قالت أكبر شركة روسية مصدرة للسلاح إنها بصدد شحن أنظمة دفاع جوي وبحري إلى سوريا قادرة على إسقاط طائرات وإغراق سفن في حال تعرضت سوريا لأي هجوم عسكري من الولايات المتحدة أو سواها.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن أناتولي إيسايكين مدير شركة روسوبورونيكسبورت قوله في مقابلة صحفية “أحب أن أقول إن هذه النظم هي نظم فعالة ويعتمد عليها في صد هجمات جوية وبحرية. إنه ليس بتهديد، ولكن أي طرف يخطط لمهاجمة سوريا عليه أن يأخذ هذه النظم في الحسبان”.
ورأت الصحيفة أن أهمية هذه الصفقة لا تكمن في المعدات نفسها، بل برمزية إقدام روسيا على مثل هذا الإجراء، الذي يضفي برودة في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تشبه تلك التي كانت سائدة أيام الحرب الباردة، خاصة وأن هذه الخطوة تأتي قبيل الاجتماع المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش قمة العشرين في المكسيك الأسبوع المقبل.
وقد رفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التعليق على تصريحات إيسايكين، لكن الصحيفة تنقل عن جورج أليكساندر غولتس -المحلل العسكري المستقل في موسكو- أن ما قام به الروس هو “بلا شك” رسالة تحذيرية للغرب من أي تدخل عسكري في سوريا.
وقال غولتس “تستخدم روسيا هذه التحركات كنوع من أنواع الردع فيما يتعلق بالشأن السوري. يريدون أن يبينوا للدول الأخرى أن تدخلهم قد يسفر عنه خسائر”.
يذكر أن روسيا تصر خلال الأزمة السورية على أن الأسلحة التي تصدرها لسوريا ذات طبيعة دفاعية، وهي لا تستخدم في قمع الثوار.
من جهة أخرى، قالت الصحيفة إن الأخبار المتكررة عن حدوث مذابح في سوريا راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء قد عززت من النقاشات في حلف الناتو بشأن التدخل العسكري في سوريا ولو بدون تفويض دولي، خاصة في ظل رفض روسيا لأي عمل ضد سوريا على شاكلة ذاك الذي أطاح بمعمر القذافي في ليبيا، وتتربص له باستخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن.
على الصعيد الفني العسكري، أثار خبراء عسكريون مسألة فاعلية نظم الدفاع الجوي التي تبيعها روسيا إلى دول الشرق الأوسط ومن ضمنها سوريا، والتي لم تثبت يوما بأنها حقا تقارع القوة الجوية الغربية.
وتنقل الصحيفة عن رسلان علييف -الذي وصفته بأنه حجة في الشؤون العسكرية وخبير في مركز التقنيات والتحليلات الإستراتيجية في موسكو- قوله إن التصريحات الروسية تأتي للاستهلاك السياسي، ولو إن روسيا جادة في تحصين سوريا ضد الهجمات الغربية لما رفضت بيعها نظام الدفاع الجوي الروسي الضارب والأكثر تطورا S-300 الذي يتألف من صواريخ طويلة المدى.
وأجاب علييف في رسالة بالبريد الإلكتروني على أسئلة للصحيفة “على حد علمي، فإن سوريا غير قادرة على الصمود بوجه الناتو، تماما مثلما فشلت في حماية منشآتها النووية من ضربات إسرائيل الجوية في سبتمبر/أيلول 2007. أخشى أن الأسلحة الروسية لن تكون مجدية”.
يذكر أن كلا من الولايات المتحدة وروسيا قد قللا من شأن الطائرات المروحية التي ذهبت إلى سوريا مؤخرا، وعلّق إيسايكين عليها بأنها صفقة لصيانة تلك الطائرات وقعت عام 2008.
وأوضح إيسايكين أن سوريا قد أنفقت في السنوات الأخيرة ما يقارب 500 مليون دولار سنويا على شراء أسلحة من روسيا، أي ما يعادل 5% من مبيعات شركة روسوبورونيكسبورت.