لم يكد ينقضي يوم الجمعة بسوريا حتى ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 100 شخص، شهدت دير الزور سقوط عدد كبير منهم في “مجزرة” استهدفت سوقا شعبية، وشهد أيضاً ريف دمشق قصفاً بالصواريخ أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، وبالتزامن مع تواصل القصف والاشتباكات خرج العديد من السوريين في مظاهرات بجمعة “أوان الزحف إلى دمشق”.
ففي دير الزور سقط 18 شهيداً، من بينهم 12 امرأة و3 أطفال، إثر قصف بالمدفعية على سوق شعبية مكتظة في بلدة القورية، وذكر ناشطون أن عدد الشهداء مرشح للازدياد بسبب خطورة حالة عشرات الجرحى.
كما تعرضت مدينة البوكمال للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحربية بالقصف ولاتزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في محيط كتيبة المدفعية قرب مدينة الميادين التي تتعرض للقصف بقذائف الهاون من قبل الجيش الحر.
وفي المعضمية في ريف دمشق سقط أربعة شهداء من بينهم سيدة، وجرح آخرون في انفجار سيارة مفخخة أمام مبنى البلدية، حسب ما أفاد به ناشطون. وهذه هي المرة السادسة التي تنفجر فيها سيارة مفخخة في معضمية الشام في أقل من شهر.
المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن “اشتباكات عنيفة” بين القوات النظامية السورية ومسلحي المعارضة في منطقة البساتين الواقعة بين بلدة داريا في ريف دمشق وحي كفرسوسة في غرب العاصمة، مشيرا إلى تعرض المنطقة “لقصف من صواريخ الطائرات الحوامة”.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان إن القصف العنيف بقذائف الهاون والمدفعية يشمل أيضا نهر عيشة وحي الحجر الأسود في جنوب دمشق.
مظاهرات ولاجئون:
ورغم القصف الذي تتعرض له العديد من المدن والبلدات، انطلقت مظاهرات عدة في سوريا اليوم للتنديد بممارسات النظام في جمعة أطلق عليها الناشطون “أوان الزحف إلى دمشق”، وهتف المتظاهرون فيها بنصرة الجيش الحر وطالبوا بإسقاط النظام.
وبث ناشطون مظاهرات على الهواء مباشرة من درعا ومن حي جوبر في دمشق ومن حلب. كما خرجت مظاهرات في دوما بريف دمشق.
من جانب آخر أعلنت الأمم المتحدة أن حوالي 11 ألف سوري لجؤوا إلى البلدان المجاورة -تسعة آلاف منهم إلى تركيا وألف إلى الأردن وألف إلى لبنان- خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في أضخم عملية لجوء “منذ فترة من الوقت”.
وأوضح المسؤول بالمفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة بانوس مومتزيس -خلال المنتدى الإنساني السادس حول سوريا في جنيف- أن العدد الإجمالي للاجئين في البلدان الأربعة المجاورة لسوريا (تركيا ولبنان والأردن والعراق) يفوق 408 آلاف شخص.
بدورها أعلنت السلطات التركية اليوم الجمعة عن انشقاق 26 ضابطاً سورياً ودخولهم إلى أراضيها بينهم اثنان برتبة جنرال.
وذكرت سائل إعلام تركية أن 26 ضابطا سوريا من ذوي الرتب العالية انشقوا ولجؤوا مع عائلاتهم إلى تركيا، وأوضحت أن الجنود تم نقلهم وسط إجراءات أمنية إلى مخيم أب أيدن للاجئين السوريين. وبلغ عدد الجنرالات السوريين المنشقين الذين وصلوا إلى تركيا 44 جنرالاً.