رؤية مختلفة للأحداث !

هل يمكن “إنقاذ” سورية بالإصرار على بقاء الطغمة

0

oqabyahya oqabyahia 426بقلم: عقاب يحيى
ليس شكاً بالنوايا التي تدعو، دون كلل، ودون أخذ بالاعتبار حقائق الأمور التي تفقأ العيون، إلى مبادرات تلو مبادرات تحت عناوين مختلفة، آخرها : “نحو مؤتمر وطني لإنقاذ سورية” التي دعت إلى عقده مجموعة كبيرة من الأحزاب والأسماء.. بلجنة تحضيرية يرأسها رجاء الناصر من الاتحاد الاشتراكي!…

بالعربي، وبنية عقد المؤتمر في دمشق التاسع من الشهر القادم.. ثمة ملاحظات شكلية وجوهرية، سأحاول اختصارها منعاً للإطالة، وهي:

1ـ من يقرأ كمّ الأسماء من أحزاب وتجمعات وتيارات وكتل يخطر على باله سؤال بسيط، وساذج أيضاً: تُرى لو كانت هذه الأحزاب وغيرها تملك وجوداً فاعلاً على الأرض هل كان يمكن للطغمة أن تستمر كل تلك العقود وهي مسيطرة تماماً حتى على الهواء؟؟… ولئن كانت قائمة اليوم على الأرض، ولديها قوى فعلية.. هل كان شعبنا اضطر لحمل السلاح دفاعاً عن النفس والعرض والحياة؟؟.. أي كان بالإمكان إسقاط النظام فعلياً.. ولكن…

2ـ معظم الأطراف الواردة لم تتوقف عن تقديم “المبادرات” السياسية.. بدءاً من الحوار مع النظام، وانتهاء بالحوار معه، وذلك على الرغم من كل التطورات النوعية التي شهدتها الساحة، والتي كان نظام الطغمة العامل الرئيس فيها، فأجبر كثيرها على الرفع من سقف مواقفه، ثم المراوحة في مدى ذلك السقف المبهم بكثير التعابير “التغيير الديمقراطي”، و”الحل الإنقاذي” “والتسوية السياسية” “وإيقاف العنف” “ووضع حد للحرب الأهليبة”.. إلخ.. أي أن تلك القوى ما تزال تأمل خيراً بالطغمة، وتعتقد أنها ستستجيب لنوايا تطلقها هذه القوى، وأن الإيغال بالدم حتى المجازر الشاملة مجرد حالة عنفية.. يمكن لمؤتمر للمعارضة أن يوقفه، ويعيد الطغمة إلى “العقل” و”التعقل”.. وكأنها تنتظر مثل هذه النداءات..

3ـ بعض تلك القوى وقعت في مؤتمر المعارضة بالقاهرة على وثيقتي العهد الوطني والمرحلة الانتقالية، وعلى ذلك النص الصريح الواضح الذي يضع شرطاً لا لبس فيه لأي مفاوضات بـ”رحيل رأس النظام ورموزه وتحويل المتورطين بالقتل إلى المحاكمة، ودعم الجيش الحر وخيارات الثورة”، فأين هذه الدعوة من ذلك الاتفاق، وهل لحست تلك القوى توقيعها، وتنصلت منه كي تبقى المعارضة رهين المراهنات التي لم تنقطع من قبل معظم تلك الأطراف الداعية لهكذا مؤتمر؟؟ نحن نخشى تجسيد المثل المعروف: “رايح على الحج والناس راجعة” أن ينطبق تماماً على أصحاب الدعوة، بغض النظر عن النوايا والخلفيات التي تحركهم، وقد يكون الحج هو النية فعلاً.. لكن ألا يرى أصحاب الدعوة أن النظام ذبح، واغتال، ونحر كل المبادرات والاقتراحات، وأنه تجاوز هذه المسألة بمسافات تحكيها المجازر المتنقلة؟؟.. وانه ماض في طريقه الدموي، الفئوي حتى نهايته.. وأن شعبنا الذي يدفع الضريبة غالياً كل يوم ماض في طريق المقاومة حتى اشتلاعه وتطهير البلاد منه؟؟ وأنه سيحكم بقسوة على خلفية هذه الدعوات وأصحابها التي لن تكون أكثر من نوايا يدوسها الدم المسفوك يومياً؟.. وهل يؤمن أصحاب الدعوة بقابليتها للحياة أم أنهم يريدون دخول التاريخ من باب الذكريات وتسجيل الأسماء في هوامشه؟؟…

4- أكيد أن أغلبية شعبنا حريصة على الدم والحياة والوطن والدولة، وراهنت طويلاً على حلول سياسية تخلص البلاد من شرور العائلة والزمرة الحاكمة.. لكن الأمنيات شيء والواقع شيء آخر . لقد استهان النظام بحرمة الحياة والدماء، وأوغل في القتل حتى لم يعد هناك ثقب للعبور منه إلى تلك الأماني التي ما يزال البعض يتوهم جدواها، فاضطر لحمل السلاح وحيداً، وبالاعتماد على النفس، وهو يوقن أنه الطريق الوحيد للخلاص من القاتل، ومن تطهير البلاد من رجس مجون.. فماذا يمكن أن تقدم مثل تلك المبادرات سوى البلبلة، والمطمطة والضحك على الوقائع، والهروب من مواجهة الحقيقة؟؟

كنا نتمنى وحدة قوى المعارضة على القاسم المشترك الوحيد: رصّ الصفوف وتوحيدها لدعم الجيش الحر وتوحيد العمل المسلح في إطاره، ووضع كل الإمكانات المتاحة لجميع الأطراف في خدمة المقاومة الشعبية التي باتت الممر الوحيد للخلاص، والحرية، وتجنيب بلادنا ويلات إضافية، بما فيها الحرب الأهلية والتدخل الخارجي.. الإيراني والغربي وسواهما..

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق