لقي البيان الرئاسي الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا الأربعاء ترحيبا دوليا، واعُتبر خطوة إيجابية في طريق الخروج من الأزمة التي دخلت عامها الثاني، وراح ضحيتها ما يزيد عن ثمانية آلاف قتيل بحسب الأمم المتحدة، فيما قالت مصادر في المعارضة السورية، إن فصائلها تسعى للتغلب على خلافاتها والاتفاق على إستراتيجية أكثر تجانسا خلال اجتماع دعت إليه تركيا.
ويطالب قرار مجلس الأمن سوريا بتطبيق خطة السلام التي عرضها المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، وهي الخطة المكونة من ست نقاط تشمل الالتزام بالعمل مع المبعوث فيما يتعلق بالتسوية السياسية، والالتزام بوقف القتال بشكل عاجل، ووقف العنف بجميع أشكاله من جميع الأطراف.
كما تنص خطة أنان على السماح بعمل المنظمات الإنسانية وإطلاق السجناء، وضمان حرية عمل وسائل الإعلام، واحترام حق التجمع والتظاهر السلمي، وتسهيل عملية انتقالية سياسية بقيادة سورية تقود إلى نظام تعددي، عبر حوار بين الحكومة وجميع أطياف المعارضة السورية.
ففي واشنطن، أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بقرار المجلس، وحثت الرئيس السوري بشار الأسد على “سلوك هذا الطريق” للخروج من الأزمة.
وقالت كلينتون “إنها خطوة إيجابية. الآن تحدث المجلس بصوت واحد”، وأضافت للصحفيين -عقب اجتماع مع وزير الخارجية الأفغاني- “نقول مع باقي المجتمع الدولي للرئيس الأسد ونظامه: اسلك هذا الطريق. التزم به وإلا فستواجه مزيدا من الضغط والعزلة”.
ومن جانبه، رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالقرار، وقال في بيان نشرته الخارجية البريطانية على موقعها الإلكتروني “أرحب بقوة بدعم مجلس الأمن الكامل وبالإجماع لعمل كوفي أنان باعتباره مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كماء جاء في البيان الرئاسي”.
وذكر هيج “لقد وضع كوفي أنان خطة بالنيابة عن الجامعة العربية والأمم المتحدة لوقف العنف وتأمين دخول المساعدات الإنسانية وتسهيل التحول السياسي بقيادة السوريين” في البلاد.
وأضاف المسؤول البريطاني “أدعو السلطات السورية إلى اغتنام هذه الفرصة لوقف إراقة الدماء، وأن تظهر التزامها بتطبيق خطة أنان المكونة من ست نقاط، بما في ذلك السحب الفوري للجيش من المراكز السكانية وما حولها”.
كما رحب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين بصدور البيان الرئاسي من مجلس الأمن، وقال -في تصريح أوردته إذاعة الأمم المتحدة- “نحن سعداء للغاية لأن مجلس الأمن اختار أخيرا النظر بشكل واقعي للوضع في سوريا، وسعداء لأن لدينا عملية نتمنى أن تستمر وأن تؤدي إلى تسوية الأزمة في سوريا، وإلى بدء عملية سياسية مهمة بقيادة سورية في البلاد”.
وأكد تشوركين أن “الموقف الروسي إزاء سوريا لم يتغير، لأنه يتطابق مع تفهم الوضع، والحاجة إلى إنهاء العنف بأسرع وقت ممكن، وإشراك جميع الأطراف في الحوار، والتحرك على مسار عملية سياسية بقيادة سوريا”.
وفي السياق نفسه، أشادت الصين بالبيان، ووصفته بأنه خطوة إيجابية باتجاه التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا، ودعت دمشق إلى “وقف العنف فورا”.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الحكومية عن مندوب الصين الدائم في الأمم المتحدة قوله إن الصين حثت سوريا على “دعم مهمة أنان والتنسيق معه، ووقف العنف فورا، وإبداء الإرادة السياسية، وإطلاق الحوار السياسي بالسرعة الممكنة”.