ساد الجدل والتوتر جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة لبحث الأوضاع في سوريا بعد الضربة الأميركية، فبينما دعمت بريطانيا وفرنسا تلك الضربة هاجمها مندوبو سوريا وروسيا
وبوليفيا بشدة واعتبروها انتهاكا للقانون الدولي.
وفي بداية الجلسة، دعا جيفري فيلتمان مساعد الأمين العام للشؤون السياسية إلى أنه من المهم أن يبعث المجلس رسالة موحدة مفادها أنه لا حماية للأطراف التي تنتهك حقوق الإنسان، وطالب جميع الأطراف بتجديد الجهود لإيجاد حل سياسي لـ الأزمة السورية.
وقالت المندوبة الأميركية نيكي هايلي إن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه عدة مرات، ويبدو أنه كان يعتقد أنه سيفلت من العقاب لأن روسيا ستقف وراءه كالعادة وهو مخطئ.
وأضافت هايلي أن أعمال الأسد وجرائمه ضد الإنسانية لن تمر دون عقاب، مشيرة إلى أن وزر الجريمة لا يتحملها النظام السوري فقط بل كذلك النظام الإيراني الذي يدعمه والحكومة الروسية التي تستخدم الفيتو كل مرة يتجاوز فيها الأسد للتغطية على الجرائم.
وأشارت إلى أن روسيا ربما كانت تسمح عن علم باستمرار وجود السلاح الكيميائي في سوريا وربما كان الأسد يتلاعب بها ويضللها، مضيفة أن الولايات المتحدة لن تسكت بعد الآن عن تجاوزات النظام السوري وتجاوزاته، وقالت “أقدمنا على خطوة مدروسة ومستعدون لعمل المزيد”.
وأبدى المندوب البريطاني دعم بلاده للضربة الأميركية قائلا إنها رد فعل متناسب على الجريمة المرتكبة في خان شيخون ورسالة ردع للنظام السوري، مضيفا أن روسيا ربما تعلمت الآن أن ضمان مجرمي الحرب عقوبته المهانة أمام العالم.
وناشد المندوب البريطاني روسيا التخلي عن سياستها “الفاشلة” والانضمام للمجموعة الدولية لمناصرة قيم العدل والحق والتخلي عن حماية مجرمي الحرب، مؤكدا أنه لو لم تستخدم موسكو الفيتو سبع مرات لما كرر الأسد جرائمه.
من جانبه، دعم المندوب الفرنسي الهجوم الأميركي الذي قال إنه أسقط الأقنعة عن وجوه أصحابها وأظهر أن الأسد مستعد لإبادة كل من يعارضه مهما كان الثمن، مشيرا إلى أن الأسد هو المسؤول عن كل ما جرى لأنه يقوم منذ سنوات بانتهاكات ممنهجة ومتكررة لالتزاماته.
وانتقد روسيا بشكل حاد قائلا إنها لم تلتزم بتعهداتها ولم تستطع منع الأسد من استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين، والمسؤولية ملقاة الآن على عاتق مجلس الأمن الدولي لأخذ زمام المبادرة.
هجوم
في المقابل، قال المندوب السوري إن الولايات المتحدة ارتكبت عدوانا همجيا سافرا ضد قاعدة جوية لـ الجيش السوري ما أدى لمقتل عدد من الأشخاص ما يشكل مخالفة خطيرة لميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف أن الجيش السوري لا يمتلك أي أسلحة كيميائية ولم يستخدمها مطلقا، وأن من استخدم هذه الأسلحة وقام بتخزينها في عدد من المناطق السورية هي المجموعات “الإرهابية” المسلحة بالتعاون مع عدد من الدول.
كما هاجم مندوب بوليفيا بشدة الهجمة الأميركية قائلا إن الولايات المتحدة شنت هجومها الأحادي بينما كان مجلس الأمن يبحث طرق التحقيق في الهجوم البشع بـ الأسلحة الكيميائية على خان شيخون.
وأضاف أن هذا الهجوم يمثل انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية وتهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين لأن المجتمع الدولي وضع آليات في القانون الدولي لمنع مثل هذا التصرف، كما أن ميثاق الأمم المتحدة يحظر أي عمل أحادي الجانب.
كما شن المندوب الروسي هجوما عنيفا على الولايات المتحدة التي قال إنها انتهكت القانون الدولي بمهاجمة سوريا، مضيفا أن مشروع القرار الأميركي البريطاني الفرنسي حول هجوم خان شيخون مغلوط ومخالف للحقيقة.
وقال أيضا إن الولايات المتحدة شنت عملا عدوانيا على بلد ذي سيادة وهو هجوم يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وللاتفاقات الموقعة مع روسيا بشأن سوريا “وهو هجوم يشجع الحركات الإرهابية”.
وهاجم المندوب الروسي نظيره البريطاني قائلا “أحذرك لا تحاول أن تورطنا في نزاع مع العالم العربي، لأن جميع الدول العربية تتذكر نفاق المملكة المتحدة وتاريخها الاستعماري وربما لذلك أنتم قلقون”.
أما السفير المصري فقال إن الخلافات والتنافس بهذا المجلس يساهم في إزهاق المزيد من الأرواح وليس هناك جهد دولي جاد حقيقي لفائدة الشعب السوري، ودعا إلى تنحية الخلافات والتجاذبات والعمل على حل جذري للأزمة السورية.
كما دعا المندوب الصيني إلى اتخاذ تدابير عاجلة والعودة إلى المفاوضات لمساعدة الشعب السوري للخروج من هذه الأزمة والعودة إلى الحياة الطبيعية وإعادة بناء بلادهم، مشددا على أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد.
الجزيرة