قالت مصادر رسمية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيبحث مجموعة واسعة من الخيارات المختلفة بشأن سوريا في اجتماعات بالبيت الأبيض هذا الأسبوع،
فيما نفى مصدر آخر التوصل إلى قرار بشأن تزويد المعارضة السورية بأسلحة.
وأعلن مسؤولون أميركيون أن وزير الخارجية جون كيري أرجأ زيارة كانت مقررة هذا الأسبوع إلى الشرق الأوسط، وذلك بهدف المشاركة في اجتماعات مهمة في البيت الأبيض حول سوريا.
وصرحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض برناديت ميهان لوكالة الصحافة الفرنسية أن أوباما طلب من فريقه للأمن القومي -الذي يضم كيري- بحث كل الخيارات الممكنة التي تسمح لبلاده بتحقيق أهدافها في مساعدة المعارضة السورية، وتسريع الانتقال السياسي في سوريا، وتحدثت عن تحضير مجموعة من الخيارات ستوضع أمام الرئيس الأميركي.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي أن الخيارات المطروحة للبحث لا تتضمن نشر جنود على الأرض.
ويخضع أوباما لضغوط نواب جمهوريين ومن معسكره الديمقراطي منذ أشهر لتسليح المعارضة السورية. وتشارك الولايات المتحدة المعارضة مخاوف عميقة إزاء الوضع الراهن على الأرض في سوريا، وخاصة في ضوء الاشتباكات في ضواحي حلب والاستعدادات لحصار المدينة.
تسليح المعارضة:
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الإدارة الأميركية ليس لديها جديد في سياستها تجاه سوريا، وذلك ردا على تسريبات بشأن توجه إدارة أوباما لتزويد قوات المعارضة السورية بالسلاح.
وكانت وكالة أسوشيتد برس أشارت إلى أن اجتماع البيت الأبيض يأتي فيما تحضر قوات النظام مدعومة بعناصر من حزب الله لهجوم على مدينة حمص، وهو ما يعني قطع إمدادات قوات الثوار نهائيا، ويفتح الطريق للنظام من العاصمة دمشق إلى مناطق الساحل السوري التي يسيطر عليها.
وطبقا للوكالة، فإن المسؤولين الأميركيين يعتقدون بوجود أكثر من خمسة آلاف مقاتل من حزب الله لمساعدة قوات النظام السوري، بعد استعادته السيطرة على مدينة القصير الحدودية مع لبنان.
وقد حذر قادة المعارضة السورية واشنطن من أن ثورتهم قد تواجه خسائر فادحة إذا لم يتم دعمها بشكل كبير.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الرئيس باراك أوباما يقترب من الموافقة على إرسال أسلحة إلى ما توصف بوحدات عسكرية معتدلة من الثوار، وقد تحدثت واشنطن مؤخرا عن نيتها إرسال أسلحة إلى ثوار سوريا، ولكنها ترددت في ذلك مخافة وصول تلك الأسلحة إلى مجموعات مسلحة “متطرفة” أو مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد قرر الشهر الماضي رفع الحظر على الأسلحة إلى أي من طرفي الصراع في سوريا، اعتبارا من أول أغسطس/آب المقبل، مما دفع بعض النواب البريطانيين للتعبير عن مخاوفهم من احتمال اتخاذ حكومة بلادهم قرارا بهذا الشأن خلال العطلة الصيفية للبرلمان.
قراءة إسرائيلية:
من جانب آخر، اعتبر وزير الشؤون الدولية والإستراتيجية والاستخبارات الإسرائيلي يوفال ستاينيتز أن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن ينتصر في النزاع الذي تشهده بلاده، بفضل مساعدة إيران وحزب الله.
وقال الوزير الإسرائيلي أمام جمعية الصحافة الأجنبية “في هذه المرحلة من النزاع، إذا لم تحرز المعارضة تقدما، ونجح النظام في الصمود والحصول على دعم قوي جدا (…) أي من إيران وحزب الله (…) يمكنه أن يبقى في نهاية الأمر”.