رؤية مختلفة للأحداث !

قنوات اتصال خلفية بين ترامب وبوتين عبر “بلاك ووتر”

0

160721 pol trump putin.jpg.crop .promo xlarge2 2 1

خلال شهر كانون الثاني/يناير الماضي، نجحت الإمارات العربية المتحدة في ترتيب لقاء سرّي بين مؤسس شركة “بلاك ووتر”، إريك برنس، وأحد المقربين من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

ويأتي ذلك في إطار الجهود الجليّة المبذولة من أجل إعادة فتح قناة تواصل بين موسكو والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وذلك وفقا لما أكده العديد من المسؤولين الأمريكيين، والأوروبيين، والعرب.

بحسب ما صرح به مسؤولون، فإنه تم عقد الاجتماع في 11 كانون الثاني/يناير، أي قبل تسعة أيام من تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، في جزر سيشل في المحيط الهندي. وعلى الرغم من أن معالم أجندة اللقاء لا تزال غير واضحة، إلا أن موافقة الإمارات على لعب دور الوسيط في الاجتماع كانت تهدف بالأساس إلى تحرّي إمكانية إقناع روسيا بقطع علاقاتها مع إيران، بالأخص داخل الأراضي السورية. من ناحية أخرى، تمثّل هذه الخطوة إحدى مطامع إدارة ترامب التي ستطالب بتنفيذها من أجل التنازل عن العقوبات التي تفرضها على روسيا.

وتجدر الإشارة إلى أن إريك برنس لم يكن له أي دور رسمي في حملة ترامب الانتخابية أو اللجنة الانتقالية. ووفقا لما أكده المسؤولون، فقد قدّم برنس نفسه للقادة الإماراتيين، الذين ساهموا في ترتيب لقائه بالشخص المقرب من بوتين، بصفته مبعوثا غير رسمي للرئيس الأمريكي. خلافا لذلك، لم يتم الكشف عن هوية الطرف الروسي المشارك في الاجتماع.

في الواقع، كان مؤسس “بلاك ووتر” من أشدّ المؤيدين للرئيس الأمريكي الحالي. وعلى إثر انعقاد المؤتمر الجمهوري، ساهم برنس بحوالي 250 ألف دولار لفائدة كل من حملة ترامب الانتخابية، والحزب الوطني، ولجنة العمل السياسي الموالية لترامب، بقيادة المانحة البارزة ريبيكا ميرسر.

فضلا عن ذلك، تربط إريك برنس علاقات بأشخاص مقربين من ترامب، على غرار ستيفن بانون، الذي يتقلّد حاليا منصب كبير الإستراتيجيين والمستشار الأعلى للرئيس. من جهة أخرى، تشغل شقيقة برنس، بيتسي ديفوس، منصب وزيرة التعليم في إدارة ترامب. كما شُوهد برنس في مكاتب ترامب الانتقالية، في نيويورك خلال شهر كانون الأول/ديسمبر.

ووفقا لما أفاد به مسؤولون أمريكيون، فقد كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يمعن النظر في لقاء السيشل كجزء من التحقيق الذي يقوده حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية خلال سنة 2016. بالإضافة إلى ذلك، يقوم المكتب بالتحري حول الاتصالات المزعومة بين شركاء كل من بوتين وترامب. في المقابل، رفض مكتب التحقيقات الفدرالي الإدلاء بتعليق حول هذا الأمر.

أفاد أحد المسؤولين أن لقاء السيشل، الذي امتد على مدار يومين يعدّ بمثابة حلقة إضافية لسلسلة الاتصالات العديدة التي دارت بين روسيا والأميركيين الذين هم على صلة بترامب. في الأثناء، تردّد البيت الأبيض عن الإفصاح عن هذه الاتصالات أو شرحها، إلى أن قامت منظمات إعلامية بالكشف عنها. في هذا الصدد، أكّد المتحدث الإعلامي للبيت الأبيض، شون سبايسر، على أنه “لا علم لنا بأية اجتماعات، كما أن إريك برنس لم يضطلع بأي دور خلال المرحلة الانتقالية التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية”.

