تتواصل حالة الكر والفر في المعارك الدائرة في مدينة القصير الإستراتيجية وسط سوريا، بين الجيش الحر من جهة وقوات النظام السوري وعناصر حزب الله من جهة أخرى، بينما تعرض حي برزة بدمشق
للقصف الجوي، وبلغ عدد قتلى أمس 71، كما خرجت مظاهرات في مناطق متفرقة من البلاد تطالب بإسقاط النظام.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة القصير بريف حمص تتعرض لقصف بالطيران الحربي تزامنا مع اشتباكات عنيفة في ريفها الشمالي، في محاولة من القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني لعزل المقاتلين في شمال القصير.
ووفقا لمصادر ميدانية فإن النظام وحزب الله استنفرا كل طاقتيهما العسكرية للسيطرة على المدينة، وإنهما يحاولان اقتحامها من خمسة محاور.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس عن مصدر عسكري سوري قولة إن القوات النظامية فرضت طوقا على مقاتلي المعارضة في شمال القصير التي اقتحمتها الأحد، في محاولة لاستعادتها من المقاتلين الذين يسيطرون عليها منذ أكثر من عام.
كما نقلت عن عميد في القوات السورية يقود معركة القصير رفض ذكر اسمه أن “المسلحين مطوقون من كامل الجهات وليس لهم مكان آخر للهرب إليه كما اعتادوا سابقا. الطريق نحو مطار الضبعة المحاصر من كل الجهات الأخرى هو الوحيد السالك أمامهم، وسنستعيد المطار خلال أيام”.
وقالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام وحزب الله اعتقلت عشرات بينهم نساء وأطفال قرب منطقة الديابية.
وأفاد ناشطون بأن مسلحي المعارضة حققوا تقدما في قرية الجوسية بالقصير وتصدوا لمحاولة اقتحام جديدة قتلوا فيها ثمانية من عناصر حزب الله وثلاثة من جنود النظام. وأضافوا أن الجيش الحر ما زال مسيطرا على القصير باستثناء المربع الأمني، فضلا عن سيطرته على قرى البرّاك والحميدية وعرجون والضبعة والبويضة.
وتعد مدينة القصير التي تضم نحو 25 ألف نسمة حلقة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري، وخط إمداد رئيسيا لمقاتلي المعارضة من مناطق متعاطفة معهم في شمال لبنان.
قصف وضحايا
في الأثناء شنت طائرات النظام غارات على حي برزة في دمشق ترافق مع قصف بأسلحة مختلفة أسفر عن سقوط إصابات ودمار في الأبنية السكنية، حسب الهيئة العامة للثورة.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن عددا من الأشخاص قتلوا بينهم أطفال في قصف استهدف معضمية الشام بريف دمشق، وقال المكتب الطبي في دوما وما حولها بريف دمشق في بيان له إنه وصل إلى قسم الإسعاف 21 مصابا.
وقال البيان إن الضحايا مصابون باختلاجات وتعرق، مما أدى لوفاة ثلاثة منهم، وأضاف البيان أنه تم إعطاء أدوية للمصابين، وما زال المركز يعمل جاهدا لعلاجهم.
وأضاف المكتب الطبي أن هذه الإصابات ناجمة عن استخدام غاز السارين، وكان ناشطون بثوا صورا لمصابين بحالات اختناق في عدرا بريف دمشق.
كما قصف جيش النظام مناطق بريف اللاذقية ودرعا ودير الزور وحماة، وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 71 شخصا قتلوا أمس الجمعة معظمهم في دمشق وريفها وحلب.
مظاهرات
وبالتزامن مع القصف والمواجهات شهد عدد من المدن السورية مظاهرات تطالب بالحرية وإسقاط النظام عقب صلاة الجمعة.
وانطلقت المظاهرات تحت شعار “دجالَ المقاومة.. القدس ليست في حمص”، في إشارة إلى تنديدهم بالتدخل العسكري لحزب الله اللبناني في المعارك الدائرة بالقصير قرب حمص.
وفي دمشق خرجت مظاهرات في أحياء الحجر الأسود والقدم والعسالي، وهتف المتظاهرون لمدينة القصير، كما خرج متظاهرون في شوارع مدن وبلدات دوما والمليحة وسقبا بريف دمشق.
وفي درعا تظاهر أهالي درعا البلد ومعربة مطالبين بوقف الحملة العسكرية على القصير، وفي بلدة جبّاتا الخشب بريف القنيطرة خرجت مظاهرة مناوئة للنظام، وهتف المتظاهرون لمدينة القصير التي تتعرض لحملة عسكرية، وطالبوا المجتمع الدولي بوقف تدخل حزب الله في الأراضي السورية.