دعا ممثلو 76 رابطة ومنظمة إسلامية في اجتماع عقده المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي في القاهرة إلى النفرة والجهاد بالنفس والمال والسلاح لنصرة الشعب السوري وإنقاذه مما أسموه إجرام نظام طائفي.
واعتبر بيان العلماء أن تدخل إيران وحزب الله في سوريا “بمثابة حرب معلنة على الإسلام والمسلمين عامة”. كما دعا الثوار في سوريا إلى نبذ الفرقة وتغليب المصلحة العامة على الخاصة.
كما دعا البيان شعوب الأمة الإسلامية إلى مقاطعة البضائع والشركات والمصالح الإيرانية.
وقد وقع على البيان ممثلو الروابط الست والسبعين، على رأسها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والإخوان المسلمون ورابطة علماء الشام واتحاد علماء أفريقيا وهيئة علماء المسلمين بالعراق والمؤتمر الدولي لنصرة الشعب الأحوازي.
وتمثل المنظمات والهيئات المشاركة في الاجتماع دول الكويت ومصر وفلسطين وليبيا والجزائر والسودان والعراق والأردن.
وضمن فعاليات المؤتمر شكلت ورش عمل من الهيئات المشاركة لبحث كيفية وضع البيان ومقررات المؤتمر موضع التنفيذ. وأشار إلى أن البحث يتناول كيفية فتح مسارات إلى سوريا لإغاثة المنكوبين وكيفية إمداد الثوار بالسلاح.
عدوان سافر:
كما أكد البيان وجوب العمل على وحدة المسلمين عموماً في مواجهة هذه الجرائم واتخاذ الموقف الحازم الذي ينقذ الأمة ويبرئ الذمة أمام الله، معتبرا أن “ما يجري فى أرض الشام من عدوان سافر من النظام الإيراني وحزب الله وحلفائهم الطائفيين على أهلنا في سوريا، يُعد حربا معلنة على الإسلام والمسلمين عامة”.
وشدد بيان علماء الأمة على ضرورة “ترك الفرقة والاختلاف والتنازع بين المسلمين عموماً وبين الثوار والمجاهدين في سوريا خصوصاً، وضرورة رجوعهم جميعاً عند التنازع إلى الكتاب والسنة والتسليم لحكمهما، وتغليب جانب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة”.
وأشاد بموقف تركيا وقطر وطالب حكومات العرب والمسلمين ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بموقف حازم “ضد النظام الطائفي المجرم”، وسرعة إغاثة الشعب السوري وثواره بكل ما يحتاجون إليه من عتاد وسلاح لصد عدوان النظام الظالم وحلفائه ووقفه، وكذا قطع التعامل مع الدول المساندة له كروسيا والصين وإيران وغيرها، وقبول تمثيل سفراء للثوار السوريين والشعب السوري.
ودعا البيان شعوب العالم الإسلامي إلى مقاطعة البضائع والشركات والمصالح الإيرانية انتصارا لدماء الشعب السوري المظلوم، كما دعا قادة الفكر والرأي والسياسة والمؤسسات الإعلامية والأدبية إلى تبني القضية السورية على الأصعدة كافة، وتعريف المسلمين بحقيقة ما يجري وما يتعرض له الشعب السوري من القهر والعذاب والنكال والقتل والتشريد.
ووجه المجتمعون في القاهرة رسالة إلى أفراد الجيش السوري تذكره بحرمة دماء الأبرياء وتطالبه بالانسحاب من جبهات القتال ضد الشعب، كما ذكروا الأمم المتحدة والهيئات الدولية بمسؤولياتهم الدولية والإنسانية بإدانة وتجريم وإيقاف ما يحدث في سوريا، مع مطالبة منظمات العمل الخيري والإنساني بنجدة وإغاثة المنكوبين السوريين.
واختتم البيان بالإشارة إلى اتفاق المجتمعين على تشكيل لجنة خاصة منبثقة عن هذا المؤتمر لزيارة قيادات الدول والعمل على متابعة مقررات وتوصيات المؤتمر والسعي لتحقيقها.
وثائق:
وفي تعليق على مضمون البيان، قال الداعية السعودي محمد العريفي إن الوثائق المرئية والمكتوبة التي عرضت تفيد بأن من أسماهم الرافضة الصفويين “لن يكتفوا بسوريا، بل سيلتفتون إلى مصر ودول الخليج ومكة والمدينة”.
وأشار إلى أن العلماء الذين حضروا اجتماع القاهرة يتبعهم جمهور غفير، مضيفا أن من يقرأ البيان يتأكد أنه يتضمن التوجه إلى الشعوب، مشددا على أن “الثورة السورية وصلت إلى مرحلة خرجت فيها من قبضة الحكام”.
وقال أيضا إن اجتماع القاهرة حضره “بعض قادة الكتائب التي تقاتل في سوريا، ومحسنون ممن أوتوا أموالا يدعمون فيها ثوار سوريا”.
حملة كويتية:
بموازاة ذلك أطلقت تيارات إسلامية كويتية حملة شعبية لمقاطعة المنتجات الإيرانية احتجاجا على موقف طهران من الحرب في سوريا ودعمها لحزب الله اللبناني الذي يشارك في القتال إلى جانب القوات النظامية هناك. وتواجه الحملة التي بدأت قبل يومين مواقف شعبية وتجارية متباينة، حيث لم تنضم إليها أغلب الجمعيات التعاونية، بينما بدا الشارع الكويتي منقسما تجاهها.
وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه الداعية الشيخ يوسف القرضاوي قد دعا الجمعة الماضية إلى “يوم غضب ونصرة” للشعب الجمعة.
وسبقت ذلك دعوة مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ لساسة وعلماء العالم إلى اتخاذ خطوات “تردع” ما وصفه بعدوان حزب الله في سوريا، وقال “إن هذا الحزب انكشف بما لا يدع مجالا للشك أنه حزب عميل لا يرقب في مؤمن إلاًّ ولا ذمة”.
وفي نفس السياق طالب الشيخ عبد الله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحكومة الأميركية “بالتحرك العاجل” لرفع الظلم عن السوريين، وذلك في لقاء خاص عقده أمس الأربعاء في البيت الأبيض بدعوة رسمية من وزارة الخارجية الأميركية.