من ناحية أخرى، صرّح متحدّث باسم برنس في بيان له أن “إريك لم يكن له أي دور ضمن الفريق الانتقالي، كما أن هذا الأمر تم تلفيقه بشكل تام، حيث أن الاجتماع لم يكن له أي علاقة بالرئيس ترامب. خلافا لذلك، لماذا تهدر المخابرات التي تعاني من نقص في الموارد، وقتها في مراقبة المواطنين الأمريكيين في حين أنه يتعين عليها تصيّد الإرهابيين؟”.

لطالما عُرف إريك برنس بتأسيسه لشركة “بلاك ووتر”، وهي شركة أمنية سرعان ما أصبحت فيما بعد رمزا للانتهاكات الأمريكية في العراق، في أعقاب سلسلة من الحوادث. وتمثلت إحدى هذه الاعتداءات في الحادثة التي وقعت سنة 2007، حيث أُتّهم فيها حراس الشركة، كما أدينوا في وقت لاحق جنائيا، بقتل مدنيين في ساحة عراقية مكتظّة.

في وقت لاحق، قام برنس ببيع الشركة، التي أعيد تصنيفها فيما بعد، إلا أن الرجل واصل بناء إمبراطوريته الخاصة شبه العسكرية من خلال عقود أبرمها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا. أما في الوقت الراهن، فيترأس برنس شركة تعرف باسم “مجموعة الخدمات الحدودية” في هونغ كونغ.

من المرجح أن شخصية برنس المثيرة للجدل إلى حد كبير، حالت دون تقلده لأي منصب رسمي خلال المرحلة الانتقالية أو تحت حكم ترامب. في المقابل، يبدو أن العلاقات التي تجمعه بمستشاري ترامب، فضلا عن خبرته في العمل السرّي، وصلته بحكام الإمارات، جعلت من الرجل الشخص المثالي للعب دور المحاور. وتجدر الإشارة إلى أن برنس انتقل للعيش هناك سنة 2010 نظرا للمشاكل القانونية التي لاحقته بسبب أعماله في الولايات المتحدة.

في سياق آخر، سبقت اجتماع السيشل مناقشات سرية منفصلة في مدينة نيويورك، حيث شارك فيها ممثلون رفيعي المستوى عن ترامب، فضلا عن أطراف روسية وإماراتية. من ناحية أخرى، أقرّ البيت الأبيض بأن كلا من مستشار الأمن القومي الأسبق، مايكل فلين، ومستشار ترامب الحالي وصهره، جاريد كوشنر، قد التقيا بالسفير الروسي لدى الولايات المتحدة، سيرجي كيسلياك، في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر أو في أوائل كانون الأول/ديسمبر، في مدينة نيويورك.

خلال الزيارة غير المعلنة التي أداها ولي عهد أبو ظبي، إلى نيويورك في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، التقى محمد بن زايد آل نهيان بكل من فلين وكوشنر، فضلا عن ستيفن بانون ضمن اجتماع منفصل. ويأتي ذلك وفقا لما صرّح به مسؤولون أمريكيون وعرب وأوروبيين، اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم عند مناقشة المسائل الحساسة. وفي خرق استثنائي للبروتوكول، لم تعلم الإمارات إدارة أوباما في ذلك الوقت بزيارة ولي العهد، وهو ما اكتشفه المسؤولون حين ظهر اسم “زايد” في بيان رحلة الطائرة.

علاوة على ذلك، أوضح المسؤولون أن زايد وشقيقه، مستشار الأمن الوطني الإماراتي، قد قاما بتنسيق اجتماع السيشل مع مسؤولين من الحكومة الروسية بغية إنشاء قناة اتصال غير رسمية بين ترامب وبوتين. في السياق ذاته، سعى ولي العهد إلى مد يد العون لكلا الرئيسيْن، ذلك أنه تحدث عن ضرورة تعزيز العمل المشترك بين الطرفين، وهو الأمر الذي يمثل الهدف السياسي الذي لطالما دافع عنه ولي العهد.

في الأثناء، أبدت الإمارات العربية المتحدة، التي ترى إيران أحد أعدائها اللدودين، نفس الاهتمام الذي يوليه فريق ترامب من أجل إيجاد سبل تسمح بقطع علاقة موسكو بطهران. وبحسب ما أدلى به مسؤولون غربيون، فقد التقى ولي عهد أبو ظبي بالرئيس الروسي، خلال سنة 2016، بهدف حثّه على العمل أكثر مع كل من الإمارات والمملكة العربية السعودية، سعيا منهما لعزل إيران.

