قالت مصادر إن ما يعرف بـ قوات سوريا الديمقراطية بقيادة كردية انسحبت من المدخل الشمالي لسد الفرات في مدينة الطبقة بريف الرقة شمال شرق سوريا، وذلك بعد تعرضها لعمليات
قنص وقصف من تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت قوات سوريا الديموقراطية -التي تقودها وتشكل عمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية- بثت صورا تظهر سيطرتها على المدخل الشمالي للسد، وعلى مأخذ قناة البليخ بالقرب من مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي.
وتأتي هذه التطورات بعد إنزال جوي نفذته قوات كردية وأميركية في الضفة الغربية لنهر الفرات لانتزاع السد المقام عليه ومدينة الطبقة من تنظيم الدولة.
وتزامنت هذه التطورات العسكرية مع إعلان مصادر محلية سورية مقتل 140 مدنيا وإصابة العشرات بجروح جراء غارات لطائرات التحالف الدولي استهدفت مناطق سيطرة تنظيم الدولة في مدينتي الطبقة والمنصورة بريف الرقة الغربي، وذلك خلال الـ 72 ساعة الماضية.
وطبقا للمصادر المحلية فإن القصف استهدف أسواقا شعبية وأفرانا ومدارس تؤوي نازحين في تلك المناطق، وقد أعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة أنه يعتزم التحقيق في تقارير تحدثت عن سقوط مدنيين في هجوم نفذته طائراته في محافظة الرقة وأسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين.
وتقع الطبقة على بعد نحو أربعين كيلومترا غربي الرقة معقل تنظيم الدولة في سوريا، وقد سيطر التنظيم على سد الطبقة المعروف أيضا بسد الفرات أكبر سد في سوريا، والقاعدة الجوية القريبة منه في أوج توسعه في سوريا والعراق عام 2014.
إنزال جوي
ذلك وإن الإنزال الجوي الأميركي الكردي نفذ على بعد نحو 15 كيلومترا من السد في مدينة الطبقة ليل الثلاثاء، حيث أقامت قوات سوريا الديمقراطية قاعدة هناك للتقدم منها نحو منطقة الطبقة.
وقال المتحدث باسم “قوات سوريا الديمقراطية” طلال سيلو أن مقاتليه لم يصلوا بعد لمدينة الطبقة أو المطار والسد القريبين. ووصف الأهداف الثلاثة بأنها ذات أهمية إستراتيجية وقال إن قواته تخطط لإصلاح المطار واستخدامه بمجرد السيطرة عليه.
وتسعى قوات كردية تقود قوات سوريا الديمقراطية منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لتطويق مدينة الرقة بدعم من قوات خاصة أميركية وضربات جوية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة.
ويبدو أن وتيرة الحملة في تسارع، بينما تقترب حملة تدعمها الولايات المتحدة في العراق من طرد تنظيم الدولة من مدينة الموصل.
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على مناطق في شمال سوريا تشمل بالكامل تقريبا مدينتي الحسكة والقامشلي، حيث يوجد مطار لا يزال تحت سيطرة النظام السوري.
وتعد مدينة الطبقة معقلا لتنظيم الدولة ومقر أبرز قياداته، وتبعد نحو خمسين كيلومترا عن مدينة الرقة. وقبل نحو أسبوع، أعلنت وحدات حماية الشعب أن الهجوم على مدينة الرقة سيبدأ مطلع أبريل/نيسان القادم.
الجزيرة+وكالات