فشلت المعارضة السورية حتى الآن في تسوية خلافاتها في مؤتمر اسطنبول الذي شهد انسحاب عدد من التنظيمات المعارضة الرئيسية.
وكان من أبرز المنسحبين من المؤتمر الثلاثاء هيثم المالح. وقال المراسل إن المالح انسحب احتجاجا على عدم إسناد رئاسة المؤتمر إليه باعتباره اكبر المعارضين سنا.
وانسحب من المؤتمر أيضا المجلس الكردي المكون من ١٢ حزبا وتنسيقيات كردية. ويهدد الائتلاف الوطني في سوريا، الذي يضم عددا من الكتل والتيارات السياسية، بالانسحاب أيضاً في حال عدم الاستجابة لشروطه. وتشمل هذه الشروط إعادة هيكلة المجلس الوطني بدءا من المكتب التنفيذي وحتى أصغر قسم في المجلس ، كما يقول الائتلاف.
وترفض أغلبية الأطراف المشاركة في مؤتمر اسطنبول مشروع العهد الوطني الذي صاغه المجلس الوطني السوري.
أهداف المؤتمر:
ويهدف المؤتمر إلى تكوين “جبهة موحدة” بهدف الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ويقول المجلس الوطني السوري، أبرز أجنحة المعارضة، إن الهدف من اجتماع اسطنبول التوصل الى “اتفاق وطني لسوريا الجديدة” يجمع “الاهداف المشتركة للمعارضة السورية لوضع نهاية للنظام السوري الدكتاتوري، وتحقيق الهدف النهائي المتمثل باقامة مجتمع تعددي مدني ودولة ديمقراطية”.
ويضيف محمد سرميني عضو المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري، أن الهدف من هذا المؤتمر هو توحيد رؤى المعارضة، ووضع الخطوط العريضة “للعهد الوطني الذي يتكلم عن دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي”.
وأوضح السرميني أن الدعوة وجهت إلى كل أطياف المعارضة، واعتذر عن الحضور هيئة التنسيق الوطنية والمنبر الديمقراطي.
وتريد الجامعة العربية وتركيا من المعارضة السورية تشكيل جبهة موحدة قبل انعقاد قمة “أصدقاء سوريا” في المدينة التركية الأسبوع المقبل.
وكانت انقسامات عميقة في صفوف المعارضة السورية قد اعاقت تشكيل جبهة معارضة قوية لنظام الاسد، واغضبت الزعماء الغربيين الذين يبحثون عن جبهة معارضة موحدة يمكن الاعتماد عليها.
وقالت كاترين التلي، محامية حقوق الانسان وواحدة من خمسة اعضاء استقالوا في وقت سابق من الشهر الحالي، وشكلوا “الجبهة الوطنية السورية”، انها ستحضر هذا الاجتماع.
الاعتراف الدولي:
يشار الى ان المجلس الوطني السوري حظي ببعض الاعتراف الدولي، لكنه يعاني من خلافات داخلية وانتقادات من ناشطي الداخل لقيادته المنفية، التي تعيش في الخارج.
وكانت قطر وتركيا قد دعتا المعارضة السورية الى الاجتماع في اسطنبول لمناقشة الرؤى المتعلقة بسوريا حرة وديمقراطية، والاتفاق على مجموعة مبادئ مشتركة لانتقال سلمي للمرحلة المقبلة.
ومن المنتظر ان يحضر قادة عرب وغربيين القمة الثانية “لاصدقاء سوريا” المقرر في الاول من الشهر المقبل، لمناقشة ما يمكن عمله لوقف قمع الانتفاضة في سوريا.
يذكر أن الدول التي تدعم تغيير نظام الحكم في سوريا أصبحت مستاءة جداً من غياب معارضة سورية قوية يمكن الاعتماد عليها وقادرة على وضع خطط للمستقبل بعد نظام الاسد.
ومن الناحية الرسمية تعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والعديد من الدول في الشرق الاوسط المجلس الوطني الممثل الشرعي للشعب السوري.