خلال اجتماع السيشل والأسابيع التي تلته، ظنّت الإمارات العربية المتحدة أن برنس كان متحصلا على “بركة” الإدارة الأمريكية الجديدة ليمثلها بصفة غير رسمية. أما بالنسبة للروسي المشارك في الاجتماع، فقد أفاد المسؤولون أن زايد كان على علم بقربه من بوتين، نظرا للعلاقات التي جمعت ولي عهد إمارة أبوظبي بكل من الرئيس الروسي والمقرب منه.

في زمن انعقاد اللقاء في السيشل، كانت الاتصالات الرسمية بين أعضاء إدارة ترامب الجديدة والحكومة الروسية خاضعة لبحث مكثف من قبل المحققين الفيدراليين والصحافة على حد سواء. وقبل أقل من أسبوع من اجتماع السيشل، أصدرت وكالات المخابرات الأمريكية تقريرا اتهمت فيه روسيا بالتدخل بصفة سرية في سير الانتخابات الرئاسية الأمريكية سنة 2016، وذلك بهدف مساعدة ترامب على الوصول إلى البيت الأبيض.

أما مكتب التحقيقات الفيدرالي، فقد كان يقود حينها تحقيقا حول الاتصالات التي جمعت مايكل فلين بسيرجي كيسلياك، وهو ما كشف عنه صحفي يعمل لدى واشنطن بوست، يدعى ديفيد اغناتيوس، لأول مرة في 12 كانون الثاني/يناير، بالتزامن مع انعقاد اجتماع السيشل. في الحقيقة، درس ترامب إمكانية طرد مايكل فلين متهما إياه بتضليل نائب الرئيس بينس وأشخاص آخرين فيما يتعلق باتصالاته مع كيسلياك. أما سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن، يوسف العتيبة، فقد رفض التعليق على الأمر.

من جهتهم، أعرب المسؤولون الحكوميون في السيشل عن جهلهم بانعقاد أي لقاءات بين شركاء كل من ترامب وبوتين في البلاد في 11 كانون الثاني/يناير الماضي. لكنهم أوضحوا أن المنتجعات الفاخرة فى الجزيرة تعتبر مكانا مثاليا لعقد اجتماعات سرية، على غرار تلك التي تحدث عنها المسؤولون الأمريكيون، والأوروبيون، والعرب.

في هذا الإطار، تحدّث وزير السيشل للشؤون الخارجية، باري فور، قائلا: “لا أستغرب حدوث هذا الأمر على الإطلاق، باعتبار أنه بإمكانك قضاء وقتا ممتعا في السيشل بعيدا عن وسائل الإعلام. في الحقيقة، هذه تجد هذه الميزة في المطبوعة الخاصة بتسويقنا السياحي، إلا أنني أظن أن الصحافة قد نجحت هذه المرة في رصد الأمر”. ومن جهته، وصف ترامب التحقيقات حول تلاعب روسيا بنتائج الانتخابات بأنها “أخبار كاذبة”.

في الواقع، يبدو التكتم حول اجتماع السيشل استثنائيا، نظرا لتفاعل كبار مستشاري ترامب، بما في ذلك فلين وكوشنر، مع المسؤولين الروس في الولايات المتحدة، خاصة أولئك المتواجدين في برج ترامب، الذي يقع في نيويورك. في هذا السياق، قال كبير مديري مجلس الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إدارة أوباما، ستيفن سيمون إن “العلاقات التجارية التي تربط بعض الأفراد المقربون بالقادة السياسيين تعد بمثابة أداة دبلوماسية عفا عليها الزمن”.

في هذا الصدد، قال مسؤولون أمريكيون سابقون إنه “في حين امتنع برنس عن لعب دورٍ مباشرٍ في فريق ترامب الانتقالي، إلا أن اسمه تتردد بشكل متواتر خلال المناقشات الداخلية الأمريكية. وقد بدا برنس خلالها كأنه يعمل كمستشار خارجي له آراء قيّمة حول مجموعةٍ من القضايا، على غرار الخطط المتعلقة بإصلاح جهاز الاستخبارات الأمريكي.

فضلا عن ذلك، يبدو أن برنس يملك علاقات وثيقة خاصة مع ستيفن بانون، حيث ظهر عدة مرات، خلال السنة الماضي، كضيف على محطة الراديو التي يملكها ستيفن. علاوة على ذلك، تصدر برنس عدة مقالات تعود لصحيفة برايت بارت الأمريكية، التي كان بانون يديرها قبل انضمامه إلى حملة ترامب. وفى مقابلة مع بانون في يوليو/ تموز، قال برنس إن “الذين يسعون إلى تركيز قيادة أمريكية قوية يجب أن ينتظروا حتى يناير/ كانون الثاني على أمل أن ينجح ترامب في الانتخابات”. بالإضافة إلى ذلك، انتقد مؤسس شركة “بلاك ووتر” الرئيس باراك أوباما قائلا إن “الإرهابيين والفاشيين تمكنوا من الفوز علينا بسبب السياسات التي اعتمدها أوباما آنذاك”.

قبل أيام من انتخابات شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، ظهر برنس في برنامج بانون، مرة أخرى، حيث صرح أن “مصادر موثوق فيها” داخل إدارة شرطة مدينة نيويورك أخبرته بأنهم يستعدون لاعتقال عضو الكونغرس السابق، أنتوني وينر، على خلفية تبادله لرسائل جنسية مع قاصر. في المقابل، لم يتم إلى الآن اعتقال وينر.

كما قدم برنس ضمانات لا أساس لها من الصحة حول المعلومات الخطيرة التي تم العثور عليها على أجهزة حواسيب وينر التي من شأنها أن تورط هيلاري كلينتون ومساعدتها المقربة، هما عابدين، التي كانت متزوجة من وينر. فضلا عن ذلك اعتبر برنس، عابدين أنها عميلة متعاطفة مع جماعة الإخوان المسلمين”.

وتجدر الإشارة إلى أن برنس وعائلته كانوا من الممولين الرئيسيين للحزب الجمهوري خلال سنة 2016. كما أفاد تقرير أصدره مركز السياسة المستجيبة أن الأسرة قدمت أكثر من 10 ملايين دولار لمرشحي الحزب الجمهوري، ولجنة العمل السياسي، بما في ذلك نحو 2.7 مليون دولار من شقيقته، بيتسي ديفوس، وزوجها.

عموما، بنا والد إريك برنس، إدغار برنس، ثروته من خلال شركة قطع غيار السيارات، حيث أن بيتسي تزوجت من ريتشارد ديفوس، وريث ثروة أمواي. وكان إريك برنس قد أبرم عقودًا مربحةً مع حكومة الإمارات العربية المتحدة، فضلا عن أنه دفع مبلغًا قدره 529 مليون دولار للمساعدة في جلب مقاتلين أجانب، وتجميع قوة داخلية شبه عسكرية، قادرة على تنفيذ عمليات سرية بهدف حماية المنشآت الإماراتية من الهجمات الإرهابية.

قال السفير الأمريكي السابق لدى روسيا، مايكل ماكفول، إنه تم إجراء العديد من المحادثات مع أشخاص مقربين من إدارة ترامب حول إمكانية عرقلة العلاقات الثنائية بين روسيا وإيران

يبدو أن إدارة ترامب والإمارات العربية المتحدة تجتمعان حول إيران. وفي هذا الصدد، قال مسؤولون حاليون وسابقون إن “مستشاري ترامب ركزّوا طوال هذه الفترة الانتقالية على البحث عن سبل تساعد على زعزعة العلاقات بين موسكو وطهران”.

وفقا لما ذكره مسؤول سابق في المخابرات الأمريكية، التقى بمسؤولي فريق ترامب الانتقالي، فإن موضوع “فصل روسيا عن إيران كان هدف مشتركا لكلا الطرفين”. وأضاف المسؤول السابق أن “الاهتمام بهذه النقطة هو أمر سابق لأوانه، فضلا عن أنه كان لديهم موقف سياسي واضح تجاه إيران، وهو ما أعتبره غريبا نوعا ما، نظرا لأنهم لم يستشيروا خبراء في حكومة الولايات المتحدة الذي من شأنهم أن يبيّنوا لهم إيجابيات وسلبيات هذا النهج الذي سيسلكونه”.

