احتدمت المواجهات بين الجيش النظامي السوري وقوات المعارضة المسلحة، قرب منطقتي نبل والزهراء، وهما منطقتان ريفيتان خارج حلب، وذلك وسط توقعات باتساع نطاق المواجهات, مع الكشف عن استعدادات
النظام لعمليات واسعة.
وقال اللواء مصطفى الشيخ أحد قادة المعارضة إن خطط الجيش النظامي هي استخدام القريتين كقاعدتين أماميتين لتحقيق تقدم في حلب وريفها.
وقد أفاد ناشطون في حلب بأن الجيش السوري النظامي يحاول السيطرة على جبل معارة الأرتيق بهدف الوصول إلى مناطق الإمداد بالسلاح.
من جهتها, قالت قوات المعارضة إنها عززت مواقعها داخل مطار منغ العسكري في حلب, وبث ناشطون صورا لاقتحام جيش المهاجرين والأنصار ولواء الفتح من الجيش الحر رحبة التسليح داخل المطار، وقالت المعارضة إنها دمرت برج المراقبة داخل المطار ودبابتين، كما سيطرت على كمية من الأسلحة والذخائر داخل الرحبة فيما تصاعدت سحب الدخان من عدة مواقع داخل المطار جراء الاشتباكات قرب مباني الضباط.
في غضون ذلك, نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر سوري أنه من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات لاستعادة القرى والمدن التي تسيطر عليها المعارضة. وقالت الوكالة نقلا عن محللين إن النظام مدفوعا بسيطرته على القصير، سيحاول استعادة مناطق أخرى خارجة عن سيطرته.
وقد قالت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطات إن القوات السورية بدأت انتشارا كبيرا في ريف حلب استعدادا لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها.
يشار إلى أن حلب -وهي ثاني كبرى المدن السورية وكانت العاصمة الاقتصادية للبلاد- تشهد معارك يومية منذ صيف عام 2012, ويتقاسم النظام ومقاتلو المعارضة السيطرة على أحيائها.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت المعارضة السورية المسلحة أمس أنها تمكنت من السيطرة على ثلاث كتائب من الفرقة 17 التابعة للجيش النظامي في الرقة، وعلى جزء من مطار منغ العسكري بمدينة حلب. كما تدور اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في مناطق بريف حلب.
جرحى القصير:
جاء ذلك, بعد استعادة القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني منطقة القصير الإستراتيجية في محافظة حمص، والتي بقيت تحت سيطرة المقاتلين لأكثر من عام.
وقال ناشطون إن معظم سكان مدينة القصير مع الجرحى نزحوا إلى مناطق مجاورة دون أي مساعدة, سالكين طرقاً ترابية, مشيرا إلى أن الجرحى انتشروا بين مناطق في حمص وريف دمشق ومنطقة عرسال اللبنانية.
وقال نشطاء إن القوات الموالية للأسد قتلت ما لا يقل عن مائة شخص فروا من القصير بعد استيلائها مدعومة بحزب الله اللبناني على المدينة الأسبوع الماضي.
وذكر الناشطون لرويترز أن معظم القتلى أصيبوا في إطلاق نيران بنادق آلية وقصف استمر على مدى الأيام الثلاثة الماضية لدى محاولتهم عبور طريق سريعة شرقي القصير إلى مناطق خارج نطاق سيطرة قوات الأسد.
وقال الناشط هادي العبد الله إنه كان ضمن آلاف الأشخاص الذين فروا من القصير، وانتهى به الأمر بين مجموعة من المدنيين والمقاتلين الذين تخلوا عن سياراتهم وساروا 35 كيلومترا عبر أرض زراعية لمنطقة تعرف باسم بساتين الحسينية قرب الطريق الرئيسة المؤدية إلى مدينة حمص في وسط سوريا.
كما قال العبد الله إنهم كانوا يحملون جرحى كثيرين من القصير، وإن هؤلاء كانوا من أول من قتلوا لأنهم لم يتمكنوا من الهروب من إطلاق النار, مشيرا إلى أن معظم الجثث تركت, مع اعتقال معظم الجرحى.
وذكر ناشط آخر يدعى محمد القصيري أن الجيش النظامي انتشر في ثلاث مناطق قرب الطريق الرئيسي لاستهداف الفارين من القصير. وقال القصيري “لم يتبق للخروج من القصير سوى ممر ضيق واحد، ولكن الجيش السوري كان ينتظر في نهايته ليبعث برسالة مفادها أن أي شخص له أي صلة بالقصير سيعاقب”.