رؤية مختلفة للأحداث !

صفعة لبشّار الأسد

0

jhogdhfytfbk wystejhbid 49487بقلم: علي حمادة
“صفعة لبشار الأسد”. بهذه الكلمات عنونت صحيفة “الإنديبندنت” البريطانية خبر منح المعارضة السورية مقعد سوريا في الجامعة العربية،  وجلوس الشيخ معاذ الخطيب رئيس “الائتلاف الوطني” مكان بشار الاسد، رئيسا للوفد السوري، الى جانب قادة الدول العربية في القمة العربية الرابعة والعشرين التي عقدت في الدوحة مطلع هذا الاسبوع التي شهدت النقلة النوعية التي تحدثنا عنها هنا في هذه الزاوية، التي بدءا من شهر كانون الثاني المنصرم.

فرفع منسوب التسليح ونوعيته للثوار بدأ ينعكس مباشرة على ارض المعركة في كل انحاء سوريا، وقوات النظام في تراجع مستمر في كل مكان وصولا الى العاصمة دمشق حيث القتال يدور على تخوم وسطها، فيما قوات بشار الاسد تقاتل من خلال تفوق قوتها النارية.

كل هذا يقربنا من معركة الربيع الكبرى التي تحدثنا عنها مطلع السنة الجارية بناء على معلومات حصلنا عليها من مصدر عربي رفيع تحدثنا اليه على هامش اعمال “المنتدى الاقتصادي العالمي” في دافوس. فقد قال لنا المصدر المشار اليه يومها إن الدول العربية الداعمة للثورة قررت المضي قدما في تسليح الثورة وتجاوز التلكؤ الاميركي والاوروبي آنذاك، باعتبار ان اطالة امد الازمة وعدم حسم المعركة مع بشار والايرانيين من خلفه صار مصدر تهديد مباشر لكل المنطقة، ويمنح طهران هامشا واسعا للتحرك في امكنة اخرى من المشرق العربي، وهذا ما لن تسمح به الدول العربية ايا يكن الثمن، وخصوصا ان الدمار الذي يلحقه النظام بسوريا بلغ مستويات مخيفة تزيد احتمالات “صوملة” سوريا. من هنا الحاجة الى تجاوز كل الاعتبارات الدولية، واهمها موقف روسيا المعتبر معاديا، والاسهام في حسم المعركة مع النظام الذي وقع تحت الوصاية الايرانية الكاملة.

في جميع الاحوال، كان مشهد القمة العربية الاخيرة في الدوحة مؤشرا قويا الى ان النظام في سوريا يعيش ربع الساعة الاخير من عمره بعدما جرى اخراجه من النظام العربي الرسمي، في سابقة لم تحصل منذ انشاء الجامعة العربية، الامر الذي يفتح المجال امام سحب سائر “الشرعيات” المتبقية له في المحافل الدولية.

ثمة تحوّل كبير جار في المنطقة بعدما جاء الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل عشرة ايام ليعطي اشارة الانطلاق لتحالف عربي – اقليمي يدعمه الغرب عموما للانتهاء من نظام بشار الاسد. فجرى ضبط إيقاع النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي، والخلاف التركي – الاسرائيلي، والعلاقات الاردنية – الخليجية، فضلا عن “المعبر” العراقي على ساعة واحدة.

ومن اللافت ان حكومة “حزب الله” – بشار الاسد في لبنان ما لبثت ان سقطت، مما اعاد خلط الاوراق في بلاد الأرز ايضا. قصارى القول إن بشار لم يتلقَّ صفعة فحسب، بل انه يعيش ايامه الاخيرة في دمشق وربما في سوريا كلها. فلنراقب مسرح العاصمة بدقة.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق