرابلسية يؤمن ربحاً معقولاً وكافياً؟ يرد حمد : “صحيح ربحنا متواضع وضئيل قياساً بما تكلفه الكعكة الواحدة ولكن احداً منا لا يجرؤعلى التفكير برفع الاسعار نظراً للتخوف من المضاربات ولكثرة المشتغلين بالمهنة، لذا نسعى الى التعويض من خلال رفع مستوى البيع. ولكي نجني ربحا يرضينا علينا ان نبيع ما يفوق الثمانين كعكة يوميا” .
ويقرّ احمد اخيرا ان “سعر منقوشة الزعتر هو ارخص من سعر كعكتنا، ولكن بامكاننا القول ان الفرق هو في القيمة الغذائية العالية التي تتوافر في كعكتنا وفي انها تؤمن شبعاً حقيقياً”.

النهار

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق