يبحث الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم في البيت الأبيض الملف السوري مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. يأتي ذلك بينما تحاول واشنطن وموسكو حشد التأييد لمفاوضات الحكومة والمعارضة في سوريا وكذلك البلدان الأخرى المعنية، في ضوء الخطة الأميركية الروسية.
وصرح أردوغان قبيل مغادرته إلى واشنطن بأن الملف السوري سيكون ضمن الموضوعات الرئيسة التي سيناقشها مع أوباما, وأشار إلى أن بلاده تضررت أكثر من أي دولة أخرى جراء أزمة سوريا.
يأتي لقاء أوباما وأردوغان في وقت تستمر المشاورات واللقاءات بين الأطراف المعنية بالأزمة السورية للاتفاق على مخرج في ضوء مشروع أميركي روسي لعقد مؤتمر دولي يرتكز على اتفاق جنيف الذي تم التوصل اليه في يونيو/حزيران 2012 وينص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
مباحثات سلام:
وقد أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف خلال لقاء بينهما أمس في كيرونا بالسويد أن بمقدورهما إطلاق مباحثات سلام بشأن سوريا.
وصرح كيري للصحفيين بعد اللقاء قائلا “كلانا مفعم بالأمل بأنه خلال فترة قصيرة ستتهيأ الظروف حتى يكون لدينا فيما هو مأمول بديل للعنف والدمار الذي تشهده سوريا في الوقت الحالي”.
وأخبر لافروف بدوره الصحفيين بأنه “يشاطر إلى حد كبير” نظيره الأميركي في التقييمات التي عرضها، مشيرا إلى أن واشنطن وموسكو تحاولان حشد التأييد لمفاوضات الحكومة والمعارضة في سوريا وكذلك البلدان الأخرى المعنية.
واعتبر كيري أن ما سماه المسعى من أجل السلام يقوم على صفقة ظلت خاملة منذ الإعلان عنها بجنيف في يونيو/ حزيران 2012 من أجل إقامة حكومة انتقالية في سوريا “ذات سلطات تنفيذية كاملة وبموافقة متبادلة”.
ومن جهته، دعا رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون إلى ضغط “عاجل” على السلطة والمعارضة في سوريا كي يقترحوا شخصيات يمكن أن تشارك في حكومة انتقالية.
وقال كاميرون -بعد محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون- إنه “يدعم كليا” المشروع الأميركي الروسي لعقد مؤتمر دولي يرتكز على اتفاق جنيف.
وفي نفس السياق طرحت فرنسا -وفق ما كشف أحد دبلوماسييها- اقتراحا يقضي بتخفيف حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي بالنسبة إلى المعارضة السورية مع تأجيل تنفيذ هذه الخطوة لتشديد الضغوط على دمشق حتى تتفاوض لوضع نهاية للأزمة.
يُذكر أن المعارضة السورية تشترط تنحي الرئيس السوري بشار الأسد قبل أي مفاوضات بشأن مستقبل البلاد، ومن المقرر أن يجتمع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في مدينة إسطنبول التركية الأسبوع القادم لدراسة موقفه من حضور محادثات جنيف الجديدة.
أما النظام السوري فيقول -مثلما عبّر عن ذلك وزير الإعلام عمران الزعبي في وقت سابق- إن المشاركة في المؤتمر المقترح مرهونة بمعرفة تفاصيل المقترح الروسي الأميركي، رافضا في الوقت نفسه مناقشة مستقبل الأسد خلال المؤتمر.
اجتماع الأردن:
تأتي التحركات الدبلوماسية الغربية في الوقت الذي يستعد تجمع” أصدقاء سوريا” إلى عقد مؤتمر بالأردن الشهر الجاري لمناقشة المبادرة الأميركية الروسية.
ويعتزم الوزير كيري حضور الاجتماع، وفق ما كشف متحدث باسم الخارجية الأميركية.
وتوقع وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال محمد المومني، في وقت سابق، أن تغيب المعارضة السورية عن حضور الاجتماع الذي سيعقد في عمان الأسبوع المقبل.
وقال المومني -ردا على سؤال حول مؤتمر أصدقاء سوريا وعن مشاركة المعارضة السورية فيه- “المعلومات الأولية تفيد أن المعارضة السورية لن تشارك بهذا الاجتماع”.
ولم يحدد الوزير الأردني يوم انعقاد الاجتماع الذي اكتفى بالقول إنه سيكون خلال “الأسبوع القادم”. غير أنه أكد أن الاجتماع يتزامن مع جولة لوزير الخارجية الأميركي بالمنطقة لبحث عدد من الموضوعات بينها عملية السلام