اختتمت الجولة الخامسة للمفاوضات السورية غير المباشرة في جنيف الجمعة، وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن الوفود المشاركة ناقشت بالتفصيل جدول الأعمال
المطروح، في حين تبادل وفدا المعارضة والنظام الاتهامات بشأن عدم تحقيق تقدم في هذه الجولة.
ونوقشت خلال ثمانية أيام المواضيع الأربعة الرئيسية لجدول الأعمال، وتشمل الحكم والدستور ومكافحة الإرهاب والانتخابات، كما قدم كل طرف للمبعوث الأممي رؤيته بشأن النقاط الأربع، حيث يـُنتظر أن تعقد جولة سادسة من المفاوضات في أواخر أبريل/نيسان.
وقال دي ميستورا إن كل الوفود المشاركة ناقشت بكثير من التفصيل جدول الأعمال خلال هذه الجولة، وأضاف في مؤتمر صحفي أن المطلوب من وفدي المعارضة والحكومة هو التقدم نحو الجوهر من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي.
واعتبر المبعوث الأممي أن هناك تقدما في المحادثات بين أطراف الأزمة السورية، رغم أن المفاوضات الفعلية لم تبدأ بعد، على حد تعبيره.
وأضاف “في هذه الجولة لا يمكن توقع أي انهيار في المحادثات أو نجاح كبير لها.. المهم هو أننا نتقدم في جوهر الأعمال، وهذا أمر لا ينبغي التقليل من شأنه ولا تجاهله”.
وكشف دي ميستورا للصحفيين عن عرض ورقة من الأمم المتحدة على أطراف المفاوضات، “وهي قابلة للتطوير ونحصل على تعليقات بشأنها”، موضحا أن جميع الأطراف أبدت استعدادها للعودة إلى جنيف لإجراء جولة جديدة من المفاوضات، التي سيتحدد موعدها بعد اجتماع المبعوث مع مجلس الأمن.
تصريحات المعارضة
وعقد الجمعة لقاءان منفصلان بين المبعوث الأممي ووفدي المعارضة والنظام كل على حدة، حيث قال رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري بعد اللقاء إن الوفد طرح رؤية إيجابية لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا، تتضمن أفكارا بشأن هيئة الحكم الانتقالي من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
ورأى الحريري أن “النظام الإرهابي” للرئيس بشار الأسد رفض مناقشة الانتقال السياسي خلال المفاوضات، وأكد مجددا أن الأسد مجرم حرب وأن المعارضة لا يمكن أن تقبل بأي دور للأسد وأركان نظامه في مراحل الحكم الانتقالي.
وأضاف “النظام حتى هذه اللحظة يرفض مناقشة أي شيء ما عدا التمسك بخطابه الفارغ عن محاربة الإرهاب، وهو أول من نسق وجذب الإرهاب إلى المنطقة، في حين يستمر في استخدام الأسلحة واستهداف المدنيين والحصار والتجويع والأسلحة الكيميائية”.
وقال الحريري إنه يجب أن يقدم المسؤولون عن المجازر في سوريا إلى العدالة، مضيفا “أقول للعالم أجمع إننا لن نتنازل عن سوريا جديدة خالية من الطغيان وكافة أشكال التطرف والإرهاب”.
وفد النظام
وفي مؤتمر صحفي آخر بجنيف، قال رئيس وفد النظام بشار الجعفري إنه كان يأمل تحقيق تقدم في هذه الجولة، غير أن ذلك لم يحدث، رغم تحقيق أمر جيد على حد وصفه هو نقاش القضايا الأربع إضافة إلى ورقة المبادئ العامة، مضيفا أن الوفد قدم أوراقا عديدة للمبعوث الأممي، أولها ورقة تتعلق بمكافحة الإرهاب، إضافة إلى ورقة مبادئ عامة للحل السياسي في سوريا.
وأضاف أن الأوراق التي قدموها تتعلق بإيجاد أرضية طبيعية للبدء بقضايا الدستور، وأن الوفد ناقش خلال الأيام الثمانية بالعناوين السلال الأربع.
وقال الجعفري للصحفيين “انتهت الجولة ولم نتلق رد الأطراف الأخرى على أي ورقة”، وأضاف “هذا لم يعد مستغربا، فهؤلاء لا يريدون مكافحة الإرهاب، ولا يريدون حلا سياسيا، إلا إذا كان هذا الحل السياسي على مقاس أوهامهم”.
وتابع “لم يكن هناك على ألسنتهم إلا كلمة واحدة، أو بالأحرى وهم، ألا وهو أن نسلمهم مفاتيح سوريا والسلطة في سوريا”.
الجزيرة+وكالات