حشد النظام السوري قواته مدعوما بعناصر من حزب الله اللبناني على تخوم مدينة القصير بريف حمص وأنذر أهلها بمغادرتها، محذرا من هجوم وشيك في حال عدم استسلام مقاتلي الجيش الحر في المدينة.
في غضون ذلك تعرضت بلدات بريف حماة فجر اليوم لقصف بعد مقتل 30 شخصا في بلدة حلفايا بريف حماة جراء القصف أمس، حيث أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن عدد الشهداء في مختلف أنحاء سوريا بلغ 114 شهيدا، معظمهم في حماة وحمص، في حين خرج متظاهرون بمدن وبلدات عدة للتظاهر تحت شعار “بانياس.. إبادة طائفية، والغطاء أممي”.
وقد عبرت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي عن خشيتها من إمكانية ارتكاب قوات النظام أعمالا وحشية ضد المدنيين في منطقة القصير السورية قرب الحدود اللبنانية. وقالت بيلاي إن تقارير تشير إلى أن حشودا كبيرة من القوات السورية تتجمع قرب القصير، مما يهدد المدنيين.
وألقت القوات النظامية السورية منشورات تحذيرية لسكان مدينة القصير، وقال مصدر عسكري سوري لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الجمعة إن “منشورات ألقيت فوق القصير تدعو السكان إلى مغادرة المدينة، وفيها خريطة لطريق آمن يمكنهم من خلاله إخلاؤها، لأن الهجوم على المدينة بات قريبا في حال لم يستسلم المسلحون”.
من جهته، نفى المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله لوكالة الصحافة الفرنسية عبر سكايب إلقاء أي منشورات على القصير، وأضاف “ما يثير القلق أكثر من ذلك هو عدم وجود ممر آمن للمدنيين للخروج. جميعنا في القصير محكوم علينا من قبل النظام بالموت البطيء”.
وأفاد ناشطون بأن القصير التي يعتقد أن عدد المقيمين الحاليين فيها يقارب 25 ألف نسمة، باتت محاصرة من ثلاث جهات.
وشهدت منطقة القصير أمس الجمعة معارك حامية بعد أن أمطرتها قوات النظام وحزب الله بنيران راجمات الصواريخ وقذائف الهاون والدبابات منذ الصباح.
وقال هادي العبد الله إن القصف ينطلق من القرى التي سيطر عليها حزب الله داخل سوريا، ومن قرى لبنانية، مشيرا إلى أن قوات النظام تستهدف المدنيين عندما يحاولون النزوح.
وأضاف العبد الله أن الجيش الحر تمكن من صد حزب الله من التقدم باتجاه القصير، ونفى ما أعلنته قوات النظام بشأن استعادة سيطرتها على قريتي الشومرية والغسانية، مؤكدا أنهما لم تخضعا أصلا للجيش الحر
مجزرة بريف حماة :
في هذه الأثناء قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن بلدات في ريف حماة تعرضت فجر اليوم لقصف صاروخي عنيف مصدره مطار حماة العسكري.
وقد بثت مواقع الثورة السورية على الإنترنت صورا تظهر سكانا من بلدة حلفايا بريف حماة وهم يفرون بسبب قصف قوات النظام التي ارتكبت مجزرة جديدة في البلدة ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثين شخصا. وقد استخدمت قوات النظام أثناء قصفها للبلدة الطيران والأسلحة الثقيلة من كل الحواجز المحيطة بها.
وأكد ناشطون أن قوات النظام استهدفت البلدة من كل الحواجز الموجودة في المنطقة، حيث تعاني البلدة من حصار شديد من قبل القوات النظامية.
وقال الناشط صافي الحموي لرويترز إن حلفايا تخضع لسيطرة الثوار منذ ما يزيد على خمسة أشهر حيث تم الاتفاق على هدنة فيها بين الطرفين لحماية المدنيين، لكن قوات النظام حذرت أمس من أنها بصدد خرق الهدنة ثم بدأت بقصف البلدة.
وأظهرت صور بثها ناشطون عشرات الأشخاص وهم يهربون عبر أحد الأنهار، وقالوا إن هذا الطريق هو الوحيد للهروب من “المذبحة”.
وتحظى البلدة باهتمام قوات النظام بسبب قربها من الحدود اللبنانية التي يعبر منها مقاتلو حزب الله اللبناني لمؤازرة النظام.
تظاهر وقصف:
وتحت شعار “بانياس.. إبادة طائفية والغطاء أممي”، خرج المتظاهرون في مناطق عدة بدمشق وريفها وحلب وإدلب ودرعا وحمص.
ورفعوا شعارات تتهم المجتمع الدولي بالصمت على المجازر التي يتهمون النظام بارتكابها، كما طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن هذه المجازر التي راح ضحيتها -حسب إحصائية نشرتها الجمعة الشبكة السورية لحقوق الإنسان- ما لا يقل عن 384 قتيلا.
من جهة أخرى، قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر استهدف حي عش الورور بدمشق الذي يعد من معاقل مليشيات الشبيحة، وتمكن من صد محاولتهم اقتحام حي برزة، كما أفادت شبكة شام بأن قوات النظام قصفت أحياء برزة وجوبر والحجر الأسود وأحياء دمشق الجنوبية.
وتجدد القصف على مناطق بريف دمشق الجنوبي والشرقي، ومنها بلدات الذيابية ومخيم الحسينية وخان الشيح وداريا والمعضمية، بينما دارت اشتباكات قرب حاجز قصر المؤتمرات ومخيم الحسينية، وتمكن الجيش الحر من اقتحام مساكن نجها قرب أحد أكبر مواقع الإمداد العسكري في البلاد.
في المقابل، نقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا) عن مصدر رسمي قوله إن قوات النظام ألحقت “خسائر فادحة في صفوف إرهابيي جبهة النصرة في بلدات حجيرة والذيابية والحسينية وببيلا بريف دمشق”.
من جهة أخرى، تسعى قوات النظام للسيطرة على منطقة الشيخ سعيد بمدينة حلب لفك الحصار عن وحداتها العسكرية، بينما أكدت شبكة شام تجدد القصف على حيي بستان القصر والخالدية، تزامنا مع الاشتباكات.
واستهدف الثوار مطار الطبقة العسكري بمحافظة الرقة (وسط) بقذائف الهاون، كما أجبروا قوات النظام على التراجع من أطراف بلدة خربة غزالة بدرعا.
ووثقت شبكة شام تجدد القصف على مناطق عدة بالبلاد، ومنها قرى دركوش وسراقب وكورين وعين القصب والناجية في ريف إدلب، وأحياء الموظفين والشيخ ياسين والمطار في دير الزور، ومنطقتا سلمى وكنسبا بريف اللاذقية.