صعّد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لهجته تجاه سوريا، وقال في تصريحاته اليوم إن إدارة الأسد أصبحت تهدد تركيا وأمنها، وإن “أي قوات سورية تقترب من حدودنا
سنتعامل معها كهدف عسكري”.
وأكد مساعدته للشعب السوري على التخلص من ديكتاتوره وتقديم كافة الدعم اللازم لتحرير الشعب السوري من الديكتاتورية، وأضاف أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث، مبيناً أن الادارة السورية ظالمة ومستبدة، وقال إن بشار الأسد حاول المراوغة ولم يفِ بوعوده في تطبيق خطة عنان، وطالب كذلك الأحزاب السياسية التركية بعدم التماس الأعذار لإدارة الأسد.
وأكد أردوغان أن تركيا ليست عميلة لأحد في موقفها تجاه الأزمة السورية، وقال: “تركيا بلد صديق ولكن غضبها شديد وليست دولة عدوانية مع دول الجوار”، مؤكداً تعزيز العلاقات مع باقي دول المنطقة، ونافياً أن يكون لها أي مطامع فيها.
وتحدث عن مروحيات سورية اخترقت الأجواء التركية 5 مرات ولم يردوا عليها، وأضاف أن طائرة استطلاع تركية استهدفتها سوريا أمس وأسقطت دون أن تتلق تحذيراً من الجانب السوري، مشيراً لوجود أدلة على أن الطائرة التركية أسقطت خارج المجال الجوي السوري فوق المياة الدولية.
ووصف أردوغان موقف المسؤولين السوريين بعد إسقاط الطائرة التركية بالعدواني، وأكد أن تركيا تحتفظ بحقها وفقاً للقانون الدولي على إسقاط طائرتها، وقال: “ماضون في اتصالاتنا مع جهات دولية عدة بشأن ردنا”.
شكوى لمجلس الأمن:
يذكر أن تركيا قدمت شكوى الى مجلس الأمن لإسقاط سوريا إحدى مقاتلاتها، في الوقت الذي يعقد حلف شمال الأطلسي اجتماعاً اليوم دعت إليه أنقرة لبحث موضوع إسقاط سوريا طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو التركي.
وقبيل هذا الاجتماع أعلنت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، أنها ستعمل مع أنقرة على محاسبة سوريا على إسقاطها المقاتلة والتي يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه كان متعمداً.
وبينما تجنب كارني الإجابة عن الأسئلة بخصوص ما يعتقد أنه الرد المناسب على الحادث الذي أدى الى اشتداد التوتر بين أنقرة ودمشق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند في إفادة صحافية، إن واشنطن ستنصت لحليف طلب التشاور ثم تتحرك بناءً على ذلك.
ومن جهة أخرى قال بولنت أرينج، نائب رئيس الوزراء التركي، إن أنقرة ستحاول إقناع حلف شمال الأطلسي بأن يعتبر قيام سوريا بإسقاط المقاتلة التركية هجوماً على الحلف بأكمله.
وأضاف أن أنقرة لا تسعى إلى إعلان الحرب على أي طرف كان، وهي لن تتخذ إجراءً يخرج عن الشرعية الدولية.
دعم الناتو:
من جهة أخرى أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) دعمه لتركيا وندد بـ” أشد العبارات” بإسقاط الجيش السوري طائرة عسكرية تركية، لكنه أكتفى بالدعم وتوعد بمراقبة التطورات مستقبلا، وذلك فيما أبلغت أنقرة مجلس الأمن أن الهجوم السوري على طائرتها عمل عدائي ويهدد الأمن في المنطقة، وهو ما أكده رئيس الوزراء التركي في خطاب اليوم هاجم فيه نظام دمشق بقوة بسبب الحادث وتوعد بالرد في حال أي انتهاك لحدود بلاده.
في بروكسل قال الأمين العام لحلف الناتو أندريس فوغ راسموسن إن الحلف الذي أنهى اجتماعا عقده اليوم بطلب من تركيا، يدين بـ” أشد العبارت إسقاط الدفاعات السورية طائرة استطلاع تركية”، مشيرا إلى مندوبي الدول الأعضاء ناقشوا الطلب التركي استنادا للمادة الرابعة من المعاهدة المؤسسة للحلف التي تخول أي دولة عضو طلب مشاورات عاجلة، إذا “تعرضت وحدة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها للتهديد”.
وأضاف ردا على أسئلة الصحفيين أن المادة الخامسة من المعاهدة لم تناقش في الاجتماع، وهو ما يعني أن الحلف لن يمضي باتخاذ أية إجراءات ذات طابع عسكري ضد سوريا، لكنه أردف بالقول “سنراقب الأحداث عن كثب ونتشاور ونناقش ما يمكن عمله”. وتنص المادة الخامسة من معاهدة الناتو على أن كل دولة عضو فيه يجب أن تعتبر تعرض أي بلد منه لهجوم كعمل موجه ضد الأعضاء كافة, وتتخذ التدابير اللازمة لمساعدة الدولة التي تعرضت لهذا الهجوم.
وقال راسموسن إن الوضع لن يستمر بالتصاعد، وإن ما حصل غير مقبول مشيرا إلى أنه يتوقع من سوريا اتخاذ إجراءات لتجنب تكرار الحادث.
وجاء موقف الناتو في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده سترد بحزم على إسقاط طائرتها، واصفا الحادث بانه “عمل عدواني” و”اعتداء جبان”، متوعدا بالرد في حال أي انتهاك لحدود تركيا.