قال سكان ونشطاء سوريون اليوم الأحد إن قتالاً عنيفاً اندلع بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في محافظة دير الزور الشرقية المنتجة للنفط، عشية انتخابات برلمانية تقول السلطات إنها تظهر أن الإصلاحات السياسية تجري في البلاد.
وبحسب “رويترز” قال السكان والنشطاء إن المعارضة المسلحة هاجمت بالقذائف الصاروخية مواقع للدبابات في شرق مدينة دير الزور رداً على هجوم الجيش ضد بلدات وقرى في المحافظة القبلية الواقعة على الحدود مع العراق أسفر عن إستشهاد العشرات، ومنع آخرين من الحصول على الإمدادات والرعاية الطبية.
وقال غيث عبدالسلام، الناشط المعارض الذي يعيش قرب طريق غسان عبود الدائري الذي أصبح مركزاً للقتال في المدينة ليس لدينا عدد للشهداء لا أحد يجرؤ على الخروج إلى الشوارع.
وأضاف أن حدة القتال تراجعت في الصباح الباكر بعد أن استمرت خلال الليل، وحوصر السكان والغضب يتزايد.
وما زال الجيش السوري يحتفظ بدبابات وأسلحة ثقيلة في المدن والبلدات في مخالفة لوقف إطلاق النار، الذي يراقبه فريق من مراقبي الأمم المتحدة، كما تواصل المعارضة المسلحة هجماتها على القوافل العسكرية ونقاط التفتيش التابعة للجيش التي عزلت مناطق واسعة من سوريا، حسب شهود عيان ومصادر بالمعارضة.
ووصل 50 من أصل 300 مراقب تابعين للأمم المتحدة إلى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في 12 أبريل/نيسان لكن وجودهم لم يوقف العنف تماماً.
وتتحدث السلطات عن الانتخابات البرلمانية التي تجرى يوم الاثنين باعتبارها نموذجا لهذا الإصلاح.
لكن المعارضة تقول إن هذه الإصلاحات لن تغير كثيرا في برلمان يصدق على ما تفرضه الحكومة آليا، وقد اختارت أسرة الأسد الحاكمة أعضاءه وتدعمه الشرطة السرية القوية منذ أربعة عقود.
ولا يضم البرلمان في الوقت الحالي أي عضو معارض، وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن نصف المقاعد سيخصص للعمال والفلاحين الذين يسيطر حزب البعث الذي يتزعمه الأسد على نقاباتهم.
وقال باسم إسحق الناشط المعارض، الذي خسر في الانتخابات البرلمانية عامي 2003 و2007 إن شيئا لم يتغير، وإن النظام السياسي في سوريا ما زال فاسداً بشكل كامل، وإن نتيجة الانتخابات ستكون محددة سلفاً.
وأضاف أن هناك مقاعد قليلة جدا للمستقلين وأن هذه المقاعد ستؤول إلى الأسهل انقيادا.
وزار وزير الداخلية السوري محمد نضال الشعار مدينة حلب الشمالية اليوم الأحد وقال إن المدينة التجارية والصناعية المهمة مستعدة للانتخابات.
وقال الشعار الذي أحاط به مسؤولون انتخابيون متحدثا لوسائل الإعلام الحكومية إن كل الموارد قد أتيحت لضمان مرور العملية الانتخابية بسهولة ويسر.
وامتدت الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى حلب بعد أن أستشهد7 طلاب من المحتجين في جامعة حلب الشهر الماضي على أيدي قوات الأسد. ويقول شهود عيان إن مظاهرات الشوارع التي تطالب بسقوط الأسد تتزايد في أنحاء البلاد بعد وصول المراقبين.
وما زالت النخبة الحاكمة تملك خطوط إمداد مفتوحة من العراق ولبنان في مواجهة العقوبات الغربية.
ومن المقرر أن يزور مراقبو الأمم المتحدة بلدة الزبداني بالقرب من الحدود اللبنانية بعد يوم من زيارتهم لدوما، وهي بلدة أخرى كانت معقلا للمعارضة المسلحة، لكنها عادت تحت سيطرة القوات الحكومية.