أعلن تنظيم داعش الارهابي مسؤوليته عن هجوم استهدف، مساء الثلاثاء، حاجزًا أمنيًا قرب دير سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء (شمال شرق) أسفر عن مقتل شرطي، وفق حسابات منسوبة للتنظيم، في حادث هو الأول بالمحافظة الأكثر تأمينًا منذ 38 شهرًا.
ونقلت حسابات منسوبة للتنظيم قوله إن “الهجوم الذي وقع قرب كنيسة دير سانت كاترين جنوب سيناء نفذه مقاتلو الدولة الإسلامية (داعش)”.
وقُتل شرطي وأصيب 3 آخرون، مساء الثلاثاء، في هجوم مسلح على حاجز أمني بطريق سانت كاترين، جنوبي سيناء، حسب الداخلية المصرية.
وقالت الداخلية، في بيان لها، إن “عددًا من الأشخاص المسلحين (لم تحددهم) قاموا من أعلى المنطقة الجبلية المواجهة لأحد الأكمنة الأمنية (نقطة تفتيش) بطريق سانت كاترين، بمحافظة جنوب سيناء، بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات بالكمين”.
وأضاف البيان: “بادلتهم القوات إطلاق النيران، حتى تمت السيطرة على الموقف، وإصابة بعضهم وإجبارهم على الفرار وترك أحدهم السلاح الناري، والعديد من الطلقات حتى يتمكن من تهريب العناصر المصابة”.
وأشار البيان إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل أمين شرطة (رتبة أقل من ضابط) وإصابة ثلاثة آخرين، فيما لم يحدد هوية المنفذين.
وفي وقت سابق، قال مصدر أمني، مفضلًا عدم ذكر اسمه كونه غير مخول له التصريح للإعلام، إن “أمين شرطة قُتل، وأصيب 4 جنود آخرون (بينهم مجند بالجيش)، بطلقات نارية في الساق، والحوض، والصدر، إثر هجوم مسلح استهدف حاجزًا أمنيًا بالقرب من سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء”.
وأشار إلى أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى شرم الشيخ العام.
ولفت المصدر إلى أنه الحادث الأول من نوعه بالمحافظة منذ تفجير حافلة طابا منتصف فبراير/شباط 2014 الذي أسفر عن وقوع 4 قتلى ( 3 سائحين من كوريا الجنوبية + سائق الحافلة وهو مصري) و16 مصابا وتبناه حينها تنظيم “أنصار بيت المقدس”.
وينشط في سيناء، عدة تنظيمات أبرزها “أنصار بيت المقدس”، الذي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، مبايعة تنظيم “داعش” الإرهابي، وغيّر اسمه لاحقاً إلى “ولاية سيناء” أعلن مسؤوليته عن مقتل مئات من عناصر الجيش والشرطة.
ودير سانت كاترين، أحد أقدم الأديرة في العالم، ومدرج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لمواقع التراث العالمي.
ويأتي الهجوم بعد 10 أيام من تفجيرين استهدفا كنيستين بمدينتي طنطا والإسكندرية (شمالي البلاد)، أسفرا عن مقتل وإصابة العشرات أعلن “داعش” مسؤوليته عنهما، وبعد نحو أسبوع من فرض حالة الطوارئ بالبلاد.
كما أنه يأتي، قبل 10 أيام من زيارة مقررة لبابا الفاتيكان فرانسيس إلى مصر، 28 و29 إبريل/نيسان الجاري، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ العام 2000، حيث أجرى آنذاك البابا الراحل يوحنا بولس الثاني زيارة إلى القاهرة.
وتنقسم شبه جزيرة سيناء إداريا إلى جزأين: محافظة شمال سيناء على البحر المتوسط شمالا، وهي التي تشهد المواجهات المصرية مع العناصر المسلحة، وتنعدم فيها السياحة، وجنوبا محافظة جنوب سيناء السياحية ذات التأمين الكبير كونها وجهة سياحية، والتي تخلو عادة من الهجمات المسلحة إلا فيما ندر.
وفي 10 إبريل/ نيسان الجاري، حذرت إسرائيل رعاياها من السفر إلى سيناء وطالبتهم بالرحيل فوراً بسبب وجود “مخاوف أمنية ذات درجة عالية” تتعلق بسلامتهم فضلا عن إغلاق مؤقت لمعبر طابا في الاتجاه المؤدي إلى الجانب المصري.