سيطر مقاتلو الجيش السوري الحر على مساحات واسعة في مطار عسكري شمال غرب سوريا كانوا يحاصرونه منذ فترة ويهاجمونه بهدف الاستيلاء عليه، في حين قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن العشرات قتلوا اليوم بنيران القوات الحكومية في مناطق متفرقة من البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات تواصلت اليوم بين القوات النظامية وبين مقاتلين من جبهة النصرة وأحرار الشام والطليعة الإسلامية داخل مطار تفتناز العسكري بريف إدلب، بعدما استطاع المقاتلون اجتياز أسوار المطار والاستيلاء على مساحات واسعة منه وإعطاب عدد من المروحيات.
وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية ردت بقصف “المطار والمناطق المحيطة به”.
من جهته، أفاد مصدر عسكري سوري بأن المقاتلين شنوا اليوم هجوما عنيفا على المطار، مشيرا إلى أن “الطيران والمدفعية ساندا عناصر حماية المطار، حيث تم تدمير ثلاث دبابات كانت بحوزة المسلحين”.
وأوضح أن هذا الهجوم تلا هجوما آخر شنه الثوار ليل الثلاثاء “وأسفر عن مقتل عدد منهم وتدمير دبابة كانت بحوزتهم”، مشيرا إلى أن “الطيران السوري ساند وحدة حماية المطار في صد الهجوم الذي دام لنحو ثلاث ساعات”.
وأفاد سكان في البلدة بأن “حشودا كبيرة” من المقاتلين تتواجد في المناطق المحيطة بالمطار، وإن “الطيران والمدفعية قصفا بلدتي تفتناز وطعوم” في ريف إدلب.
عشرات الشهداء:
في غضون ذلك قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن العشرات قتلوا اليوم بنيران القوات الحكومية في مناطق متفرقة من البلاد.
ففي مدينة حلب، استشهد 9 أشخاص اليوم جراء أعمال قصف وقنص في مناطق عدة من المدينة التي تشهد معارك يومية منذ نحو ستة أشهر.
وفي ريف دمشق، استشهد شخصان إثر سقوط قذيفة هاون على مدينة جرمانا (جنوب شرق)، بينما استمرت الاشتباكات وأعمال القصف في مناطق عدة محيطة بدمشق، لا سيما منها دوما (جنوب غرب) التي تحاول القوات النظامية منذ فترة استكمال السيطرة عليها.
وفي محافظة حمص (وسط)، أعدمت قوات النظام السوري 10 أشخاص -أغلبهم من النساء والأطفال- في بلدة جباب حمد. كما أفاد ناشطون بأن القوات الحكومية قصفت حي الحميدية وسط المدينة براجمات الصواريخ، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى وتدمير مستشفى ميداني.
وفي ريف دمشق، تحدث المرصد عن انفجارات في محيط مبنى إدارة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا، تبعها إطلاق نار كثيف. كما تعرضت بلدة حجيرة البلد والسيدة زينب ومدينة المعضمية للقصف، مع استمرار القوات النظامية في محاولتها السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين في محيط دمشق.
شهداء لاجئون:
على جبهة أخرى من الأزمة السورية، استشهد 5 أشخاص في قصف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة دمشق، في حين طالب ممثلو الفصائل الفلسطينية في مؤتمر صحفي عقدوه بالعاصمة دمشق بجعل المخيم “منزوع السلاح”.
ودعا الممثلون قادة الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى القيام بحملة اتصالات عربية وإقليمية ودولية لإعادة اللاجئين الذين نزحوا من المخيم بسبب العنف.
ودعت الفصائل “المسلحين إلى الانسحاب من مخيم اليرموك لإنهاء حالة التشرد التي يعاني منها أبناء المخيم، بالإضافة إلى الإضرار بالمكانة السياسية التي يمثلها مخيم اليرموك كرمز للاجئين”، وإلى “وقف إطلاق النار وكافة العمليات العسكرية بما فيها عمليات القصف والقنص التي يتعرض لها المخيم”.
يشار إلى أن معارك عنيفة اندلعت في اليرموك بين مقاتلين سوريين معارضين وفلسطينيين مؤيدين لهم، وبين قوات نظامية مدعومة من فلسطينيين موالين للنظام في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تخللها قصف جوي من الجيش السوري على المخيم.