حض المعارض السوري معن عاقل أبناء طائفته العلوية على عدم الخوف على مصيرهم في حالة سقوط النظام الحالي، قائلاً إن نهاية الشمولية هي أفضل ضمان لاستمرار بقاء طائفته في البلاد.
ويرى عاقل أن عدم ربط مصير العلويين بمصير النظام الحالي أمر في غاية الأهمية بالنسبة اليهم.
وعاقل كاتب يجوب سورية ويوثق للانتفاضة القائمة منذ 14 شهراً بالتصوير والكتابة والمقابلات.
وأقر بالخوف الذي تولد لدى العلويين تجاه مستقبلهم لكنه يقول إن الديموقراطية هي أفضل ما يمكنه أن ينزع فتيل الغضب إزاء ربط العلويين ككل بنظام الرئيس بشار الأسد.
وقال: «العلويون خائفون من المستقبل ولكن الكثير من السوريين أيضاً خائفون… إذا انتصرت الثورة السورية وجاءت الديموقراطية فالموضوع الطائفي هو أهون الشؤون لأنه سيحل».
وفر عاقل (46 سنة) من سورية الشهر الماضي وجرى تهريبه إلى الأردن مع مجموعة من الأسر السنية من حمص لم تكترث بوجود علوي بين أفرادها رغم معاناتها من قمع النظام.
وقال: «الشارع غير طائفي… لم يسألني أحد عن طائفتي إلا عند حواجز الجيش».
وقال عاقل إن تركز الثروات في ايدي المقربين من النظام عزز اعتقاد السنة بأن العلويين كطائفة مميزون في ظل حكم الأسد في حين أن حال أغلبهم في واقع الأمر ليسوا أفضل كثيراً من باقي السكان.
وبعد أن سجن تسع سنوات خلال حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد احتجز عاقل لمدة ثلاثة أشهر بعد كتابة سلسلة من التقارير عن الفساد. وأفرج عنه قبل ثلاثة أسابيع من اندلاع الانتفاضة في آذار (مارس) من العام الماضي.
وناشد عاقل النظام معالجة الفساد والحد من القمع وإلا واجه مصير انظمة عربية أطيح بها.
لكنه أبدى تشككه في اتخاذ مثل هذه الخطوات ويرى أن أفضل فرصة للانتقال إلى الديموقراطية بأقل قدر من إراقة الدماء تكمن في تحرك أعضاء من النخبة الحاكمة ضد رأس النظام، لكنه أقر بأن دائرة الرئيس المقربة لا تبدي أي مؤشرات على تغيير موقفها.
وقال عاقل «النظام غير مستعد للاعتراف بتداول السلطة وحقوق الناس. لم يحاسب أياً من عناصره على القتل وهو لا يستطيع ذلك». ومضى يقول إن الأسد يكرر الاستراتيجية التي انتهجها والده خلال الثمانينات عندما قضى على تمرد لجماعة الاخوان المسلمين.
وقال عاقل في المقابلة التي أجريت بمقهى في العاصمة الأردنية عمان «هو سلّح الشبيحة. يحاول أن يعيد سيناريو الثمانينات. ولكن لم يكن هناك آنذاك ثورة شعبية مسلحة ضدهم. وهو لا يدرك الفارق. في ظل ثورة شعبية إعادة السيناريو هو حماقة».
وتابع «النظام حريص على تفسير الوضع طائفياً كاتهاماته للثورة بالسلفية والإرهاب والعصابات المسلحة وما إلى ذلك. ولكن الجوهر… هو ثورة وطنية وصراع مع الاستبداد».
وقال الكاتب اليساري إن على السوريين العلمانيين والعلويين تقبل فكرة صعود الإسلاميين في الانتفاضة.
وأضاف: «أين المشكلة إذا كانت الديموقراطية ستأتي بإسلاميين؟ ليأتوا وليواجهوا الواقع طالما أنهم سيقرون بتداول السلطة والديمقراطية».
وتابع: «المهم ألا تتحول الثورة السورية كالإيرانية إلى استبداد ديني».
وأردف قائلاً «ليس المطلوب من العلويين أكثر من أن يلتزموا الحياد. هذا نظام انتهى. هو ميت سريرياً. حتى إذا رجع المتظاهرون إلى بيوتهم وألقى الثوار أسلحتهم فالمواطن سينظر إلى الجيش على أنه جيش احتلال».