تتلاحق التحركات الدبلوماسية العربية والدولية تمهيدا لعقد مؤتمر دولي للسلام مقترح بشأن سوريا، نص عليه الاتفاق الأميركي الروسي.
إذ تعقد جامعة الدول العربية الخميس المقبل اجتماعا طارئاً لمناقشة الموضوع. يأتي ذلك في الوقت الذي تصر فيه موسكو على مشاركة إيران، وتهديد فرنسي بالمقاطعة، ورفض دول المنطقة لهذه المشاركة بشكل قاطع.
وأعلن أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة، أن وزراء خارجية قطر والجزائر والسودان ومصر وعُمان والعراق سيناقشون الاتفاق الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن لعقد هذا المؤتمر الذي يقضي بإطلاق حوار بين النظام الحاكم والمعارضة في سوريا.
وأضاف بن حلي أن السعودية والإمارات ستشاركان في اللقاء لمتابعة آخر المستجدات في ضوء الاتفاق الروسي الأميركي الذي حصل مطلع الشهر الجاري بموسكو.
وقد وافقت روسيا والولايات المتحدة بداية مايو/أيار الجاري على جمع النظام السوري والمعارضة على طاولة المفاوضات ضمن مؤتمر دولي لحل الأزمة الدائرة بالبلاد منذ أكثر من عامين، لكن لم يحدد موعد لذلك.
تمسك روسي:
وفي هذا السياق، أعلن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أمس أنه ناقش مع نظيره الأميركي جون كيري خلال لقائهما السابق بموسكو إمكانية مشاركة إيران في المؤتمر، وقال لافروف بمقابلة مع صحيفة “روسيسكايا جازيتا” نشرته اليوم الاثنين “إذا اعترفنا أن إيران لديها تأثير قوي جدا على ما يجري، فإنها تكون حينئذ ملزمة أن تكون ممثلة في المفاوضات كمشارك”.
وأضاف الوزير الروسي أنه قال ذلك لنظيره الأميركي وأن الأخير “اتفق مع هذا نوعا ما” لكنه أوضح -أي لافروف- أن عددا من الدول بالمنطقة يعارضون مشاركة إيران بشكل قاطع.
يُذكر أيضا أن فرنسا قالت في وقت سابق إنها ستعارض المؤتمر إذا شاركت طهران فيه.
ودعا لافروف – وفق ما أوردت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء- إلى تمثيل جميع الجماعات المعارضة بالمحادثات المرتقبة، بما في ذلك “تلك التي تناضل لتقسيم سوريا”.
وينتظر أن تتبلور المزيد من المواقف بشأن الاتفاق الأميركي الروسي خلال مؤتمر “أصدقاء سوريا” المقرر عقده الأربعاء المقبل بالأردن، والذي سيشارك فيه كيري.
كما أن المعارضة ستحدد موقفها باجتماعها المقبل بمدينة إسطنبول التركية الخميس المقبل. وصرح رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالإنابة جورج صبرا بوقت سابق أن من دعوا للمؤتمر ليست لديهم حتى الآن فكرة واضحة عنه. وأضاف “إذا لم يكن لدى المعارضة فكرة واضحة فلا يمكن لها أن تتخذ قرارا بشأن ما إذا كانت ستشارك”.
وبينما تتواصل التحركات العربية والغربية لعقد المؤتمر الدولي، تتمسك الأطراف المعنية داخل سوريا بموقفها، فالمعارضة تشترط تنحي الرئيس بشار الأسد لإطلاق أي حوار مع نظامه، لكن الأسد مصمم على البقاء في السلطة.
تسليح الثوار:
وبالتزامن مع التحركات الدبلوماسية لعقد مؤتمر السلام، تحاول بريطانيا ومن المحتمل فرنسا أيضا الأربعاء المقبل إقناع اجتماع قمة للاتحاد الأوروبي بالسماح لدول الاتحاد الـ27 بتسليح مقاتلي المعارضة.
وتنتهي حزمة كاملة من العقوبات الأوروبية ضد سوريا بالأول من الشهر القادم، ويقول دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي إن بريطانيا هددت بمنع تمديد إجراءات أخرى مثل الحظر النفطي إذا لم يتم رفع الحظر على تسليح الثوار.
يُذكر أن أي عمل يقوم به الاتحاد الأوروبي لابد وأن يكون بالإجماع، ويعارض الموقف البريطاني النمسا التي لها جنود لحفظ سلام بمرتفعات الجولان وتخشى على سلامتهم في حال سمح للدول الأوروبية بتسليح الثوار.
ومن المتوقع أن يتفق رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون على موقف فرنسي بريطاني مشترك مع الرئيس فرانسوا هولاند في باريس الثلاثاء عشية اجتماع القمة.
ويقول بعض الدبلوماسيين إن الفرنسيين أكثر حذرا من البريطانيين بشأن رفع حظر السلاح عن الثوار بسبب تخوفهم من أن يدفع ذلك روسيا لإرسال مزيد من السلاح إلى نظام الرئيس بشار الأسد، وربما تريد باريس ترك التفاصيل إلى ما بعد مؤتمر السلام حتى يمكن استخدام احتمال رفع الحظر كورقة ضغط على الأسد.