رؤية مختلفة للأحداث !

ما نفتقده في ثورتنا كي ننجح

0

nklnwe biwzka 681بقلم: لينا موللا 
لا يمكن الحديث عن مصالح مشتركة لدول العالم وإنما على تقاطعات لها في أزمنة معينة.

وفي المشهد السوري أعيد هناك عدة محاور تحركها مصالح مختلفة.

المحور الايراني المتحد عضوياً مع نظام آل الأسد وجوداً وعدماً، يضم الدول الداخلة في فلك إيران كالعراق وحزب الله المهيمن على لبنان حالياً. محور يسعى لدور أقليمي تتوق له إيران منذ دولة قورش وحتى يومنا هذا ويكون لها نافذة على المتوسط قبلتها المشتهاة منذ القدم.

ومحور روسي وصيني يبحث عن نقطة ارتكاز لحلف يقف في وجه القارة العجوز وأميركا وهيمنتهما السياسية والاقتصادية على أغلب دول العالم، يتوقان لترجمة نموهما الاقتصادي إلى نفوذ سياسي وتقاطعت مصالحهما مع وجود الأسد في وقفة ندية لتلك الهيمنة.

وهناك محور أوروبي خجول يفتقد للنية الحقيقية في التدخل ويرزح تحت وطأة مصاعب اقتصادية وحسابات متشابكة و معقدة.

وآخر أميركي مستكين لضغط اللوبي اليهودي ولحسابات الانتخابات الرئاسية القادمة.

ودولة حائرة كتركيا التي تذكر بانتمائها للحلف الأطلسي وبالتزاماته، لكن هذا الأخير بات مارداً من ورق، ، وهي لا تريد أن تكون كبش الفداء في أي تدخل عسكري منفرد يخلصها أوراقها الاقليمية ويؤثر عليها اقتصادياً وبالتالي سياسياً . ويقضي على حلمها في الهيمنة الاقتصادية وتزعّم الشرق الأوسط الذي تمكنت من الدخول إليه عبر البوابة الفلسطينية.

وهناك عالم عربي خائف ومرتعش من تسويق الثورات العربية واقتحامها لدوله، لذلك فهو يصغي السمع للأميركيين تارة ويتحدث بما تنتظره الشعوب العربية تارة أخرى، لكنه يعيش ضعفاً ومتاهة، وعاجز عن الاقدام على أي موقف موحد.

وهناك إسرائيل الداعمة لبقاء الأسد واستمرار الحال على ما هو ” لا غالب ولا مغلوب ” بالضغط على مفاصل القرار الدولية كي لا تتحرك وتتدخل مباشرة على الأرض السورية.

هذه المحاور ليست ثابتة كحال أي شيء في السياسة، فباستثناء الحلف الايراني، روسيا ستغير من موقفها في لحظة الصفر بعد أن تجري تسويتها مع الغرب بشأن مسائل الدرع الصاروخي واستثمارات النفط والغاز، وأوروبا ستجد نفسها مرغمة لأن تتدخل عسكرياً حفاظاً على علاقاتها مع الشعوب العربية باعتبارها هي تشكل مهد للثورات والحريات، كما هي المنطقة المعرضة أكثر لانعكاسات الاضطراب الذي يطال مناطق الشرق الأوسط الساخنة.
أما أميركا المترددة من التصادم مع الروس والمستكينة للمورفين الاسرائيلي، فستجد نفسها مرغمة أيضاً لإزاحة الأسد والتحالف مع نظام تتمنى أن يكون له دور العصا القذرة في المنطقة كالذي احترفة الأسد الأب والابن، وهو أمر صعب وإن لم نقل مستحيل لذلك تراهن على إضعاف المعارضة السورية ما أمكنها للحصول على تنازلات واستثمارات لأغراضها الاستراتيجية في المنطقة.

وأجزم أنه لو كانت المعارضة أكثر بصيرة ووظفت إمكانيات الجالية السورية في المغترب تحت مظلة وطنية واحدة، لاستطاعت تغيير الكثير، لو نجحت في تحديد رؤيا يلتف حولها جميع السوريين وكانت جديرة بقيادتهم، وصورت مشهد سوريا المستقبل بشكل جذاب يسوق إعلامياً، لأوقفت معاناة الشعب السوري منذ زمن طويل.

الحرب الحقيقية والمستترة التي تقوم اليوم تتلخص بتشتيت هذه المعارضة واستقطاب بعضها كما استضافة بعض رموزها وتمويله، ليصبح لكل تيار فيها أولويات مختلفة وهذا يشكل الخطر الأكبر على ثورة الداخل.

منذ فترة طويلة ونحن في الداخل نطالب أقطاب المعارضة بالتوحد فعلاَ حول شعارات ثوار الداخل التي تمثل استراتيجيتهم، ولو كان للثوار منبر موحد إعلامي يتجاوز وبكثير نقل المراسلين لعدد القتلى والشهداء ومقدار الدمار الذي يصيب المناطق المشتعلة، إلى نقل صورة لآمال وطموحات الشعب التواق للحرية وللمساواة وللعدالة والديمقراطية، إلى برامج تتجاوز الاغاثة إلى بناء قيادات سياسية تعتبر نموذجاً ونواة للدولة السورية المنشودة لكان وضعنا محلول ومنجز.

وفي عودة إلى مكمن الضعف لدينا وهو تشرذم أولويات المعارضة وتخلفها عن حركة الشارع لا بل تحميلها للشارع السوري الحي عبئاً لا ينقصه ، لو استطعنا أن نتجاوز كل هذا ببناء تكتل مصغر بدعم إعلامي من قنوات سورية مشهود لها بالموضوعية وبالشعبية والانتشار العالمي.. واستطعنا التسويق لمشروعنا السوري الحداثي فإننا سنوصد الأبواب على تدخلات الخارج وأجنداته المتشابكة.

لنستفد من الحماية النسبية التي سيفرضها على الأرض وجود المراقبين الأممين من القبعات الزرق، وسواهم من المنظمات الدولية التي يفترض دخولها لسوريا قريباً، ولنحاول الافادة منهم في حماية الرموز والقيادات الداخلية، التي ستفرض بلا شك ضغطاً على المجلس الوطني وسواه لأجل العمل بديناميكية أكبر تشكل تهديداً جدياً بإبعاده التام من أي دور مستقبلي وهو ما لا يطيقه أي سياسي طامح بلعب دور يخلد ذكره كمناضل.

لنعمل لأجل هذا المشروع الرائع ولنحاول القفز بالاعلام إلى آفاق متفوقة ومدروسة تساعد ثورة شعبنا، ولنبدأ التسويق لصورة مشعة يشتهيها العالم أجمع ولنكن مصدر حسد لكل العالم التواق للحرية، ولنحمل مشعل الحرية الحقيقي..
إننا سنراهن على هذا..
وسننجح.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق