بقلم: يوسف الكويليت
الحل السياسي في سوريا لن يأتي بسهولة مع أن الرغبة الأمريكية الروسية تلتقي عند مشروع رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب، وتمنع الأسد لا يرجع فقط لاعتقاده أن النظام سينتصر، وهو الذي يفهم أنه لا يسيطر على أكثر من ثلث سوريا، لكنه يفهم أن حالة السقوط ستفتح ملف مجازر حماة واحتلال لبنان وتفتيت وحدته الوطنية، وما جرى من اغتيالات ونهب أموال، وكذلك ما حدث في الأردن من محاولة زعزعة أمنه، وما جرى للعراق أثناء حكم الرئيس صدام حسين، أو لعب دور تعزيز نفوذ القاعدة في العراق اثناء الاحتلال، والذي تحول مع نظام المالكي، بعد الثورة إلى حليف داعم.
كذلك الأمر مع الحلف الخفي مع إسرائيل سراً، وإعلان مقاومتها في العلن، واحتضان قيادات حماس فقط لالتقاء خطط إيران معها، والتورط مع حزب الله في العديد من الاغتيالات والتفجيرات.
الوضع السوري اختلفت التفسيرات والآراء حوله، فالخلاف الأطلسي مع روسيا والصين، يختلف عن حروب الايديولوجيا القديمة بين الشيوعية والرأسمالية، وبدأ مع سوريا حرب توزيع الأدوار وتقاسم النفوذ، تجاه الغرب وأمريكا أكثر نفوذاً في العالم حتى في محيط روسيا أي جمهورياتها القديمة وحتى الصين تعرف أنها محاطة بدول تتحالف علناً مع أمريكا عسكرياً وفتحت أراضيها وأجواءها لقواعد جوية وبحرية، وتبقى الصين، تجارياً أفضل من وضع روسيا في توسيع قاعدتها الاقتصادية حتى داخل أسواق الغرب الرأسمالي، لكن الجانب السياسي بقي يترجم من يصل إلى المواقع الحساسة في العالم، وسوريا مهمة لروسيا لأنها تجاور تركيا التي تعد أكبر قاعدة للأطلسي تجاورها ووجودها في سوريا يعادل القوة معها.
وتأتي إسرائيل، والتي رغم وجود صراع بينها وبين روسيا، إلا أنها تبقى قاعدة للغرب أيضاً، والتقرب من العرب يأتي بتزويدهم بالسلاح وسوريا بالدرجة الأولى مع العراق والجزائر، هم سوقها لكن فقدان ليبيا لا يعوضه إلا سوريا، لكنها مع الثورة، وتأييد الأسد بدأت تزن الأمور بميزان المصالح الاستراتيجية، وروسيا، رغم أن خصومها لم يدخلوا في حرب ساخنة، وأبقوا عليها باردة تتخذ شكل المناورة، لكن يبدو أن الروس يدفعون ثمن خسائرهم في المنطقة بالتقسيط، ولذلك أصبحت مباحثات ما تحت الطاولة مع أمريكا تتم ليست فقط لإنهاء المشكل السوري، وإنما إعادة جدولة العلاقات على أسس ما بعد إثارة الحروب والتي تخلت عنها حكومة أوباما نهائياً، إلا ما يتداول من استعمال الضغط السياسي والتهديد بالعسكري مع إيران، لكن يبدو أن أن إنهاء الأزمة السورية باتفاق الطرفين إحدى الوسائل بإضعاف الجانب الإيراني، ومع المصالح وتحقيقها تنتهي الخلافات مهما كانت بين الخصمين اللدودين.