في شأن ذي صلة، قال السفير الأمريكي السابق لدى روسيا، مايكل ماكفول، إنه تم إجراء العديد من المحادثات مع أشخاص مقربين من إدارة ترامب حول إمكانية عرقلة العلاقات الثنائية بين روسيا وإيران. وتابع ماكفول قائلا إن “ذلك لا يصبّ في مصلحة روسيا على الإطلاق، حيث أنها تحظى بعلاقة وطيدة مع إيران، خاصة وأنها تعدّ حليفها في القتال في سوريا، فضلا عن أنها تمثل أبرز مستورد للأسلحة الروسية. لذلك، لا يمكن أن ننكر أن إيران تُعتبر شريكا استراتيجيا هاما لروسيا في الشرق الأوسط”.

في أعقاب اجتماع نيويورك الذي دار بين الإمارات ومساعدي ترامب، تنامى التقارب بين الشيخ زايد وبرنس، الذي قال إنه بإمكانه اتخاذ قرارات نيابة عن الرئيس المنتخب ولكن بصفة غير رسمية، وذلك وفقا لما ذكره بعض المسؤولين. فضلا عن ذلك، أعرب إريك برنس عن رغبته في أن يقوم الشيخ زايد بترتيب اجتماع مع موسكو. وقد وافق الشيخ زايد، واقترح جزر السيشل كمكان للاجتماع، نظرا لأن هذا اللقاء يجب أن يحدث في كنف السرية، بعيدا عن الأضواء الإعلامية. وفي هذا السياق، قال موظفو الشيخ زايد خلال حديثهم مع وكالة فرانس برس أن “الشيخ زايد أراد أن يلعب دور الوسيط، ويقدم يد المساعدة”.

في الحقيقة، يملك كل من أغنياء روسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة نفوذا كبيرا في هذه الجزر، حيث يملك الملياردير الروسي، ميخائيل بروخوروف نورث آيلاند، حيث أمضى الأمير وليام ودوقة كامبريدج كاثرين شهر العسل، سنة 2011. فضلا عن ذلك، قام الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ببناء قصر على قمة التل يطلّ على سلسلة هذه الجزر.

من جانب آخر، منح العديد من أثرياء الإمارات مئات الملايين من الدولارات إلى جزر السيشل خلال السنوات الأخيرة من أجل تحسين خدمات الصحة العامة في الجزر وتنمية الإسكان. ووفقا لما ذكره مسؤولون من جزر السيشل، يملك الشيخ زايد حصةً من سلسلة فنادق “سيشل فور سيزونز”، وهي مجموعة من الفيلات الخاصة المنتشرة على تلّة خضراء على الشاطئ الجنوبي للجزيرة الرئيسية، وتطل على المحيط الهندي. والجدير بالذكر أن الفندق يقع على شاطئ خاص بعيدا عن أقرب طريق عام.

على صعيد آخر، يقول المسؤولون الأمريكيون الحاليون والسابقون الذين عملوا بشكل وثيق مع الشيخ زايد، الذي غالبا ما يشار إليه باسم “مبز” إن الشيخ زايد لم يقم بترتيب اجتماع في 11 كانون الثاني/ يناير دون الحصول على “الضوء الأخضر” مسبقا من كبار مساعدي ترامب وبوتين، إن لم يكن من القادة أنفسهم.

بالإضافة إلى ذلك، قال أحد رجال الأعمال الأمريكيين، الذي يعرف الشيخ زايد، ورفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع إن “”مبز” كان حذرا جدا”. وأضاف أن “هذا الاجتماع لم يكن ليحصلَ، لو لم تكن هناك قبول من كلا الطرفين”. في الواقع، اعُتبر اجتماع السيشل مثمرا من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا، بيد أنه تم التخلي، في الوقت الحالي، عن فكرة تنظيم اجتماعات أخرى مماثلة بين مسؤولي برنس وبوتين، نظرا لأنه حتى الاتصالات غير الرسمية بين ترامب وبوتين أصبحت “بمثابة خطر سياسي”، وفقا لما ذكره بعض المسؤولين.

المصدر: واشنطن بوست-ترجمة نون بوست

بقلم: آدم انتوس وغريك ميلر وكيفن سيف وكارين دي يونع

 

 

هذا المقال لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق