دعا اثنان من علماء المسلمين السنة في لبنان إلى الجهاد في سوريا للدفاع عن إخوانهم هناك، يأتي ذلك بعد دخول حزب الله اللبناني بكل قوته طرفا في الصراع الدائر بسوريا بذريعة حماية القرى
الشيعية من نيران الجيش السوري الحر خاصة في القصير بريف حمص المجاور للحدود اللبنانية.
فقد أعلن الشيخ أحمد الأسير تأسيس “كتائب المقاومة الحرة” بدءا من صيدا، مطالبا جميع العلماء ورجال الدين التصديق الشرعي على هذه الفتوى، وإلى “تأسيس مجموعات سرّية مسلحة للدفاع عن النفس في حال قرر نصر الله البدء بالقتل في لبنان على غرار ما يقوم به في سوريا”.
وأكد الأسير في بيان وزع أمس الاثنين على وجوب “الجهاد في سوريا -ولا سيما بمنطقة القصير- من قِبل كل مستطيع لا سيما من أهل لبنان”، متهما الدولة اللبنانية “بعدم المبالاة وبالعجز حتى عن مجرد القول إن التدخل العسكري سيشكل خطرا على السلم الأهلي في البلد”.
وأضاف “نحن في لبنان اليوم بين مطرقة الصهاينة وسندان سلاح حزب إيران الذي توجه إلى الداخل، لذلك نوجب على كل مسلم سواء في لبنان أو خارجه أن يلبي النداء وينصر المستضعفين في سوريا لا سيما في القصير، وجوباً شرعياً على كل مستطيع”.
وقال إن أول المعنيين بالنصرة هم “أهل المناطق الحدودية، ولا يجوز التقاعس عن هذا الواجب الشرعي، ويا حبذا لو يشارك شركاؤنا من المسيحيين والدروز والشيعة الأحرار في نصرة الضعفاء”.
وعن فتواه بالجهاد إلى جانب قوى المعارضة السورية، قال الشيخ الأسير في تغريدة نشرها على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” اليوم الأربعاء “أفتيتُ بوجوب نصرة أهلنا بناءً على نداء إخواننا وأخواتنا القابعين تحت النّار والحصار في القصير، وليس وفق رؤية من يُنَظّر من داخل القصور والفنادق”.
وتابع قائلا “حول فتوى الدفاع عن أعراضنا ودمائنا ومساجدنا في سوريا: أدانها زعيم من لبنان وهو يأكل الجاتوه أثناء احتفاله بعيد ميلاده في فرنسا!!! صحتين”، غامزاً بذلك من قناة الزعيم السياسي المعارض ورئيس تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري.
حزب الله والفتنة:
عالم سني آخر هو عضو هيئة علماء المسلمين في لبنان سالم الرافعي قال أمس الثلاثاء إن تدخل حزب الله في سوريا يجر البلاد إلى فتنة داخلية ويدفع الجيش السوري الحر لقصف القرى اللبنانية، وذلك بعد يوم من إعلانه التعبئة العامة لنصرة من وصفهم بالمظلومين في منطقة القصير بريف حمص على الجانب السوري من الحدود السورية اللبنانية.
وقال الرافعي إن حزب الله يجر لبنان لمشاكل كثيرة لأن الجيش السوري الحر يقوم في المقابل بقصف مناطق شيعية داخل لبنان ويتسبب بهجرة أهاليها للرد على حزب الله، محذرا من أن الجيش الحر قد يقصف القرى الشيعية كلها في المستقبل القريب.
واتهم الرافعي حزب الله بأنه “يمثل أجندة إيران بالمنطقة” في السيطرة عليها وإقامة دولة طائفية بما يحقق مصلحة إسرائيل، وأضاف أن السنة في لبنان اضطروا لإرسال شبابهم للدفاع عن لبنانيين يُقتلون في القصير وتلكلخ، وأنه كان يفترض أن تقوم الدولة اللبنانية بالدفاع عنهم.
وتحدث الشيخ الرافعي لقناة “الجزيرة” عن محاولات النظام السوري لنقل الصراع إلى لبنان عبر الوزير السابق ميشال سماحة المتهم بالتخطيط لتفجيرات في لبنان، وعبر قتل ناشطين لبنانيين متعاطفين مع الثورة السورية، وبقصف مناطق داخل لبنان وإشعال فتنة طائفية بطرابلس، حسب قوله.