رؤية مختلفة للأحداث !

سكين سوريا وتقسيم بلاد الشام!

0

hofrgkoroi gijhgytuyj 84695بقلم: راجح الخوري
لم يعد ينقص الروس والاميركيين غير اصدار بيان مشترك يدعو السوريين الى دفن قتلاهم والخروج من ركام بيوتهم لطلب الغفران والرأفة من النظام والتعهد بالطاعة الابدية لحكم تلك العائلة التي قال الاخضر الابرهيمي انها “حكمت 40 عاماً وهذا اكثر مما يجب”!

لكنه بيان العار الذي لن يصدر طبعاً رغم ان في وسع الجميع رصد بنوده وفصوله التي تتوالى منذ رسوخ معادلة “اميركا المتغاضية عن حمامات الدم السوري في مقابل روسيا المستغرقة فيها”، وهي المعادلة التي تتحول الآن قاعدة لعبة الامم الجديدة التي ستدمر ما بقي من سوريا واهلها، ما دام النظام يراوح عند شعار “الاسد او نحرق البلد” والمعارضة تراوح عند الاصرار على إسقاط من أسقط 60 الفاً في المقابر و60% من المدن والاحياء السورية!

عملياً، لاحاجة الى البحث عن ملامح العار الاميركي – الروسي، وخصوصاً عندما تتحدث موسكو عن الهوس والهواجس فتلاقيها واشنطن بالحديث عن الكوابيس، ذلك ان الرفيق سيرغي ( دائماً لافروف) يبشّر العالم بمعادلة موت بلا حدود عندما يقول: “كل شيء يصطدم بهوس المعارضين بفكرة الاطاحة بنظام الاسد… وما دام الامر كذلك لن يحصل شيء جيد. المعارك ستستمر وسيموت الناس باستمرار”. لكن ما لا يصدق ان لافروف لا يتنبه في المقابل الى ان هوس موسكو بفكرة بقاء الاسد هو الذي جعل ويجعل المعارك تستمر بالسلاح والذخيرة الروسيين وهو الذي سيضمن استمرار موت الناس!

اما عندما تتحدث واشنطن عن قلقها من كابوس تقسيم سوريا فانها تنسى انها هي التي صنعت هذا الكابوس عبر تغاضيها القاصر؟ (لا بل المتعمّد ربما) عن المذابح وحمامات الدم منذ عامين، وتركها الروس والايرانيين يلعبون اوراق النظام بهذه الطريقة. وقياساً بتاريخنا البائس يحتاج المرء في هذه المنطقة السعيدة الى كثير من السذاجة ليصدق ان اميركا (وطبعاً من ورائها اسرائيل) تخاف من كابوس تقسيم سوريا وتريد تفاديه، ولكأن المستر بول بريمر مثلاً عندما حل الجيش العراقي عام 2003، كان يخاف من تقسيم بلاد ما بين النهرين، او لكأن تقسيم سوريا دولة علوية ودولة كردية ودولة سنّية يمكن ان يحل مشكلة توطين الفلسطينيين، وربما دولة درزية بما قد يوصل رياح التقسيم الى لبنان والاردن، وفق الخرائط الموضوعة من زمان، يمكن ان يرعب واشنطن!

فعلاً، لكأن هذا السيناريو من الكوابيس التي تقلق واشنطن وليس من الخطط التي تضمن راحتها هي واسرائيل، عبر قيام “شرق اوسط المجانين” لتتذابح فيه دول تقوم على المذهبية والعرقية والقبلية… لا يا سيدي، الذين سهروا على ادارة المذبحة السورية يعرفون ان سكين تقسيم بلاد الشام ينطلق من سوريا!

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق