قرر وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري للقمة العربية في دورتها العادية الرابعة والعشرين والتي ستعقد الثلاثاء والأربعاء المقبلين في العاصمة القطرية الدوحة، منح المقعد السوري في الجامعة العربية للمعارضة السورية ممثلة بائتلاف قوى الثورة والمعارضة وبالحكومة المؤقتة التي شكلها الائتلاف.
وكان الملف السوري حاضراً في كلمات الافتتاح حيث قال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن القضية السورية تستوجب الحزم والحسم وإنها لا تحتمل أي تأجيل أو تسويف لأن تداعياتها الخطيرة لا تطال سوريا فقط وإنما المنطقة بأسرها.
من جانبه أشار وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى أن تحفظ بلاده إزاء مشاركة الائتلاف السوري في أعمال القمة كممثل رسمي كان موقفا مبدئيا وليس تهميشا له.
استقالة الخطيب:
من ناحية أخرى أعلن رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب استقالته من منصبه احتجاجا على ما وصفه بتقاعس المجتمع الدولي.
وفي رسالة إلى “الشعب السوري العظيم”، كتب الخطيب على صفحته على موقع فيسبوك “كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء، وإنني أبر بوعدي اليوم وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني”.
وأضاف الخطيب “نذبح تحت سمع العالم وبصره منذ عامين، كل ما جرى للشعب السوري ليس كافيا كي يتخذ قرار دولي بالسماح للشعب أن يدافع عن نفسه، لن نتسول رضا أحد، وإن كان هناك قرار بإعدامنا كسوريين فلنمت كما نريد نحن”.
وقال “لقد أضاع النظام برعونته أثمن الفرص من أجل مصالحة وطنية شاملة، رسالتنا إلى الجميع أن القرار السوري سوف يتخذه السوريون، والسوريون وحدهم”.
وأضاف “أعلن استقالتي من الائتلاف الوطني كي أستطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية، سنتابع الطريق مع إخواننا الذين يهدفون إلى حرية شعبنا وستكون هناك رسائل وتفاهمات مع كل الأطراف التي تشاركنا الآلام والآمال”.
وكانت تقارير قد توقعت مؤخرا استقالته بسبب خلافات داخل المعارضة.
معارضة علوية:
من جانب آخر أكد الناشط السوري العلوي علي ديوب، أن نظام الأسد لم يكن يوما يمثل الطائفة العلوية التي تدعم وتشارك في الثورة السورية.
جاء ذلك على هامش جلسة مؤتمر للمعارضة السورية بدأ أمس في القاهرة بمشاركة نشطاء علويين معارضين وممثلين لتيارات سورية مختلفة.
وقال ديوب لقناة الجزيرة إن النظام لا هوية له إلا الاستبداد والتدمير، وأضاف إن الدمج بين النظام والطائفة العلوية خطأ لأن العلويين كانوا رهينة له.
وتابع إن أحد مهام الثورة هو تحرير الطائفة العلوية من أسر النظام. مشيرا إلى أنهم يعولون على وعي الشعب السوري في العيش المشترك.
وكانت شخصيات سورية معارضة من الطائفة العلوية قد عقدت لقاء مغلقاً في القاهرة لدراسة وثيقة تبحث وضع سوريا في مرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد.
وتنص الوثيقة المكونة من ستة بنود على أن الثورة السورية ثورة شعب على نظام استبدادي وأنه لا مخرج لسوريا إلا برحيله. وتؤكد الوثيقة تفعيل مفهوم المواطنة أساسا للدولة الحديثة وفق مبدأ الفصل بين السلطات. وتنص أيضا على منح جميع الطوائف حرية الاعتقاد وعلى خضوع الجميع لسيادة القانون.
كما تدعو الوثيقة إلى بناء جيش وطني بعيدا عن أي اعتبارات عرقية أو طائفية وبناء اقتصاد حديث وسياسة خارجية تعتمد الحياد الإيجابي.