يبحث المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي مع جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأزمة السورية على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني، وسط غموض بشأن احتمال عقد اجتماع رباعي يشارك فيه زعيم ائتلاف المعارضة السورية معاذ الخطيب.
وقال الإبراهيمي خلال جلسة مداولات في ميونيخ اليوم، إنه سيعقد لقاءات ثنائية مع بايدن ولافروف على هامش المؤتمر، معربا عن تشاؤمه من إيجاد حل سريع للأزمة السورية المستمرة منذ نحو 23 شهرا.
وأضاف خلال الجلسة التي شارك فيه الخطيب أنه يعي حجم الصعوبات “بالنسبة لهذا البلد الذي يتفتت كل يوم دون أن نستطيع إيجاد حل له”، مؤكدا من جديد أن الحل يجب أن يأتي من مجلس الأمن الدولي، وداعيا إلى تشكيل حكومة انتقالية تتمتع “بكامل الصلاحيات التنفيذية”.
في هذه الأثناء قللت موسكو والأمم المتحدة من شأن تقارير ذكرت أن اجتماعا مشتركا سيضم زعيم المعارضة السورية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ومسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا أثناء مؤتمر ميونيخ اليوم.
وكانت مصادر بالمعارضة السورية قالت أمس الجمعة إن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب سيلتقي مع لافروف وبايدن والإبراهيمي على هامش مؤتمر ميونيخ.
وإذا حدث ذلك فستكون هذه أول مرة تجتمع فيها الولايات المتحدة وروسيا المختلفتان بشأن إمكانية مشاركة الرئيس بشار الأسد في أي حكومة انتقالية معا مع المعارضة.
وكانت مصادر رفيعة بالمعارضة قالت أمس إن الخطيب سيلتقي مع بايدن ولافروف والإبراهيمي على هامش مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا، لكن مسؤولا بالأمم المتحدة ودبلوماسيا روسيا قالا إنه لا توجد أي خطط لعقد اجتماع مشترك.
وجدد الخطيب موقفه الداعي إلى الحوار المشروط مع نظام الأسد، وقال “نحن مستعدون للاجتماع مع هذا النظام حول طاولة مفاوضات”، رافضا في الوقت نفسه أن يكون من سيمثل النظام السوري في هذه المفاوضات أشخاص “أيديهم ملطخة بالدماء”. وأضاف “علينا ان نستخدم كل الوسائل السلمية”.
وأتى تصريح الخطيب غداة إعلانه المفاجئ بأنه “مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس إو إسطنبول”، بشرط إطلاق 160 ألف معتقل وتمديد أو تجديد جوازات السفر للسوريين الموجودين في الخارج.
وكان جزء من المعارضة قد سارع إلى رفض مبادرة الخطيب، معتبرا أنها تتناقض مع مبادئ الائتلاف الرافضة للحوار مع نظام الأسد، غير أن الائتلاف عاد ووافق الجمعة -للمرة الأولى- على مبدأ الحوار مع النظام، مشددا في الوقت نفسه على أن أي حوار يجب أن يؤدي إلى تنحي الأسد.
وأمام جمع من كبار المسؤولين والدبلوماسيين في ميونيخ، انتقد الخطيب بشدة وقوف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي أمام ما يجري منذ نحو 23 شهرا في سوريا من نزاع مسلح بدأ انتفاضة شعبية وتحول إلى حربا بين المعارضة والنظام حصدت أكثر من 60 ألف قتيل، بحسب الأمم المتحدة.
وقال “من غير المقبول أن يقف المجتمع الدولي متفرجا على ما يجري للشعب السوري”، مضيفا أن “النظام مدعوم من صمت المجتمع الدولي وإذا ما استمر هذا الأمر فستكون عواقبه وخيمة على المنطقة”.